وجدة : من داخل غرفة الصناعة التقليدية: أشرقي يكشف التحديات والرهانات المستقبلية

🗓️ الحلقة: قضايا الصناع وحصيلة نصف ولاية غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق
🎤 الضيف: محمد أشرقي. عضو غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق.
🖋️ حاوره: [عصام بوسعدة ]📍 “صوت المواطن” [ موقع جيل 24 ]
[ صوت المواطن] برنامج حواري نستضيف فيه فاعليين سياسيين وحقوقيين و جمعويين، للإضاءة على المشهد السياسي والحقوقي بجهة الشرق ، لتقريب المواطنين من المعلومة والمعطيات المتعلقة بقضايا الشأن العام ، في ظل الركود الذي تعرفه الساحة السياسية والإعلامية.
تقديم : الصناعة التقليدية ليست فقط إرثاً ثقافياً وتاريخياً، بل ركيزة اقتصادية حيوية تعكس هوية الشعوب.
في جهة الشرق، وبالضبط بمدينة وجدة، يلعب الصانع التقليدي دوراً محورياً في الحفاظ على هذا التراث وتنميته.
من داخل غرفة الصناعة التقليدية، تُبذل جهود متعددة من أجل دعم وتأطير ومواكبة الحرفيين، وتقديم برامج ومبادرات تنهض بهذا القطاع.
في حلقة اليوم من برنامج ” صوت المواطن” ، وفي حوار صريح حول واقع الصانع التقليدي، أداء الغرفة، التحديات اليومية، ومشاريع المستقبل. نستضيف السيد محمد أشرقي، عضو غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق، نائب كاتب المجلس بالغرفة، للحديث عن دور الغرفة، واقع وتحديات الصانع التقليدي، المشاريع المنجزة، والبرامج المستقبلية، إلى جانب تجربته الشخصية كعضو جديد في هذه المؤسسة.
المحور الأول: واقع الصانع التقليدي
🔸 1. كيف تصف وضعية الصانع التقليدي بجهة الشرق، وبمدينة وجدة تحديداً؟
جواب : في البداية نشكركم على هذه الاستضافة في برنامج ” صوت المواطن ” بجريدة جيل 24 ، وعلى إهتمامكم بقطاع الصناعة التقليدية واقعه وآفاقه المستقبلية.
أما بخصوص سؤالكم المتعلق بوضعية الصانع التقليدي بمدينة وجدة، فالصانع يتأثر بواقع مدينته بطبيعة الحال فإذا كانت الحركة التجارية والدورة الاقتصادية نشيطة فبدوره سيستفيد من ذلك والعكس صحيح.
و لايمكن تعميم مجال واحد على القطاع ككل ، لأن بعض الصناع مثل الخياط التقليدي خصوصا المتميزين في مجالهم،يشتغلون بشكل أفضل في فصل الصيف بعد عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، حيث تقام الأعراس والمناسبات، وهذا ينطبق كذلك على الصناع والحرفيين في مجال الصباغة و الترصيص والكهرباء وغيرهم.
وعموما الصانع التقليدي بجهة الشرق، وخصوصا في مدينة وجدة، يعيش في وضع مختلف حسب كل مجال وتخصص، فمن جهة، هناك كفاءات ومهارات عالية تعكس غنى التراث المحلي، ومن جهة أخرى، هناك أوضاع إجتماعية وإقتصادية لا يمكن تجاوزها، حيث يشتغل عدد من الصناع في ظروف صعبة، دون دعم فعال لتسويق منتجاتهم.
في الحقيقة يحتاج هذا السؤال إلى دراسة و تشخيص لوضعية القطاع ككل للإجابة عليه بشكل أكثر دقة.
🔸 2. ما أبرز التحديات اليومية التي تواجه الصانع التقليدي؟
جواب : بشكل عام التحديات تختلف هي الأخرى من صانع لآخر، ولكن أبرز التحديات تتعلق بضعف التسويق، غلاء المواد الأولية، والتمويل وإستكمال التكوين.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الحرفيون مشاكل في التوفيق بين الحفاظ على الطابع التقليدي وتلبية متطلبات السوق الحديثة.
وبخصوص التكوين فهناك جهود تبدل من طرف الغرفة بتنسيق مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لتكوين يد عاملة مؤهلة.
