وجدة: الركود في التدبير والتسيير من أهم أسباب الركود الإقتصادي..

ربيع كنفودي – وجدة
لا يختلف اثنان، أن جهة الشرق عموما ومدينة وجدة على وجه الخصوص، عرفت مسارا تنمويا جديدا مع الخطاب الملكي السامي بعاصمة الجهة، يوم 18 مارس 2003، مسارا أريد به جعل الجهة ومن وجدة الألفية قبلة اقتصادية للعديد من المستثمرين، بعد المشاريع والاوراش الكبرى التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك لهذه الجهة، ولمدينة زيري بن عطية.
منجزات كبرى تحققت بفضل الرعاية الملكية السامية، خلفت ارتياحا كبيرا لدى الساكنة، خصوصا بعد إغلاق الحدود المغربية الجزائرية، اوراشا تحدث عنها الكثير بالإيجابية لأنها ستكون بمثابة نقطة الإنطلاقة لجهة كانت تسمى في وقت سابق “بالمغرب غير النافع”.
لكن هيهات ثم هيهات، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبالرغم من كل تلك المنجزات الكبرى، الطريق السيار، مطار دولي، تكنوبول، المحطة السياحية، ميناء الناظور، الطاقة الحرارية، القطب الفلاحي، دخلت مدينة وجدة والجهة عموما، في مرحلة الأزمة، مرحلة صعبة تولد عنها الركود التجاري الذي أدى إلى إفلاس العديد من التجار، ومن المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي التهمتها المقاولات الكبرى، بمنطق المحسوبية والزبونية، مرحلة أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة التي فاقت المعدل على المستوى الوطني. أزمة اقتصادية تولدت عنها أزمات اجتماعية، انعدام الأمن في بعض المناطق والأحياء خصوصا الهامشية، بالمعنى الازمة أزمة زعزعت السلم الإجتماعي الذي دعا ولازال يدعو إليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
في ظل هذه الأوضاع المؤلمة، وفي ظل الإنتكاسة الكبرى التي تعيشها جهة الشرق ومدينة وجدة، يتساءل المتتبعون من يتحمل مسؤولية ما وقع ويقع الآن، وما هي الحلول للتغلب على الوضعية الراهنة التي تعيشها أقاليم جهة الشرق، وعلى رأسهم إقليم وجدة المنكوب..؟
أظن، وبدون مزايدت، تبقى المسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع، وعلى رأسهم المسؤولين المحليين والمنتخبين، بغض النظر أن البعض من هؤلاء يسعى إلى تحقيق بعض الأهداف، يبقى البعض منشغلا في صراعات سياسية ساكنة الجهة والإقليم في غنى عنها. وهنا نتساءل أين هو السيد والي جهة الشرق، وماذا قدم للجهة والإقليم منذ تعيينه إلى يومنا هذا، وما هي خارطة الطريق التي رسمها للنهوض بالجهة وبإقليم وجدة، بصفته واليا وعاملا في نفس الوقت. نفس الأسئلة نطرحها على المنتخبين والبرلمانيين والسياسيين.
اليوم أصبح لزاما، تكثيف الجهود وتوحيد الرؤى، والإبتعاد عن الخلافات السياسية الهامشية، التي زادت في تأزم الوضع، والعمل على التفكير في خلق بديل اقتصادي جديد، يتماشى ومؤهلات الجهة ومتطلباتها. اليوم وجب التفكير بعقلية واحدة وموحدة للأفكار والإقتراحات، اليوم وجب إشراك كل الفاعلين السياسيين الإقتصاديين والمجتمع المدني والإعلام باعتبرهما شريكان أساسيان في التنمية. اليوم وجب لزاما على المنتخبين، الإبتعاد عن منطق المصلحة، والتفكير في المواطن بعد الفوز في الإنتخابات، وليس فقط قبل الإنتخابات، اليوم أصبح ضروريا، كما دعا إلى ذلك صاحب الجلالة في خطابه السامي الأخير بمناسبة الذكرى 20 لعيد العرش، الإهتمام بالمواطن والإنشغال بهمومه من خلال الإنصات له. اليوم وجب، وكما جاء في الخطاب السامي، على ضرورة تأهيل الطاقات والكفاءات، وإعادة النظر في تركيبة مسؤولي المصالح الخارجية على مستوى الإقليم والجهة، والتي تربعت على كرسي المسؤولية دون تقديم أي شيء يذكر. اليوم نقول كفانا من المسؤول الذي يرغب في التقاط الصور والجلوس في الصفوف الأمامية، نريد مسؤولا صادقا يعمل من أجل المدينة، من أجل الإقليم من أجل الجهة، يهتم بأمور المواطنين، يتألم كما يتألم صاحب الجلالة، ويفرح له كما يفرح بذلك صاحب الجلالة..
اليوم من حقنا أن نتساءل ما الجدوى من وجود ولاة وعمالا ومنتخبين إذا كان الشعب في واد وهؤلاء المسؤولين في واد آخر، ومن حقكم وواجبكم تقديم الإجابة للساكنة الوجدية، فالمواطن أصبح يفقد الثقة فيكم، ويطلب النجدة من صاحب الجلالة باعتباره الوحيد الذي يعمل من أجل ولأجل شعبه الوفي الملتف بعرشه العلوي المجيد…