مملكتي افضل جمهورية عربية

كاسة البشير – مونبليي

لمن الملك ؟ لمن الحكم ؟ لا يوجد في ثقافتنا السياسية رجل يملك و لا يحكم . تتوزع الدول العربية والإسلامية بين النظام الملكي والجمهوري ، والانظمة الملكية اكثر انفتاحا وديموقراطية ، اي ان هامش الحرية السياسية هو اكثر ا تساعا من مثيلتها الجمهورية ، فعندما تنتصر الجمهورية فهي تهشم الذاكرة والرموز السياسية ، و تجعل من القطيعة السياسية والتاريخية مع النظام السابق نقطة تحول ثوري . فالنظام الملكي العراقي كان اكثر ديموقراطية من النظام الجمهوري الذي تلاه سواءا ابان حكم البعثيين او من بعدهم الشيعة المسندين امريكيا ، كما ان النظام الملكي في مصر والخديوي كان اكثر انفتاحا و ديموقراطية من نظام جمال عبد الناصر ، اذ كان النظام الملكي يوفر هامشا معتبرا للحياة السياسية وبرلمان وحكومات منتخبة ، ولكي لاافهم غلطا ، فان هذه الديمقراطيات في فترة الملكيات العربية كانت ناشئة وتتطور ببطء ولم تكن ناشزة ولا اكثر حرية من مثيلاتها الغربية ، ففي الكويت هناك حياة سياسية وحزبية اكثر حرية وديموقراطية داخل منطقة الخليج العربي ، وكان الحسن الثاني رحمه الله يقول كلما اقتربت من الديموقراطية ابعدوني عنها ، القيام بمحاولتين انقلابيتين ، تحالف اليسار المغربي مع الهواري بومدين والقذافي وجمال عبد الناصر ضد الملكية في المغرب ومساندتهم ايديولوجيا للانقلابات العسكرية في المغرب ، فعبد الله العروي قال لقد كنا على وشك خسارة المغرب و عدم ربح الجمهورية ، التيار الماركسي المغربي داخل الجامعة المغربية يتحمل المسؤولية السياسية والتاريخية ا تجاه نشوء الحركة الانفصالية في الصحراء المغربية ، وتمويلها من طرف ليبيا والجزائر ، و ما تلاها من اصطفاف دولي حول هذا النزاع المفتعل ، وهو ما شعر به مصطفى الولي السيد قبيل تصفيته في الحرب على موريتانيا.
فالمغرب له نظام ملكي يتطور داخل محيطه الافريقي ، اذ انه يقرأ جيدا التحولات المحلية والدولية ، وكما قال عبد الله العروي فهو يتقدم بخطوتين عن النخبة ؟ ويملك هامشًا للحركة والمناورة السياسية اكثر مرونة ؟ واكثر استباقية ، ويبني تحالفات سياسية سواءا مع اليسار او الاسلاميين أو العائلات السياسية النافذة والتي هي اكثر حيوية وحركة في الدفاع عن مصالحها التي راكمتها عبر فترات تاريخية سياسية غابت فيها الحركات الاصلاحية عن المشهد السياسي ، الامر الذي جعل منها القوة السياسية الاكثر استفادا من مداخيل الريع الاقتصادي والسياسي ، وتمتاز كذلك بانها اكثر مرونة وأكثر انقسامية ، وتصطف سياسيا فقط ابان فترة الانتخابات .
كما ان الملكية في المغرب فهمت ان الديموقراطية بدون دعامة التنمية لاتعني شيئا ، فعملت على بناء مغرب أكثر إتصالًا ونسقية عبر ربطه بشبكة كبيرة من الطرق والمواصلات وخطوط الطيران والطرق السيارة وتدفق الانترنت وشركات الاتصال وشركات التامين وقطاع بنكي قوي وفاعل ومتواجد عل جميع الاصعدة ، وتطورين التعليم والرفع من جودته ، والتاهيل المهني والتقني وتحسين اداء المقاولات ، كما انه طور ودعم القطاع الفلاحي وجعله اكثر تنافسية ، سواءا داخل القارة الأفريقية او الدولية ، ورفع من جاهزيته في تجويد قطاع الاعمال وصناعة السيارات والطيران فالا طائرة تحلق في السماء لا تحوي قطعة صنع في المغرب ،وانتعشت الصناعات التحويلية المرتبطة بالفوسفات من اسمدة و بذور …
ان المملكة المغربية هي المستثمر العربي الاول في القارة الافريقية ، وان كل الدول الافريقية تفتح ذراعها للراسمال والمستثمر والبنوك والشركات العقارية وخطور الطيران وشبكات الاتصال و غيرها من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
كما ان الاتحاد الاوروبي جعل من المغرب شريكه الاستراتيجي في مشروعه العملاق للالتفاف على طريق الحرير الصيني ، global gate way , الى جانب تنويعه لشراكته الاستراتجية سواءا مع الدول اللاتينية والانكلوساكسونية ، كما انه استفاد من علاقته مع الولايات المتحدة الاميركية ، وغير من وجه وفلسفة سياسته الخارجية ، باعمال منطق الاتزان والاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم الاعتداء والتامر على المصالح السياسية لدول الجوار ، خاصة في ما يتعلق بوحدته الترابية وامنه الاستراتيجي سواءا في شرق المملكة او في شمالها او في جنوبها ، كما انه اعطى نفسا سياسيا جديدا للمغرب الكبير وبعدا استراتيجيا لعمقه السياسي والديني والثقافي في منطقة غرب افريقيا ، كما انه جعل من المغاربة اليهود في اسراءيل اداة ديبلوماسية وفعلا سياسيا واقتصاديا لمساندة قضايا المغرب العادلة ، وجماعة ضغط مندمجة دينيا وسياسيا وثقافيًا داخل امة مغربية واعية بمستقبلها ولها وضوح استراتيجي لمكانتها كقوة اقليمية صاعدة في محيطها الاقليمي.

28/03/2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى