نقابة الصحافة تدق ناقوس الخطر: إصلاح الإعلام الرياضي ضرورة ملحة قبل “الكان” و”المونديال”

الرباط – 17 أكتوبر 2025
في خطوة تعكس قلقًا متزايدًا من تدهور الوضعية المهنية للصحافة الرياضية في المغرب، عقد القطب الرياضي بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية اجتماعًا طارئًا مساء الأربعاء 15 أكتوبر، بحضور رئيس النقابة، لتدارس التحديات الراهنة التي تواجه هذا القطاع الحيوي. ويأتي هذا الاجتماع في سياق استثنائي يتسم باستعدادات المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، حيث يُعتبر الجسم الإعلامي الرياضي رافعة أساسية لنجاح هذين الاستحقاقين الكبيرين.
توقف أعضاء القطب الرياضي عند “الواقع المقلق” الذي تعيشه الصحافة الرياضية الوطنية، مشيرين إلى تراجع التأطير المهني، وغياب استراتيجية واضحة لتأهيل الصحفيين الرياضيين. وأبرز الاجتماع استمرار مظاهر التهميش والإقصاء والإهانة التي يتعرض لها الصحفيون، سواء في تغطية المباريات الوطنية أو الدولية، بما في ذلك سوء المعاملة داخل الملاعب وغياب فضاءات ملائمة للعمل الصحفي.
وفي هذا الإطار، عبر المجتمعون عن استيائهم الشديد من غياب الشفافية في مساطر منح الاعتمادات الصحفية، سواء للمباريات الوطنية أو تلك المنظمة تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) أو الكونفدرالية الإفريقية (CAF) أو اللجنة الأولمبية، حيث تُكرس الضبابية والتفاوت في المعايير “منطق الزبونية بدل الاستحقاق”.وتأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه الإعلام الرياضي المغربي اختلالات مركبة، منها الذاتية والموضوعية، كما أشارت دراسات سابقة، مع غياب أبحاث علمية حول أداء هذا التخصص، مما يجعله حبيسًا لمشاكل هيكلية عميقة.
كما أن الجمعيات المتخصصة سبق أن أدانت بشدة أساليب استفزازية وغير مهنية في تعامل بعض الفاعلين مع الصحفيين، مما يعمق التوترات داخل المنظومة.
أكدت النقابة، في بلاغها الصحفي، التزامها بـ”لم الجسم الرياضي حول رؤية موحدة ومشتركة” لإصلاح مظاهر القصور والهشاشة، مشددة على أنها “مدت يدها للجميع” قبل تشكيل القطب الرياضي داخلها. وأكدت أن “المخرج الوحيد لتنظيم محكم وفعال للقطاع لن يتأتى إلا بمساهمة الجميع من دون إقصاء”، على قاعدة واضحة للانخراط في إصلاح شامل يفضي إلى تأهيل المنظومة الإعلامية الرياضية.وفي دعوة مفتوحة، حث القطب الرياضي كافة المتدخلين – المؤسساتيين والرياضيين والإعلاميين – على “الانخراط الجاد والمسؤول” في تفعيل مخرجات المنتدى الوطني الأول للإعلام الرياضي الذي انعقد بالرباط، وفق رؤية تشاركية وتنسيقية، بدل “الاستمرار في الانفراد بالقرار والتدبير وتكريس سياسة التشرذم”.
يُذكر أن هذا المنتدى، الذي شهد محاضرات وجلسات نقاشية حضورية وعن بعد، كان من أبرز فعالياته التفاعل مع ذوي الاختصاص حول قضايا راهنة مثل التشريع الرياضي ودور الإعلام في النهوض بالرياضة.
ويشدد القطب الرياضي على أن “كسب رهان الاستحقاقات الكروية القادمة لا يمكن أن يتم دون إصلاح شامل وحقيقي لمنظومة الإعلام الرياضي”، أساسه الكرامة والمهنية والاعتراف بدور الصحافة كـ”رافعة أساسية في بناء صرح المغرب الرياضي قاريًا ودوليًا”. وفي ظل التحضيرات الكبرى للمغرب، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتحول هذه الدعوات إلى إجراءات ملموسة، أم سيظل الإعلام الرياضي رهينة للتهميش والتشرذم، مما قد يُضعف صورة المملكة أمام العالم؟