محسنة توفيق، أو بهية السينما المصرية،تودع الحياة، بعد صراع طويل مع المرض

لم تكن مجرد فنانة في لائحة طويلة من أسماء الريبرتوار الفني في أرض الكنانة، كانت أكبر من ذلك بكثير.يكفي ان اسمها(بهية)في فلم العصفور للراحل الكبير يوسف شاهين، أضحى رمزا حقيقيا لبلد بحجم مصر.وهو الاسم الذي شكل الكلمة المفتاح في رائعة( مصر يا بهية) لشيخ الفنانين العرب امام عيسى.
شاركت في العديد من الأعمال المتميزة التي شكلت على
الدوام علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية والعربية.أبرزها”وداعا بونابارت”و”قلب الليل”و”العصفور”و” اسكندرية ليه”و” البؤساء”وغيرها كثير.الى جانب مشاركتها في بعض المسلسلات الخالدة ك”ليالي الحلمية”و”اللص والكلاب”و”البحار”و”أم كلثوم”….
خلال هذه المسيرة الطويلة التي ابتدأت مبكرا مع المسرح المدرسي، كانت محسنة توفيق ملتزمة بأناقة الأداء، وبعده عن الاسفاف.وارتبطت أشد الارتباط بالقضايا الكبرى وهموم المستضعفين.كما انهاظلت وفية لمواقفها السياسية الى آخر يوم في حياتها.حيث شاركت شعبها في ثورته المجيدة (25يناير2011).وتقول في هذا الصدد ما معناه، أنه قد طلب منها التنازل عن موقفها من هذه الثورة،بعد الانقلاب عليها، لكنها رفضت.وكان رفضها بداية لحصارها واقصائها من المشاركة في أي عمل فني، وكان آخر ظهور لها في مهرجان أسوان سنة 2012, حيث تم تكريمها.ودفعت ثمن موقفها الثابت حنى وهي تنقل على نعشها الى القبر، إذ كانت جنازتها متواضعة جدا، لا تتناسب مع موقعها في الوجدان الشعبي.
رحم الله فنانة الشعب.ولا عزاء للشامتين.
الصورة اسفله للراحلة مع الفنان القدير جميل راتب، خلال مشاركتهما في ثورة 25يناير..
غادرتنا صاحبة الرد المشهور عقب استقالة جمال عبد الناصر” لا، لا. هل سنحارب رغبة الشعب المصري في النضال؟” وفي ذات الوقت لم تتردد في انتقاد بعض المواقف السياسية لجمال عبد الناصر مما عرضها للاعتقال. .
فإلى جانب أدوارها المتميزة في “ليالي الحلمية ” وأعمال درامية أخرى رفقة الكبير يوسف شاهين .سيحفظ لها الشعب المصري مواقفها السياسية الجريئة مما عرض بعض أعمالها للمنع كما في عملها الأخير “المرسى والبحار” من إخراج أحمد صقر ، عارضت بشدة اتفاقية “كامب ديفيد لتصدر تعليمات بعدم ترشيحها لأعمال فنية. كانت حاضرة في الشارع إلى جانب الثوار في مصر (ثورة 25يناير2011) .
وكان آخر ما تعرضت له محسنة توفيق حرمانها من التمثيل من طرف حكم السيسي مما دفعا للعزلة وحيدة. وستبقى محسنة الفنانة المقتدرة بهية النضال السياسي.
