فوزي لقجع يُرغم الحكومة والبرلمان والأندية الفرنسية على محو “العنصرية” تجاه اللاعبين الأفارقة

إعداد :ع.باريج/م.حموتي 
أثلج فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صدور كل الممارسين والمهتمين بكرة القدم في إفريقيا،حينما كان مؤثرا في أول إجتماع له بالمكتب التنفيذي التابع للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في 19 مارس الجاري،حيث تطرق في الاجتماع الذي كان عبر تقنية الفيديو وترأسه جياني إنفانيتنو رئيس “الفيفا”،إلى قرار فرنسا الذي يقضي بمنع اللاعبين الأفارقة من مغادرة البلد في اتجاه معسكرات منتخباتهم الوطنية،وهو الأمر الذي احتج عليه لقجع مرارا رفقة العديد من الفعاليات داخل القارة الإفريقية خاصة مدربي المنتخبات،معتبرا أن هذا القرار فيه تمييز وعنصرية بما أنه يقتصر فقط على اللاعبين الأفارقة داخل فرنسا.وتجاوب الحاضرون في اجتماع المكتب التنفيذي مع تدخل لقجع،متفقين معه في أول تدخل له داخل الهيأة رقم واحد في في تشريع وتدبير وتسيير كرة القدم في العالم. 
تلقفت النقابة الوطنية الفرنسية للاعبين المحترفين قرار “الفيفا” تبعا لطرح لقجع،واتّهمت رؤساء أندية البطولة المحلية بِالعنصرية،وتضامنت مع المنتخبات الإفريقية.وجاء ذلك بعد قرار رؤساء أندية بطولة فرنسا للقسمَين الأوّل والثاني،القاضي بِعدم تسريح اللاعبين الأفارقة (بينهم مغاربة) لِخوض مقابلات دولية مع منتخباتهم الوطنية،بحجة استمرار مخاطر جائحة “كورونا” في القارة السّمراء،نظير منح الرخصة لِزملائهم الذين ينشطون في منتخبات تنتمي إلى الإتحاد الأوروبي لكرة القدم.وأصدرت النقابة الوطنية الفرنسية للاعبين المحترفين بيانا نشرته الصحافة الفرنسية والأوروبية،جاء فيه “على الدولة الفرنسية أن تُصوّب (تُصحّح) الخطأ”،وأضافت تقول أنها لم تستغ بعد قرار منع اللاعبين الأفارقة من الإلتحاق بِمنتخباتهم الوطنية،ووصفت القرار المُتّخذ من قبل رؤساء أندية البطولة الفرنسية ب”العنصري”.واختتمت النقابة بيانها بدعوة السلطات العليا للبلاد إلى التدخّل،وإلغاء هذا القرار،المُرادف للسّماح للاعبين الأفارقة بِالإلتحاق بِمنتخباتهم الوطنية أواخر شهر مارس الحالي. 
وتتجه الحكومة الفرنسية نحو إعفاء اللاعبين الأفارقة من الحجر الصحي عقب عودتهم من مباريات منتخباتهم الدولية التي ستجرى لاحقا في التصفيات الإفريقية لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون.وذكرت مصادر “المنعطف” أن فرنسا عمدت لاتخاذ هذا القرار بشرط أن يخضع اللاعبون الأفارقة عقب عودتهم إلى فرنسا لتحاليل طبية لمدة سبعة أيام متواصلة للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس “كورونا” مما يحقق الفائدة للأندية الفرنسية والمنتخبات الإفريقية في ذات الوقت. 
وكان قرار الحكومة الفرنسية الأخير بشأن إعفاء اللاعبين الأفارقة من الحجر الصحي بتدخل من فوزي لقجع،قد لاقى ترحابا كبيرا من جانب اللاعبين الأفارقة وتأييدا من مسئولي كرة القدم في الدول الإفريقية التي لديها لاعبون في الدوريات الفرنسية.وكانت الأندية الفرنسية قد اتخذت قرارا بمنع لاعبيها من الالتحاق بمنتخبات بلادهم والمشاركة في مباريات التصفيات الإفريقية مما أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية الإفريقية وتسبب في انتقادات واسعة من جانب الاتحادات الإفريقية الوطنية لكرة القدم ومدربي المنتخبات تجاه مسئولي الأندية الفرنسية.كما وافق البرلمان الفرنسي على السماح للاعبين غير الأوروبيين،بالسفر نحو بلدانهم الأصلية لخوض مباريات منتخباتهم في مختلف المنافسات الرسمية والودية،لكن مقابل شروط وقائية صارمة،بهدف منع نقل الوباء من بلدانهم نحو فرنسا. 