🔸 3. هل هناك تفاوت بين الصانع في الوسط الحضري ونظيره في الوسط القروي؟
جواب : حسب الأرقام الرسمية فالصناعة التقليدية في العالم القروي لا تمثل نسبة مئوية كبيرة، فأغلب الوحدات الخاصة بالصناعة التقليدية تتمركز في المدن وفي وسطها التجاري والصناعي، وتبقى صناعة الحلفاء والدوم هي أبرز الصناعات التي تتواجد بالعالم القروي.
المحور الثاني: دور الغرفة وبرامجها
🔸 4. ما الدور الرئيسي الذي تلعبه غرفة الصناعة التقليدية في دعم وتأطير الحرفيين؟
جواب : الدور الرئيسي الذي تلعبه غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق من أجل دعم وتأطير الصانعات والصناع كبير وواسع رغم الإمكانيات المحدودة التي لا تمكنها من القيام بدورها بشكل أفضل.
ولكن رغم ذلك تعمل الغرفة على أداء إختصاصاتها في التأطير، و التكوين، والمواكبة، بالإضافة إلى تنظيم المعارض والملتقيات، وتبذل جهود متواصلة في التأطير من خلال حث الصناع على الانخراط في تعاونيات وجمعيات ومقاولات للصناعة التقليدية.
كما عملت الغرفة على تنظيم سلسلة من اللقاءات لتحسيس الصناع بالورش الملكي الخاص بالتغطية الصحية لغير الأجراء ومن بينهم الصناع التقليديين.
وتدعم الغرفة أيضا الصانعات والصناع من خلال توفير فضاءات لترويج منتجاتهم وإبداعاتهم سواء كانت قارة مثل قرى الصناع التي أعطيت للغرفة صلاحية تدبيرها تسييرها، بالإضافة طبعا إلى المعارض المحلية والجهوية والوطنية والتي أصبح للغرفة تجربة وخبرة وباع طويل في تنظيمها، وأصبحت قبلة للصناع من مختلف ربوع جهات المملكة.
هذا فضلا عن دعم الصناع من خلال تنظيم دورات تكوينية ولقاءات تواصلية لإطلاع الصناع على المستجدات الجديدة في قطاع الصناعة التقليدية.
🔸 5. ما هي أبرز المشاريع التي أنجزتها الغرفة لفائدة الصانع التقليدي في السنوات الأخيرة؟
جواب : قامت الغرفة منذ إنتخاب مكتبها على فتح العديد من الأوراش، ففي البداية تم جرد وتشخيص الفضاءات المتواجدة بجهة الشرق، وتم توجيه رسائل إلى الوزارة الوصية من أجل إعادة هيكلة قرى الصناعة التقليدية وإخراجها من الوضعية التي آلت اليها.
وفعلا تجاوب السيد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والسيد والي ولاية جهة الشرق عامل عمالة وجدة انجاد والسادة العمال بأقاليم الجهة، للتسريع بإعادة الحياة بقرى الصناع التقليديين بكل من وجدة، جرادة ،تاوريرت، بركان، احفير، وكلها فضاءات متميزة ينقصها إعادة الهيكلة والتنشيط.
وقد أوكلت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني تسيير وتدبير هذه القرى الى غرفة الصناعة لجهة الشرق.
كما عملت غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق على التسريع بمجموعة من الملفات العالقة من المجلس السابق ، وإعداد مجموعة من البرامج، وهنا لا نبخس من عمل المكتب السابق لأن لكل مكتب أولوياته حسب ظروف العمل.
و تم العمل أيضا على تنظيم ورشات تكوينية، مشاركات في معارض جهوية ووطنية، وبرامج لتحفيز الشباب على دخول المجال.
🔸 6. هل توجد برامج تكوينية مستمرة لفائدة الصناع؟ وهل هناك إقبال عليها؟
جواب : هناك برامج تكوينية مستمرة في مجالات مثل التسويق، الجودة، والابتكار. الإقبال يتفاوت حسب المجال والموقع الجغرافي، لكن نلاحظ اهتمامًا متزايدًا خاصة لدى الشباب والنساء.
🔸 7. ماذا عن دعم تسويق منتجات الصناعة التقليدية؟ هل الغرفة تقدم مبادرات في هذا المجال؟
جواب : نظمنا معارض جهوية ووطنية ، وفي المستقبل يجب تعزيز الحضور الرقمي للصناع، لأن التحدي الأكبر هو الوصول إلى الزبون داخل وخارج الوطن.
