هل سينجح حسني الغزاوي في وضع مجموعة العمران على السكة الصحيحة؟

لن تكون الطريق أمام حسني الغزاوي، الذي عينه الملك محمد السادس ، الجمعة، رئيسا جديدا للإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران، مفروشة بالورود، و هو أدرى بذلك من غيره.

أمام حسني الغزاوي، الحاصل على دبلوم مهندس دولة في الهندسة المدنية من المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، تحديات كبيرة في قطاع حساس وشائك وهو قطاع التعمير والإسكان.

يأتي تعيينه في وقت راكمت فيه مجموعة العمران عجزا في  التدبير انعكس سلبا  على أداء المجموعة وترك خيبات تلو أخرى لدى المتعاملين معها، وبالأخص لدى الحالمين بالسكن.

 تعيين حسني الغزاوي، في منصب رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران،خلفا لبدر كانوني، الذي عمر أزيد من عقد من الزمن في هذا المنصب،  يعيد إلى الواجهة، الاختلالات التي يعرفها قطاع التعمير وعجز العمران على مواكبة الحاجيات المتنامية المرصودة وفق الشروط الملائمة.

مسار مجموعة “العمران” منذ تعيين بدر كانوني في 2010،   واكبته مجموعة من المشاكل المرتبطة بتدبير القطاع، وهي مشاكل ذات صلة بجودة المشاريع المنجزة، والتأخير الممنهج في إنجازها وفي تسليم الشقق إلى أصحابها،  وعرقلة مشاريع… كل ذلك فتح المجال لاستياء مئات الأسر  التي فجرت غضبها في  الفضاء العام في عدد من المناطق وفي أوقات وفترات مختلفة..

المجموعة التي تعرف نفسها أنها “ذراع الدولة في مجال الإسكان والتهيئة الحضرية”، تفجرت في وجهها مجموعة من المشاكل المتعلقة بـ”التماطل” و”عدم أداء مستحقات شركات أخرى، إضافة إلى “بيع شقق وبنايات مغشوشة” لمواطنين ظلوا يحلمون لفترة طويلة بسكن لائق.

من الشرق نحو الشمال والوسط والجنوب، ظلت ساكنة مجموعة من الأحياء  تشكو  من تأخر أشغال  البناء. ومن الانتظار اللامحدود…

وذهب الأمر بالبعض إلى حد اتهام  مجموعة العمران  بعرقلة مشاريع ملكية في مراكش وغيرها من المدن..

ثمة من يتحدث  عن أضرار لحقت ببعض الشركات  بسبب تأخر العمران في  أداء مستحقاتها  ما اضطر هذه  الشركات إلى تسريح  عدد من عمالها  سنة 2019.

الانتقادات الموجهة إلى العمران امتدت إلى المؤسسة التشريعية، حيث نقل مجموعة من البرلمانيين المشاكل التي يعيشها العديد من المواطنين  في مواجهة المجموعة. ..

كما طرح البرلمانيون عددا من الإشكالات المرتبطة بتأخر إنجاز مشاريع سكنية،  وتعثر  بعض البرامج ، على غرار برنامج مدن بدون صفيح…الذي خصصت له اعتمادات مالية مهمة دون أن تتحقق بشأنه أية نتائج تذكر.. 

وتحدثت بعض التقارير،  عن البطء في وتيرة إنجاز البرامج ذات الأولية، خاصة فيما يتعلق ببرنامج القضاء على دور الصفيح والذي لم تمكن وتيرة إنجازه من تحقيق الأهداف المسطرة منذ سنة 2004 ، نظرا للتزايد المستمر في أعداد هذه الساكنة، وعجز العمران عن مسايرة  الحاجيات المتنامية من السكن..

كما تمت إثارة  البرنامج المخصص للطبقة الوسطة المتعلق ببناء 3680 وحدة سكنية بالنسبة للشطر الأول، والذي عرف بدوره  تعثرا …

فهل ينجح  الغزاوي، الذي  راكم تجربة كبيرة في مجال التدبير المقاولاتي والتهيئة الحضرية، من خلال مختلف مناصب المسؤولية التي تقلدها داخل عدة مقاولات، في وضع العمران على السكة الصحيحة؟

وهل سيشفع له مساره المهني في الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وشركة مارشيكا   ووكالة تهيئة ضفتي ابي رقراق.. في التصدي للاختلالات المرصودة في التدبير لدى مجموعة العمران؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى