وجدة: جامعة محمد الأول توقّع اتفاقية شراكة استراتيجية مع “هيرشمان أوتوموتيف” لتعزيز التكوين والابتكار في قطاع السيارات

وجدة – 31 أكتوبر 2025

في خطوة تعكس الالتزام بالشراكة بين التعليم العالي والصناعة، وقّع رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، الأستاذ ياسين زغلول، اتفاقية تعاون مع مدير عام شركة “هيرشمان أوتوموتيف” النمساوية، السيد يونس أبروش، يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، بالتزامن مع افتتاح المصنع الجديد للشركة في مدينة وجدة. تهدف هذه الاتفاقية إلى تبادل الخبرات العلمية والتكوينية، وتعزيز الابتكار، مع إعطاء الأولوية لطلبة الجامعة وموظفي الشركة في فرص التدريب والتوظيف، مما يساهم في ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل في قطاع السيارات.

تأتي هذه الشراكة في سياق الدينامية التنموية التي تعرفها جهة الشرق، خاصة مع انطلاق إنتاج المصنع الجديد الذي يركز على مكونات السيارات الكهربائية، لتعزيز الكفاءات المحلية ودعم التحول الصناعي بالمغرب. وتشمل الاتفاقية بنودًا رئيسية تجسّد التعاون المتبادل، من بينها:

• زيارات ميدانية واستكشاف مهني: ستنظم الجامعة والشركة زيارات للطلاب إلى المصنع، لتمكينهم من اكتشاف بيئات العمل، والمسارات المهنية في قطاعات السيارات، اللوجستيات، والجودة، مما يعزز الوعي المهني لدى الشباب.
• تبادل الممارسات ودعم التوظيف: تلتزم الطرفان بتنفيذ أنشطة مشتركة لتبادل أفضل الممارسات في الصناعة والسوق، مع مساعدة الخريجين الجدد في الحصول على وظائفهم الأولى. كما ستُقدّم الجامعة تدريبات متخصصة من أساتذتها في المجالات التي يطلبها المصنع.
• مشاركة الموظفين في التعليم: سيتيح الاتفاق لموظفي الشركة المشاركة في الأنشطة التعليمية بالجامعة، مثل العروض التقديمية، دراسات الحالة، التمارين العملية، وشهادات التقدير، مع الاستفادة من خدمات الجامعة. في المقابل، ستعلن الشركة عن فرص العمل والتدريب، مع إيلاء اهتمام خاص بطلاب وخريجي جامعة محمد الأول، وتعيين متحدّثين متطوعين للمساهمة في الدورات التعليمية.
• تدريبات عملية ودعم للشباب: ستُتاح فرص لطلاب الجامعة لإكمال تدريبات عملية في مواقع الشركة، مع تقديم خدمات مجانية مثل النقل والتأمين. كما ستُنظّم تدريبات داخل أقسام الجامعة لتطبيق المعرفة في بيئة مهنية حقيقية، بالإضافة إلى دراسة فرص التلمذة للأشخاص ذوي الإعاقة.
• مشاركة في الفعاليات والمسابقات: ستدعم الشركة الفعاليات الجامعية، مثل المنتديات والمؤتمرات، من خلال مشاركة مديريها ومسؤوليها التنفيذيين في النقاشات حول مواضيع صناعية. كما ستمنح الجامعة خصومات على رسوم التعليم المستمر لموظفي الشركة في مؤسساتها التابعة، بما في ذلك كليات ENSA، EST، وENCG، بناءً على التوافر.
• إنشاء برنامج متخصص في صناعة السيارات: يُعدّ هذا البند الأبرز، حيث ستتعاون الطرفان على إنشاء برنامج أو فرع متخصص داخل الجامعة يركز على المهن في قطاع السيارات، مع مراعاة احتياجات السوق. سيشارك مهندسون ومدراء من الشركة في قيادة الدورات والندوات، وسيتم تطوير برامج دراسية عملية تتيح للطلاب اكتساب خبرة من خلال العمل داخل المصنع أثناء دراستهم.

يُشكّل هذا الاتفاق نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الأكاديميا والصناعة، يعزّز من جاذبية وجدة كقطب للتكوين المهني في الصناعات المستقبلية. وفي تصريح لـه، أكد الأستاذ ياسين زغلول أن “هذه الشراكة ستُحدث نقلة نوعية في تكوين كفاءاتنا، وتُساهم في بناء اقتصاد محلي قوي يعتمد على الابتكار والتوظيف المستدام”. أما السيد يونس أبروش، فقد شدّد على أن “الثقة في الكفاءات المغربية هي أساس نجاحنا، وهذه الاتفاقية خطوة نحو تعزيز ‘صُنع بالمغرب'”.

مع تزايد الاستثمارات الأجنبية في جهة الشرق، يُتوقّع أن يُسهم هذا التعاون في خلق آلاف الفرص الوظيفية، ويُعزّز من دور الجامعة في دعم التنمية المستدامة، مُعلنًا عن عصر جديد من الشراكات الاستراتيجية بين التعليم والإنتاج الصناعي.