وكشف راديو “إر.إم.سي سبورت” الفرنسي،أن اللاعبين قد تلقوا الضوء الأخضر للمشاركة في المعسكرات التي تقام ببلدانها،بعدما قررت رابطة الدوري الفرنسية السماح للاعبين الأجانب الدوليين الذين يمارسون بفرنسا،بالالتحاق بمنتخبات بلدانهم خلال فترة التوقف الدولي.إلا أن فرنسا اشترطت مجموعة من التدابير،على رأسها السفر في طائرة خاصة،والخضوع لكشوفات طبية متواصلة،بخضوعهم لتدابير وقائية صارمة جداً،عبر البقاء ببيتهم لمدة سيتم الكشف عنها لاحقاً،فضلاً عن إجراء كشف فيروس كورونا بشكل يومي.وأكّد ذات المصدر أن إخضاع اللاعبين لفترة حجر صحي تعتمد على التزام هذه المنتخبات بنقل لاعبيها عبر رحلة استثنائية،مما يجنبهم التدابير الصارمة،إذ يعود الأمر للقدرات المالية التي ستصنع الفارق وتسمح للمنتخبات الأفريقية بالاستفادة من جميع نجومها. 
وسبق وكان ترافع فوزي لقجع في شتنبر من العام الماضي أمام الدول الأعضاء في كونغرس “الفيفا” باسم القارة السمراء،وحده وراء تعديل قانون متعلق بالجنسية الرياضية للاعبين.ولقيت مرافعة فوزي البركاني،قبول المجتمع الدولي الكروي،والذي صادق بالأغلبية الساحقة،على القانون الجديد الذي يسمح بتغيير الجنسية الرياضية لأي لاعب خاض أقل من ثلاث مباريات دولية.حيث تدخل لصالح مستقبل عدد من اللاعبين سواء بالقارة الإفريقية أو العالم،والذين يجدون أنفسهم دون حق اللعب لمنتخبهم الأصلي لمجرد خوضهم مباراة واحدة رسمية مع منتخب بلد الاستقبال،وهو ما يؤثر على مستقبل عدد كبير من اللاعبين الذين عبروا عن رغبتهم في حمل قميص منتخباتهم الوطنية،رغم لعبهم مباراة رسمية مع بلد آخر،في حال استيفاء جميع الشروط،وكانت لاالمنتخبات الافريقية الأكثر استفادة من هذا التغيير،كون قائمة اللاعبين المتاحين لها طويلة جدا. 
للتذكير،فقد هنأ جياني إنفانتينو،رئيس “فيفا”،فوزي لقجع،مباشرة بعد انتخابه في المكتب التنفيذي،على هامش الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية (كاف) 43 التي عقدت أشغالها أخيرا بالرباط.وجاء في رسالة التهنئة “ليس لدي أدنى شك أن تجربتكم ومعرفتكم في تدبير الشأن الكروي والرياضي،ناهيك عن شغفكم،والإجماع حولكم،وميزة شخصيتكم،ستساعدكم على رفع كل التحديات المستقبلية في خدمة كرة القدم العالمية”،وتابع “أنا مقتنع أكثر بعضويتكم أنكم ستساهمون في تدبير الشأن الكروي العالمي،خصوصا في استمرارية تطوير رياضتنا”،وأضاف”أتطلع إلى العمل معكم بالفعل في اجتماع مجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم المقبل الذي سيعقد عبر تقنية المناظرة المرئية يوم الجمعة 19 مارس”،وختم إنفانتينو رسالته بالقول “أتمنى لكم التوفيق والشجاعة والنجاح في كل التحديات التي ستواجهك في مهمتك الجديدة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى