فوز تاريخي لأولمبيك أسفي بكأس العرش: فرحة رياضية تحمل رسائل سياسية واجتماعية

عادل راشدي – وجدة، 30 يونيو 2025
في ليلة كروية لا تُنسى، شهد المغرب يوم الأحد 30 يونيو 2025 حدثًا رياضيًا استثنائيًا، حيث توّج أولمبيك أسفي بلقب كأس العرش للمرة الأولى في تاريخه، بعد مباراة مثيرة انتهت بفوزه على نهضة بركان بنتيجة 6-5 بركلات الترجيح، عقب تعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. لكن هذا الفوز لم يكن مجرد إنجاز رياضي، بل حمل في طياته أبعادًا اجتماعية وسياسية عميقة، تستحق التأمل والتحليل.
وسط أجواء حماسية بالمركب الرياضي بفاس، قدم أولمبيك أسفي أداءً بطوليًا، حيث أظهر روحًا قتالية عالية وإصرارًا على خطف اللقب من نهضة بركان، بطل الدوري المغربي. لحظة الحسم جاءت في ركلات الترجيح، حيث أهدى فشل “بانينكا” للاعب نهضة بركان عبد الحق عسال الكأس لأسفي، في مشهد أشعل فرحة عارمة بين جماهير القرش المسفيوي.
هذا الفوز لم يكن مجرد تتويج رياضي، بل لحظة تاريخية عكست قوة الإرادة والعزيمة، وأعادت الأمل إلى مدينة أسفي التي طالما انتظرت هذا الإنجاز.
أبعاد سياسية واجتماعية: رسائل من المدرجات إلى المنصة الشرفية
وراء هذا الحدث الرياضي، برزت تساؤلات عميقة حول دلالات المباراة. فقد لاحظ المتابعون حضور عدد كبير من الشباب من جماعات تاونات وتازة، يرتدون قمصان نهضة بركان، في ظاهرة أثارت جدلًا واسعًا.
من يقف وراء تجييش هؤلاء الشباب وإحضارهم إلى فاس؟
هذا السؤال طرحته وسائل الإعلام، مشيرةً إلى أن هذه الحادثة قد تلقي بظلالها على صورة المغرب، خاصة مع اقتراب استحقاقات قارية ودولية كبرى.
في المنصة الشرفية، لفتت الأنظار لقطات أظهرت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، في موقف بدا وكأنه يعكس عدم الراحة.
هذه الملاحظات أثارت تساؤلات حول ما إذا كان هناك توتر خفي يحيط بشخصية لقجع، الذي يُعتبر رمزًا للنفوذ الرياضي والسياسي في المغرب.
هل أصبح لقجع شخصية مثيرة للجدل؟ ومن هي الجهات التي قد تزعجها مواقفه؟
تعاطف شعبي مع أسفي: نكاية أم دعم للعدالة؟
ما أثار الانتباه أيضًا هو التعاطف الشعبي الكبير مع أولمبيك أسفي. لماذا اصطف معظم المغاربة خلف القرش المسفيوي؟ هل كان ذلك نكايةً في نهضة بركان، الفريق المرتبط بلقجع، أم رد فعل ضد هيمنة الأندية الكبرى التي خرجت هذا الموسم خالية الوفاض؟ أم أن هذا التعاطف يعكس رغبة شعبية في دعم الفرق الصغيرة التي تحقق إنجازات بجهود متواضعة؟
هذه الرسائل الشعبية تحمل في طياتها دعوة للتأمل في ديناميات الرياضة والمجتمع المغربي.
تهنئة الأحزاب: رسائل سياسية مشفرة؟
لم تمر تهنئة حزب التقدم والاشتراكية وأحزاب أخرى لأولمبيك أسفي دون أن تثير تساؤلات. لماذا سارعت هذه الأحزاب إلى مباركة الفوز؟ هل هو مجرد دعم رياضي، أم أن هناك رسائل سياسية موجهة؟ في المغرب، حيث تتداخل الرياضة مع السياسة والاقتصاد، يبدو أن هذا الفوز قد فتح الباب أمام تفسيرات متعددة، قد تحمل الأيام القادمة إجابات عنها.
فوز أولمبيك أسفي بكأس العرش ليس مجرد إنجاز رياضي، بل احتفال بقيم الصمود والتحدي. لقد أثبت القرش المسفيوي أن الإرادة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن الرياضة المغربية قادرة على إلهام الشعب.
ومع ذلك، تبقى الأسئلة المطروحة حول الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذا الحدث دليلاً على أن كرة القدم في المغرب ليست مجرد لعبة، بل مرآة تعكس تعقيدات الواقع. عاش أولمبيك أسفي، وعاش المغرب موحدًا خلف فرحة رياضية تحمل في طياتها أمل التغيير.