وجدة تستضيف كولوجيوماً دولياً مشتركاً: إعادة صياغة جودة التعليم أمام تحديات المستقبل الغامض

وجدة – خاص لـ”جيل24″
في خطوة مبتكرة تجسد التعاون الأكاديمي العميق، ستستضيف مدينة وجدة، المغرب، يومي 22 و23 أكتوبر 2025، كولوجيوماً دولياً مشتركاً يمثل اندماجاً تاريخياً بين حدثين راسخين في مجال التعليم العالي. يجمع هذا الفعال بين النسخة السابعة من كولوجيوم “إيڤالسوب” (تقييم في التعليم العالي)، والنسخة الثانية والعشرين من مؤتمر “سيمكوسيف” (المؤتمر الدولي حول جودة التعليم والتكوين)، تحت شعار “إعادة التفكير وتحسين جودة التعليم: التحديات والتحولات الابتكارية لمستقبل غير مؤكد”.

يأتي تنظيم هذا الكولوجيوم برعاية فريق البحث في التعليم والتكوين بجامعة محمد الأول بوجدة، بالشراكة مع مؤسسة “أماقن” (الجمعية المغربية لجودة النظم التعليمية والتكوينية)، وذلك بقيادة الدكتور عبد الناصر ناجي، رئيس المؤسسة، والدكتور عبد العالي قاواشي، مؤسس كولوجيوم “إيڤالسوب”. ويُعد هذا الاندماج تجربة فريدة، إذ يجمع بين تراثين أكاديميين يمتدان لأكثر من عقدين، ليصبحا منصة عالمية للحوار حول تعزيز جودة التعليم في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم.

هدف يتجاوز الحدود: مواجهة التحديات العالمية

يهدف الكولوجيوم إلى جمع الباحثين والممارسين والصانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة آليات تعزيز جودة التعليم أمام التحديات السريعة، سواء كانت تعليمية أو تكنولوجية أو اجتماعية. في بيان رسمي، أكد المنظمون أن الفعال سيركز على استكشاف نهج مبتكرة وشاملة ومستدامة، قادرة على الرد على غموض المستقبل، مع التركيز على بناء أنظمة تعليمية مرنة وفعالة.

سيغطي الكولوجيوم عشرة محاور رئيسية، تشمل: إعادة تعريف جودة التعليم في عالم متغير، السياسات العامة والحوكمة لضمان الجودة، دور الجهات الفاعلة والشركاء في تعزيزها، الابتكارات التكنولوجية في التعليم، تقييم و قياس الجودة من خلال الإطارات والمعايير والأدوات، تأثير النهج النوعية على تطوير الأنظمة التعليمية وتحسين النتائج التعلمية، جودة الأنظمة الهجينة والرقمية في التدريس والبحث والإدارة، استخدام البيانات الكبيرة والتحليلات لمتابعة الجودة، تغيير الباراديغمات التعليمية في البرامج والمعلمين والمناهج، وتقدم تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد).

برنامج غني يجمع الخبرات العالمية

يتميز البرنامج العلمي بتنوعه الاستثنائي، حيث يشمل ثلاث عشرة محاضرة بلينيرية، وجلسة بانيلين، وورشة عملين، وسبع جلسات للمداخلات الشفوية. وقد تم اختيار أكثر من 80 اقتراحاً علمياً للإدراج في الجدول، مما يعكس الاهتمام الدولي الكبير بالفعال.من بين الشخصيات البارزة المشاركة في المحاضرات الرئيسية:

  • الدكتور حميد بوشيخي (المجلس الأعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي، المغرب): “نحو ثقافة الجودة: ما يمكن للتعليم تعلمه من الصناعة”.
  • الدكتورة كيرا غارسون (جامعة ريڤرز تيومبسون، كندا): دراسة حول تجارب الطلاب في التنوع والإدراج والتعلم الثقافي.
  • الدكتور مصطفى بنونة (جامعة عبد المالك السعدي، المغرب): “الخطة الاستراتيجية كأداة أساسية للحوكمة الجيدة”.
  • الدكتور عبد الناصر ناجي (أماقن، المغرب): “جودة التعليم في منظور مستقبلي في فترة عدم اليقين”.
  • يوسف بن ميل (مؤسسة الأطلس الأعلى، المغرب): “الجامعات أساسية لتسريع التنمية المستدامة”.
  • الدكتور فريدريك فوڤيت (جامعة ريڤرز تيومبسون، كندا): استكشاف الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعادة تصميم الدورات التعليمية.
  • الدكتورة جولييت تورابيان (جامعة لوزان، سويسرا): “من التجزئة إلى التكامل: إعادة التفكير في سياسات ضمان الجودة والمساواة في التعليم الأوروبي”.
  • الدكتور محمد السلاسي (المجلس الأعلى، المغرب): “نحو نظام بيئي للتوظيف الشامل والديناميكي والمرن”.
  • الدكتور أحمد لغروري (جامعة الغراند باسام الدولية، ساحل العاج): “القيادة الاستراتيجية للتميز الأكاديمي: رؤى من الممارسة العالمية”.
  • الدكتور مصطفى الجاي (جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء): “ريادة الأعمال، رهان استراتيجي للجامعة المغربية غداً”.
  • الدكتور عبد الحق بل لخضر (جامعة محمد الخامس، الرباط): “جهاز غير معروف في النظام التعليمي المغربي: المتعلم (أو كيفية تقديم تكوين حديث ونوعي للفرد)”.
  • ماركو دوندي (البرنامج الدولي الدبلوما، سويسرا): إعادة تعريف جودة التعليم في عالم متغير.
  • الدكتورتان يمينة بوشمة وخولة بولعمان (جامعة لافال ومدرسة الإدارة العامة الوطنية، كندا): “عندما يعزز الذكاء الاصطناعي القيادة التربوية”.

كما تشمل جلسات البانيل نقاشات حول إعادة التفكير في جودة التكوين والبحث في مدارس التجارة والإدارة، وإطار الجودة للنظام التعليمي المغربي، بمشاركة خبراء من “أماقن” والمجلس الأعلى وجامعة محمد الأول.

أهمية الحدث في سياق مغربي وعالمي

يأتي هذا الكولوجيوم في وقت يواجه فيه النظام التعليمي المغربي تحديات هائلة، مثل دمج التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الإدراج الاجتماعي، مع الالتزام بأهداف التنمية المستدامة. ويُعد فرصة للمغرب ليؤكد دوره كمركز إقليمي للابتكار التعليمي، خاصة مع مشاركة خبراء من كندا وسويسرا وساحل العاج.

وفقاً للمنظمين، سيُنتج الفعال توصيات عملية لصانعي السياسات، تساهم في بناء تعليم يواجه عدم اليقين بثقة. ومع اقتراب موعده، يُتوقع أن يجذب مئات المشاركين، مما يعزز من مكانة وجدة كعاصمة أكاديمية نابضة. للمزيد من التفاصيل، يُرجى زيارة موقع المؤسسة المنظمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!