المحور الثالث: المبادرات والبرامج المستقبلية
🔸 8. ما هي أبرز المشاريع التي تعتزم الغرفة إطلاقها مستقبلاً؟
جواب : غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق بكل مكوناتها تعمل جاهدة مع شركائها لإحداث مشاريع تنموية تخدم الصانع التقليدي نذكر على سبيل المثال:
_ مركز التدرج المهني وفضاءات للحرفيين بالدريوش.
_ المساهمة في حي التنشيط الاقتصادي بجرسيف بمليوني 2 درهم.
_ المساهمة في إحداث قرية للصناع التقليديين جرسيف.
_ مشاريع مبرمجة بالعروي وازغنغان واحفير وعين بني مطهر واحفير وبني خالد بوجدة، ومعهد لفنون الصناعة التقليدية بوجدة.
_ إعادة هيكلة المركب المندمج للصناعة التقليدية بالناظور و المركب المندمج للصناعة التقليدية بوجدة.
🔸 9. هل هناك تعاون مع مؤسسات أخرى؟
جواب : هناك تعاون مع مجالس جماعية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومراكز التكوين المهني. كما نحاول نسج علاقات مع القطاع الخاص لدعم التشغيل الذاتي للصناع.
وقد أبرمت الغرفة عدة إتفاقيات شراكة مع الجماعات الترابية من أجل دعم الصناع بهذه الجماعات و إحداث فضاء للصناع التقليديين وتنظيم معارض سواء محلية أو جهوية.
إضافة إلى تنظيم دورات لإستكمال التكوين لفائدات الصانعات والصناعة ،و البحث عن مصادر التمويل للصناع من توقيع اتفاقيات تمكن الصانع من قروض مبسطة وبنسبة مائوية مخفضة ولايتسع الوقت للحديث اكثر عن دعم ومساعدة الغرفة للصانع التقليدي ومواكبته.
🔸 10. هل توجد برامج موجهة لفائدة الشباب والنساء؟
جواب : أكيد، فلدينا مقاربة تمييز إيجابي تستهدف النساء والشباب، سواء عبر التكوين أو عبر مشاريع المقاولة الذاتية، ونطمح لتوسيعها لتشمل العالم القروي بشكل أعمق.
المحور الرابع: التجربة الشخصية
🔸 11. كيف جاءت فكرة الترشح لعضوية غرفة الصناعة التقليدية؟
جواب : كانت نابعة من إحساس بالمسؤولية ورغبة في التغيير. اشتغلت مع عدد من الصناع ولا زلت ، ولامست عن قرب معاناتهم، فرأيت أن خوض تجربة التمثيلية داخل الغرفة سيكون له أثر عملي في الدفاع عن قضاياهم.
🔸 12. ما التحديات التي واجهتها؟
جواب : أول تحدٍ كان فهم آليات الاشتغال داخل مؤسسة الغرفة، ثم محاولة إقناع الفاعلين بأهمية الإشتغال بمنطق تشاركي وشفاف.
🔸 13. ما الدروس التي استفدتها؟
جواب : تعلمت أن العمل المؤسساتي يحتاج صبرا وإستمرارية. وأن لا شيء يتغير بسرعة، لكن الإرادة والوضوح في الموقف يحدثان فرقا . وطموحي أن أرى هذا القطاع رافعة للتنمية بجهة الشرق، خاصة لدى الشباب.
المحور الخامس: رسائل وتوصيات
🔸 14. ما رسالتك للحرفيين والصناع التقليديين؟
جواب : أقول لهم، أنتم حماة التراث والهوية. واصلوا العطاء، وتشبثوا بالتكوين والتجديد، ولا تنتظروا الحلول من المؤسسات فقط، بل شاركوا وأبدعوا وأطرحوا مبادراتكم.
🔸 15 . كلمة أخيرة لمتابعي برنامج “صوت المواطن”؟
جواب : أشكر كل متابعي البرنامج على إهتمامهم بالشأن العام، وأدعوهم لدعم الصناعة التقليدية، سواء كمستهلكين أو كفاعلين. الصناعة التقليدية تشغل عدد مهم من اليد العاملة وهي ليست ماضينا فقط، بل مستقبلنا أيضًا.