وجدة مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي تهدف “حسي مسي” إلى رؤية “تشاركية” لتأهيل الرياضة الوطنية

تنظم اليوم، الخميس 24 أبريل 2025، بمدينة وجدة المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، في إطار سلسلة من المناظرات التي تشرف عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع المديريات الجهوية لقطاع الشباب والثقافة والتواصل، وذلك استعدادًا لاحتضان المغرب لتظاهرات رياضية كبرى، مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. تأتي هذه المناظرة، التي تستضيفها عاصمة جهة الشرق، لتعزيز الحوار حول دور الجماهير في تطوير المنظومة الرياضية، وضمان أمن وسلامة المباريات، مع التركيز على إشراك الفاعلين المحليين في بلورة رؤية تشاركية.

سياق المناظرة: دينامية وطنية لتأهيل الرياضة

تندرج هذه المناظرة ضمن سلسلة من اللقاءات الجهوية التي انطلقت في مدن مثل فاس وأكادير وطنجة، والتي تهدف إلى وضع إطار شامل لتأهيل البنية الرياضية والتشجيع الجماهيري. وتشير التجارب السابقة، كمناظرة أكادير (22 أبريل 2025)، إلى إجماع الخبراء على أهمية تبني رؤية تشاركية تأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية والتنظيمية، مع تعزيز قيم المواطنة والتعايش في الملاعب. وتكتسي مناظرة وجدة أهمية خاصة، نظرًا لدور جهة الشرق كمركز رياضي وثقافي، ومساهمتها المتزايدة في تنظيم الأحداث الوطنية، مثل المهرجان الوطني للاعبي الشطرنج الشباب المقرر أيام 25-27 أبريل

أهداف المناظرة: من أمن المباريات إلى تعزيز الإشعاع الرياضي

تركز المناظرة على عدة محاور رئيسية:

  1. أمن المباريات والتشجيع الرياضي: تسعى المناظرة إلى مناقشة الترتيبات الأمنية اللازمة لضمان سلامة الجماهير والمنشآت الرياضية. وفي هذا السياق، أشار مدير ملعب أكادير خلال مناظرة سابقة إلى ضرورة مقاربة متعددة الأبعاد، تركز على سلامة الأشخاص والمنشآت، وتعتبر الجماهير “زبناء” يستحقون خدمة عالية الجودة.
  2. دور الجماهير: يهدف اللقاء إلى تثمين دور الجماهير في تعزيز المكانة الريادية للرياضة المغربية، مستلهمًا الشغف والسلوكيات الحضارية التي أظهرتها الجماهير خلال مونديال قطر 2022.
  3. وضع ميثاق مشترك: دعت مناظرات سابقة، مثل تلك التي انعقدت بأكادير، إلى صياغة ميثاق للتشجيع الرياضي يرتكز على قيم الانضباط والاحترام المتبادل، وهو ما سيتم مناقشته بوجدة لتكييفه مع خصوصيات الجهة.
  4. إشراك الفاعلين المحليين: من المتوقع أن تشهد المناظرة مشاركة واسعة من ممثلي السلطات المحلية، الأندية الرياضية، مثل أندية العصبة الجهوية الشرق لكرة القدم، والمجتمع المدني، لضمان تنزيل توصيات عملية.

تحديات التشجيع الرياضي: بين الشغف والعنف

يواجه التشجيع الرياضي في المغرب تحديات متعددة، كما أبرزتها مناظرات سابقة. فمن جهة، تُعد الجماهير المغربية، بما فيها مجموعات “الألتراس”، من بين الأكثر شغفًا عالميًا، كما أشار إليه اللاعب الدولي السابق عزيز بودربالة. لكن من جهة أخرى، يظل العنف في الملاعب تحديًا كبيرًا، ناتجًا عن عوامل مثل غياب المرافق الصحية الملائمة، أو التوترات بين الجماهير واللاعبين أو المسيرين. وفي هذا السياق، تسعى مناظرة وجدة إلى تشخيص هذه الظواهر على المستوى الجهوي، واقتراح حلول عملية، مثل تحسين البنية التحتية للملاعب وتكوين أطر أمنية متخصصة.

دور وجدة: مركز رياضي وثقافي

تؤكد استضافة وجدة لهذه المناظرة مكانتها كقطب رياضي وثقافي في جهة الشرق. فقد سبق للمدينة أن احتضنت تظاهرات كبرى، مثل المناظرة الجهوية حول التعليم العالي عام 2022، والتي شهدت توقيع اتفاقيات لدعم البحث العلمي والتكوين الرقمي. كما تستضيف وجدة، في اليوم ذاته، فعاليات أخرى، مثل المهرجان الوطني للاعبي الشطرنج الشباب، مما يعزز دورها كوجهة للأحداث الشبابية. ومن المتوقع أن تسهم المناظرة في تعزيز البنية الرياضية بالجهة، خاصة مع وجود ملاعب تابعة للعصبة الجهوية الشرق لكرة القدم، والتي تحتاج إلى تطوير لاستقبال تظاهرات دولية.

توصيات متوقعة وأفق 2030

استنادًا إلى التجارب السابقة، من المتوقع أن تصدر عن مناظرة وجدة توصيات تركز على:

  • تطوير البنية التحتية: تحسين جودة الملاعب والمرافق الصحية لضمان راحة الجماهير.
  • تكوين الأطر: تعزيز التكوين الأمني والتنظيمي لضمان إدارة فعالة للتظاهرات.
  • إشراك الشباب: تشجيع الشباب على المشاركة في تنظيم الأحداث الرياضية، كما يحدث في فعاليات مثل بطولة الإملاء الجهوية التي نظمتها وجدة سابقًا.
  • تعزيز الحكامة: وضع أطر قانونية وتنظيمية، مستلهمة من قوانين مثل قانون 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، لضمان الشفافية في إدارة الأندية والتظاهرات.

ملاحظات حول تحديات التنظيم

تشكل المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي بوجدة، اليوم 24 أبريل 2025، فرصة لتعزيز مكانة جهة الشرق في المنظومة الرياضية الوطنية، ووضع أسس لتشجيع رياضي مسؤول وحضاري. من خلال مناقشة قضايا الأمن، البنية التحتية، ودور الجماهير، تسعى المناظرة إلى المساهمة في الاستعداد للاستحقاقات القارية والدولية الكبرى.

ومع انخراط الفاعلين المحليين والوطنيين، يمكن أن تكون وجدة نموذجًا للتكامل بين الرياضة، الثقافة، والتنمية المجالية، مؤكدة التزام المغرب بجعل الرياضة رافعة للتنمية البشرية والإشعاع العالمي.

لهذا وعلى غرار مناظرة طنجة (23 أبريل 2025)، التي أثارت انتقادات بسبب غياب التواصل المسبق مع الفاعلين المحليين، قد تواجه مناظرة وجدة تحديات مماثلة.

لذا، كان يتعين على المنظمين، لضمان تفعيل توصيات المناظرة محليا، إشراك واسع للأندية المحلية، الجمعيات الرياضية، والإعلاميين بمختلف توجهاتهم دون الاكتفاء بمنابر بعينها معروفة بالتطبيل والتهليل.

على أي الله يسخر.

وجدة مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي تهدف “حسي مسي” إلى رؤية “تشاركية” لتأهيل الرياضة الوطنية插图

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى