معرض ميدلت للمنتوجات المجالية: دفعة قوية لتمكين النساء وتعزيز الاقتصاد التضامني

بقلم: يوسف القاضي

ميدلت 5 يوليوز 2025

انطلقت بمدينة ميدلت فعاليات المعرض الجهوي للمنتوجات المجالية في الفترة من 4 إلى 7 يوليوز 2025، ليشكل منصة حيوية تدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويعزز المبادرات التعاونية، لاسيما النسائية، كمحرك أساسي للتنمية المحلية المستدامة.

معرض ميدلت للمنتوجات المجالية: دفعة قوية لتمكين النساء وتعزيز الاقتصاد التضامني插图

يستقطب المعرض أكثر من 100 تعاونية من مختلف جهات المملكة، بمشاركة ممثلين اثنين عن كل تعاونية، ليصبح فضاءً للتلاقح بين التجارب المتنوعة. وتطغى تعاونيات جهة درعة تافيلالت على المشاركة بنسبة 60%، بينما تمثل التعاونيات من جهات أخرى 30% من الحضور.

وتشارك جهة الدار البيضاء-سطات كضيف شرف هذا العام، مقدمة خبراتها الصناعية والتجارية التي تُثري الحدث وتدعم الرؤية المحلية. يوفر هذا التنوع فرصة ذهبية للتعاونيات لعرض منتجاتها المحلية، من أعشاب طبية، زيوت طبيعية، منتجات غذائية تقليدية، وتحف يدوية. ويُسهم المعرض في تعزيز حضور هذه التعاونيات في السوق، ويفتح آفاقًا لإبرام شراكات تجارية واكتساب مهارات جديدة في التسويق والإدارة.

تُشكل التعاونيات النسائية العمود الفقري لهذا المعرض، حيث تُمثل منصة فعّالة لدعم النساء في مسارات التمكين الاقتصادي، وتحطيم الصور النمطية حول أدوارهن في المجتمعات القروية وشبه الحضرية.

وتعبر فاطمة، رئيسة تعاونية نسائية من تنغير، عن هذا التحول قائلة: “في الماضي، لم يكن لدينا مكان لعرض منتجاتنا، أما اليوم فنشعر بأننا جزء من اقتصاد بلادنا، ونُسهم بإضافة حقيقية.”يُلهم المعرض النساء لخوض تجربة ريادة الأعمال، من خلال عرض قصص نجاح تعاونيات نسائية بدأت بموارد متواضعة، لكنها اعتمدت على التضامن والعمل الجماعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وتخطته نحو التصدير والابتكار.

وتتماشى هذه الجهود مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، التي تُركز على تمكين النساء والشباب وخلق فرص عمل مستدامة.

ورغم أن المعرض يقتصر على أربعة أيام، إلا أنه يرسي أسس رؤية جديدة للاقتصاد المحلي، تقوم على العدالة المجالية، وتشجيع المبادرات الفردية، وتعزيز دور المرأة كفاعل اقتصادي مستقل، يمتلك الكفاءة لمنافسة نظرائه في المدن الكبرى.يُعد معرض ميدلت نموذجًا رائدًا يبرز الإمكانيات الكامنة في التعاونيات النسائية، ويؤكد على أهمية الاقتصاد التضامني كخيار استراتيجي لتحقيق تنمية عادلة وشاملة، تدعم الفئات الهشة وتُعزز مكانتها في المشهد الاقتصادي الوطني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!