لقاء دراسي حول كتاب “جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، الأمانة العظمى” يسلط الضوء على الدور المغربي الريادي في دعم القدس

الرباط، 30 أبريل 2025 (جيل24 – ومع)

أشاد مشاركون في لقاء دراسي نظمته أكاديمية المملكة المغربية بالتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الأربعاء بالرباط، بالدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم الحضور الفلسطيني بالقدس الشريف والحفاظ على هويتها الثقافية والقانونية.

اللقاء، الذي شهد مناقشة كتاب “جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، الأمانة العظمى” لمؤلفه محمد سالم الشرقاوي، جمع نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالقضية الفلسطينية، لاستعراض الأبعاد السياسية والدبلوماسية والاجتماعية لجهود المغرب في نصرة القدس.

التزام تاريخي ودور حضاري

أكد عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، أن علاقة المغرب بالقدس ليست مجرد موقف سياسي ظرفي، بل “واجب تاريخي وأخلاقي” متجذر في الضمير الوطني. وأوضح أن المغرب، بقيادة ملوكه، يجسد التزاما عميقا تجاه القضية الفلسطينية منذ فجر الاستقلال، معتبرًا القدس رمزًا دينيًا وحضاريًا يتجاوز البعد السياسي إلى القيم الروحية والإنسانية. وأشار إلى أن حي المغاربة في القدس يمثل شاهدًا حيًا على العلاقة التاريخية، حيث ساهم المغاربة منذ الفتح الإسلامي في تعمير المدينة وإثرائها علميًا وثقافيًا، مستحضرًا دور المغاربة في تحرير القدس إلى جانب صلاح الدين الأيوبي.

وأضاف لحجمري أن المغرب، ملكًا وشعبًا، ظل وفيًا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، من خلال مواقف ثابتة في المحافل العربية والإسلامية والدولية، معززًا صمود المقدسيين عبر مشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف التي تشمل دعم التعليم، الصحة، والإسكان.

لقاء دراسي حول كتاب “جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، الأمانة العظمى” يسلط الضوء على الدور المغربي الريادي في دعم القدس插图

رؤية الكتاب: وثيقة أكاديمية وشهادة وفاء

اعتبر لحجمري أن الكتاب، الصادر عام 2024 عن مركز “بيت المقدس للبحوث والدراسات” بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك محمد السادس العرش، يمثل “شهادة وفاء” للأمانة التاريخية التي يحملها جلالته، واستجابة أكاديمية لرصد مبادراته في الدفاع عن القدس.

من جهته، أوضح المؤلف محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، أن الكتاب يوثق الجهود المغربية في ظل تحديات عالمية معقدة، مثل التطرف، الإرهاب، والصراعات الطائفية. وأكد أن جلالة الملك يحذر باستمرار من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني للقدس، مشددًا على ضرورة احتكام المجتمع الدولي إلى العقل والقوانين الدولية لضمان الحق والعدالة.

دور وكالة بيت مال القدس: عمل ميداني في ظروف صعبة

أبرز أمجد شهاب، مدير عام كلية الشهاب المقدسي، أن وكالة بيت مال القدس تقوم بعمل ميداني استثنائي في ظل قيود قانونية وسياسية معقدة، من خلال مشاريع ترمي إلى صون معالم المدينة ودعم سكانها. وأشار إلى أن هذه الجهود تكتسي أهمية خاصة في مواجهة محاولات التهويد وتغيير الهوية الثقافية للقدس، مستحضرًا الدور التاريخي للمغاربة في تحرير المدينة من الاحتلال الصليبي. كما أكد أن الكتاب يعزز الوعي بالدور المغربي الذي يتسم بالشرعية التاريخية والدينية.

موقف مغربي ثابت ودبلوماسية فعالة

أكد سيدي الخليفة، وزير سابق للشؤون الخارجية الموريتاني، أن المغرب ارتبط بالقدس عقائديًا وثقافيًا، وأن جلالة الملك واصل نهج أسلافه بدعم فلسطين سياسيًا وماليًا واجتماعيًا. وأشار إلى أن لجنة القدس، التي أُسست لتعزيز التضامن الإسلامي، باتت منصة حيوية للدفاع عن المدينة في وجه محاولات التهويد. وأضاف أن الكتاب يبرز هذا الدور من خلال تحليل دقيق للمواقف المغربية التي تجمع بين الدبلوماسية النشطة والعمل الميداني.

تحليل أكاديمي وممارسة ميدانية

أوضح الحسن احزاين، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني، أن الكتاب يتميز بمزجه بين التحليل الأكاديمي والتجربة الميدانية، معتمدًا على دراسة الخطب الملكية والوثائق الرسمية. وأكد أن لجنة القدس تتميز بكونها الوحيدة ضمن منظمة التعاون الإسلامي التي تجمع بين العمل السياسي والميداني، مشيرًا إلى أن المغرب يقود جهودًا دبلوماسية لتعبئة الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، إلى جانب تمويل مشاريع تنموية عبر وكالة بيت مال القدس، مثل ترميم المدارس والمستشفيات ودعم الأسر المقدسية.

معطيات إضافية: تأثير عالمي ومبادرات ملموسة

إضافة إلى ما ورد في اللقاء، تجدر الإشارة إلى أن وكالة بيت مال القدس نفذت خلال السنوات الأخيرة أكثر من 200 مشروع تنموي، بتمويل مغربي، شملت ترميم المسجد الأقصى، بناء مراكز صحية، وتقديم منح دراسية للطلبة المقدسيين.

كما أن المغرب، بقيادة جلالة الملك، لعب دورًا بارزًا في إصدار قرارات أممية تدعم الحقوق الفلسطينية، مثل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018 الذي رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي سياق متصل، استضافت الرباط عدة اجتماعات للجنة القدس، كان آخرها عام 2023، حيث تم إطلاق مبادرات لتعزيز السياحة الثقافية في القدس ودعم الحرف التقليدية للسكان المحليين.

خاتمة: أمانة تاريخية مستمرة

يؤكد هذا اللقاء، والكتاب الذي نوقش فيه، على الدور المحوري للمغرب في نصرة القدس، من خلال رؤية تجمع بين الالتزام الديني، المسؤولية التاريخية، والعمل الدبلوماسي والميداني.

مع استمرار التحديات التي تواجها المدينة المقدسة، يبقى المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، صوتًا قويًا في الدفاع عن حقوق المقدسيين وهوية القدس كمدينة للسلام والتعايش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى