كلمة اللجنة التنظيمية للورشة التكوينية ” الاختفاء والإحتجاز الإداري والاعتقال والوفاة في مسارات الهجرة.

نص كلمة اللجنة التنظيمية التي قدمها الأستاذ عبد العالي جابري.

السيدات والسادة الحضور الكرام، أعضاء الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعيات صعبة بوجدة، ممثلين المنظمات المدنية الوطنية والدولية،الزملاء الصحفيون والإعلاميون ومؤطريهم،عائلات وأسر المفقودين والسجناء والمحتجزين،السيدات والسادة جميعاً،أشكركم على هذا اللقاء الاستثنائي في وجدة، الذي يجمعنا تحت عنوان يتجاوز الجدران ليصل إلى الوجدان الإنساني.

بصفتي ممثلاً عن جريدة Gil24، أعبر عن فخرنا بشركتنا في هذا اليوم التكويني، الذي يعكس التزامنا المشترك بتعزيز دور الإعلام في قضايا حقوق الإنسان، خاصة في ملف الهجرة غير المنظمة الذي يشهد آلاف الحالات المأساوية سنوياً.اليوم، نركز على أهمية التكوين في هذا المجال بالنسبة للصحفيين والإعلاميين، فهو ليس رفاهية بل ضرورة ملحة.

في سياق يتجاوز فيه عدد المهاجرين المفقودين أو المتوفين في طرق المتوسط الغربي 1,328 حالة فقط في عام 2025 حتى الآن، يحتاج الصحفي إلى أدوات مهنية تتجاوز النقل الإخباري البسيط.

هذا التكوين يمكننا من فهم التعقيدات القانونية والإنسانية لملف المفقودين والسجناء والمحتجزين، مما يضمن تغطية دقيقة وأخلاقية تجنب الاستغلال الحسي للقصص، وتعزز الالتزام بمعايير مثل اتفاقية جنيف بشأن اللاجئين.

إنه يعزز قدراتنا على التحقيق الميداني الآمن، جمع الشهادات دون تعريض العائلات للمخاطر، واستخدام المنصات الرقمية لنشر الوعي دون انتهاك الخصوصية.

بالتالي، يحول الصحفي من مراقب إلى شريك في العدالة، يساهم في ردع المخاطر ودفع السلطات نحو الشفافية، كما في التقارير الدولية التي تؤكد أن الإعلام المدرب يقلل من حالات النسيان بنسبة تصل إلى 30% من خلال الضغط العام.

أما تلاقي الأطراف الثلاثة هنا – المجتمع المدني ممثلاً بالجمعية المنظمة وشركائها الوطنيين والدوليين، والإعلاميين مع مؤطريهم، وأسر وعائلات المعنيين – فيشكل نموذجاً للتعاون الفعال الذي يجسد قوة الشراكة.

يأتي المجتمع المدني بمعرفته الميدانية العميقة، مستنداً إلى زياراته لمراكز الاحتجاز وتنسيقيات الأسر، ليوفر بيانات حية عن آلاف الحالات غير المحلولة في حدودنا الجنوبية والشرقية. أما الإعلاميون، فهم يجلبون الأدوات التواصلية لتحويل هذه البيانات إلى حملات عامة مؤثرة، من خلال ورشنا المشتركة التي تبني جسوراً بين التحقيق والنشر.

وفي الوسط، تقف أسر العائلات كشهود حيين، مشاركين شهاداتهم ليس كضحايا بل كمحركين للتغيير، مما يعزز الثقة المتبادلة ويفتح أبواباً لدعم نفسي و قانوني مشترك.

هذا التلاقي ليس صدفة؛ إنه استراتيجية لبناء شبكة تضامنية تحول “الصمت” إلى “صوت جماعي”، حيث يصبح كل طرف مكملاً للآخر في مواجهة التحديات، سواء في الوصول إلى المعلومات أو حماية الضعفاء.

في الختام، أؤكد التزام Gil24 بهذا التكوين المستمر والشراكة الدائمة، لجعل الإعلام أداة للعدالة لا للنسيان.

شكراً للجمعية على جهودها، وللشركاء على تضامنهم، وللعائلات على إلهامهم. معاً، سنكتب قصة أمل لكل مفقود.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!