لقاء مفتوح مع شباب ثانوية الحسن الداخل بجرسيف: صوت الجيل الجديد في دعم القضية الوطنية ومستقبل الديمقراطية

جرسيف – 5 نوفمبر 2025
في أجواء من الحماس الوطني والتفاعل الفكري الغني، شهدت ثانوية الحسن الداخل بمدينة جرسيف لقاءً مفتوحاً مع نخبة من التلاميذ النجباء، يعكس عمق الوعي الشبابي بالقضايا الوطنية والتربوية. كان هذا اللقاء، الذي نظمته الثانوية بالتعاون مع جهات رسمية ومدنية، فرصة لفتح حوار واسع مع الشباب حول القضية الوطنية في ضوء القرار الدولي رقم 2797 المتعلق بالحكم الذاتي، إلى جانب مناقشة التحديات الديمقراطية والتحول الرقمي.
حضور رسمي يعكس الاهتمام الوطني
جاء اللقاء برعاية الجهات الإقليمية المعنية، حيث شارك السيد حفيظ لمتوني والسيد رياض مناسب عن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيداحمد الغماري المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والتواصل. وعن فرع جهة الشرق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، حضر كل من رئيس فرع الشرق السيد عبد العالي الجابري، والسيد محمد العاشوري، والسيد شكري الكندوزي، الذين أكدوا التزامهم بتعزيز الوعي الإعلامي لدى الشباب. أما من الثانوية، فقد ساهم مديرها السيد حسن دراجو، والسيد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، إلى جانب مجموعة هامة من الإطار التربوي والإداري، في تنظيم الحدث بكفاءة عالية.
وكان النجاح الأبرز هو مشاركة ثلة كبيرة من التلاميذ والتلميذات النجباء، الذين ملأوا القاعة بحماسهم وأفكارهم الجريئة، مما جعل اللقاء نموذجاً حياً للاندماج الشبابي في النقاش العام.
نقاش وطني عميق: من القرار 2797 إلى الوحدة الوطنية
افتتح اللقاء بكلمات ملهمة من المسؤولين الرئيسيين وبعض الإطار التربوي، أكدوا فيها على أهمية القرار الدولي 2797 كخطوة تاريخية نحو تعزيز الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. سرعان ما تحولت الكلمات إلى نقاش مفتوح مع الشباب، حيث برز تفاعلهم الإيجابي واندماجهم الفعال في مناقشة انطباعاتهم حول هذا القرار. أعرب التلاميذ عن تفاؤلهم الكبير، معتبرينه تأكيداً دولياً على الحق المغربي في أرضه، ودعوا إلى تعزيز الوعي الوطني في المدارس لمواجهة الدعاية المضللة.
وكان أحد أبرز المحاور نقاش مدى تقبل الشباب لإخوانهم العائدين من مخيمات تندوف، حيث أكد التلاميذ بكل وضوح أنهم “مغاربة أصليون”، وأنهم لا يحملون أي ضغينة تجاه المغاربة بتندوف، بل يرون في عودتهم فرصة لإعادة الوحدة الوطنية. “بعض الأمور تبقى من اختصاص الدولة والمسؤولين، لكننا كشباب نرحب بكل من يعود إلى أرض الوطن“، قالت احدى التلاميذات، فيما أعربت تلميذة أخرى عن تفاؤلها بأن هذه العودة ستعزز الروابط الأسرية والاجتماعية. أما علاقتهم بالشباب الجزائري، فقد أكدوا احترامهم للشعوب، مع انتقادهم الشديد لـ”التظليل والاعتداءات” من قبل النظام الجزائري، داعين إلى حوار بناء يفضي إلى السلام الإقليمي.
برز في هذا السياق دور تلميذة شابة ساهمت بشكل لافت بقراءتها لقصائد شعرية مخصصة للقضية الوطنية، مستلهمة من تراث المقاومة المغربية. وفي لمسة عاطفية مؤثرة، روت تلميذة أخرى قصة جدّها الذي شارك في المسيرة الخضراء التاريخية عام 1975، مشددة على أن “ذاكرة الأجداد هي وقود إصرارنا اليوم“.
هذه المساهمات لم تكن مجرد كلمات، بل تعبيراً عن علو كعب الشباب في المواضيع الوطنية، مما أثار تصفيقاً حارّاً وألهم الجميع.
استجابة ملكية لصوت جيل Z: الانتخابات والديمقراطية الشبابية
انتقل النقاش إلى القرارات الملكية الأخيرة، التي جاءت مستجيبة لاحتجاجات جيل Z، خاصة في مجال الانتخابات. رحّب الشباب بحماس بفكرة خفض سن التصويت إلى 16 عاماً، وإتاحة الترشح خارج إطار الأحزاب، معتبرينها “خطوة ثورية تجعل الديمقراطية أقرب إلى قلوبنا“.
كما انتقدوا بجرأة الفساد والقمع في العملية الانتخابية، لكنهم أشادوا بالقرارات الملكية كـ”مناسبة ومشجعة” لهم، داعين رفاقهم إلى الانخراط الفعال. “يجب أن نعطي الانتخابات الاهتمام الذي تستحقه، فهي مفتاح تغييرنا“، قالت احد المتحدثات، فيما أكدت آخريات أن هذه الإصلاحات ستعزز الثقة في المؤسسات وتشجع على المشاركة المدنية.
الختام الرقمي: الرقمنة كأداة للذهنية العصرية
اختتم اللقاء بمناقشة تأثير الرقمنة والتحول الرقمي على تكوين الذهنية الشبابية، حيث أكدت تلاميذة أن “الرقمنة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية“. رأوا فيها فرصة هائلة للإبداع والتواصل، داعين إلى استغلالها إيجابياً في نشر الوعي الوطني ومكافحة الشائعات. “نحن جيل الإنترنت، وسنستخدمه لبناء مغرب أقوى“، ختمت احداهم النقاش، مما يعكس نضجاً فكرياً يجمع بين التراث والحداثة.
خاتمة: شباب يحملون راية الغد
غادر اللقاء المشاركون مطمئنين إلى أن جيل الشباب المغربي ليس فقط مستقبل الأمة، بل شريكها الحاضر في مواجهة التحديات. هذا الحوار، الذي شهد تفاعلاً استثنائياً وآراء ناضجة، يؤكد أن ثانوية الحسن الداخل ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل مركزاً للوعي الوطني والتجديد الديمقراطي.
في زمن يتطلب الوحدة والابتكار، يبقى صوت هؤلاء النجباء شاهداً على قوة المغرب وثقته في شبابه.



















