من يملك قرار إرسال ليبيين إلى الحرب الروسية الاوكرانية ؟
طرابلس – الدكتور عبد المنصف البوري
تتداول أنباء وأخبار “إن صحت” في بعض القنوات الفضائية ووكالات الأنباء وعلى السوشيال ميديا على تعهد خليفة بالقاسم حفتر خلال زيارة خاطفة إلى موسكو بإرسال عدد من مليشياته المسلحة إلى ساحات الحرب الروسية الاوكرانية، لكي يبرز لدى المهتمين بالشأن الليبى سؤال مهم في هذا الشأن وهو من يملك حق قرار إرسال ليبيين للحرب خارج ليبيا ؟ ومن له سلطة إتخاذ هذا القرار هل هو برلمان عقيلة صالح ؟ أو رئيس الوزراء باشاغا المعيّن من برلمان طبرق ؟ أم هو قرار فردي لحفتر الحاكم العسكري في شرق ليبيا ؟ وماهى مصلحة ليبيا من المشاركة العبثية في هذه الحرب ؟ وهل يستطيع خليفة حفتر إرسال أحد أبنائه العسكريين لمثل هذه الحرب أم أنهم في مازالوا فى دار الحضانة والرعاية الأبوية لكى يبقى الموت فقط هو من نصيب الأتباع المخدوعين من الاغبياء و الجهلة والفقراء ؟
يبدو أنه رغم كل الدروس التي مرت بها ليبيا على إمتداد 42 عام تحت حكم الدكتاتور القذافي فإن البعض لم يتعلم الدرس من تلك المغامرات الخارجية ونتائجها الكارثية البشرية والمالية على ليبيا وشعبها في أوغندا وتشاد وأيرلندا والفلبين وغيرها من دول العالم، ويبدو إيضاً أن من يرسل ليبيين لمساعدة روسيا في حربها ضد اوكرانيا سواء كانوا تحت ستار متطوعين أو هم من مليشيات حفتر العسكرية التي يسيطر بها على شرق البلاد لا يُدرك حجم المخاطر التي قد تترتب على ذلك خاصة وأن الوضع الداخلي للبلاد في ظل الظروف الراهنة في حالة من الهشاشة وعدم الاستقرار والخلافات والانقسامات ومؤهل للأختراق بكل الطرق .
إن تورط من سوف يشاركون في هذه الحرب بإسم ليبيا سيكون لها انعكاسات سلبية على الداخل، كما أن إقحام بعض الليبيين مهما كانت انتماءاتهم الجهوية في نزاعات خارج حدود الوطن له عواقب وخيمة ونتائج كارثية ولن يجلب إلا المزيد من المآسي في وقت تبدو البلاد مأزومة بما فيه الكفاية وفي غِنى عن إضافة المزيد من التأزم، ونتائج أي مغامرة عسكرية خارجية قد لا تكون محمودة ويمكن أن تُقطف ثمارها قوى أخرى تبحث عن مصالحها وإرباك الوضع السياسي العالمى.
الشعب الليبي اليوم يستغرب ويتسأل عن موقف اعضاء البرلمان ورئيسه عقيلة صالح هل هم بالفعل يمثلون الشعب الليبي؟ أم أنهم مجرد العوبة في يد الذي يسيطر على شرق البلاد بالقوة ؟
وهل هؤلاء اصبحوا مثل النعاج مجرد قطيع يُساق من قبل حفتر ولا يجرؤ أحد منهم أن يبحث أو يناقش مثل هذا القرار الذى يعد من الأمور الخطيرة التي قد تترتب على ارسال ليبيين إلى الحرب الروسية الاوكرانيا ؟ وهل هناك من يملك الشجاعة والرجولة من اعضاء البرلمان لكي يعترض على مثل هذا القرار والتصرف الاحمق للتلاعب بارواح الليبيين خارج بلادهم ؟
ثم أين موقف ورأي المجلس الرئاسي الممثل في السيد محمد المنفي من إرسال الليبيين لهذه الحرب الروسية الاكروانية ؟ وماهو موقف السيد رئيس الوزراء عبد الحميد ادبيبة والسيد باشاغا ؟ هل هم في سبات عميق ولا يهمهم أمر الليبيين وقرروا الأخذ بالمثل القائل “دير وذن من طين ووذن من عجين” ؟ أم أن اصحاب السلطة والقوة والنفوذ هم وحدهم من يصنعون قراراتهم بعيداً عن مصلحة اوطانهم وشعوبهم التي تنزع إلى العيش الحر والآمن والكريم والمستقر .
