عن “طوطو” و صحافة الاسفنج الملون…

سعيد بلفقير

في تراص عجيب، يشبه قيامة قبح قديم معشش في الضلوع, زرعت تلك الأبواق بإسفنجها الملون, تناطح بعضها وهي تنتظر ال “طوطو”.

حضر مولانا، يخفي نظرة انكسار بعيد في جغرافيا الزمن, بسواد نظاراته، عله يفلح في الاِعتذار دون أن يعتذر.

لا عليك يا فتى، لم الاِعتذار؟ فأنت لم تأت فعلا يستوجب ذلك، وجدت “حشيشا” في زاوية الزقاق فاشتريت, منحك الوزير منصة على ظهورنا فاعتليت, رأيت بشرا وحجرا وحانات تمشي حافية فغنيت.

هي سوق عاتية يا صديقي لا سلطة فيها لتقي ولا لنبي, لا لعربيد ولا لبغي, الكل هنا سواء, إلا من يملك مالا ومآلا, وحقيبة أختام “يشفط” بها من أرداف الخزينة “لينفخ” في أرصدة العابرين مالا حلالا.

لا ألومك يا صديقي, لأنك لا تستحق اللوم, لكنني ألوم نفسي كي لا ألوم من صرت أتقاسم معهم صفة “صحافي”, كي لا ألوم وزارة لا نعرف صلة القرابة التي تجمعنا بها, كي لا ألوم مجلسا قيل إنه يمثل معشر الإعلام, لا يحمل من هموم هذا الوطن سوى صفة غير رسمية, بها يوقع شهادات ميلاد الفطر الملون, وبها تفتح أبواب الصحف والمواقع والقنوات والإذاعات أمام قطاع الطرق وباعة الذمم المتجولين والمجانين وأشباه الفنانين وكل من رُفعت عنهم الأقلام من محترفي الفضيحة المحترمة “الترند”.

هي سوق يا صديقي فاعرض بضاعتك كما تشاء ولا تعتذر إلا عند نفاد المخزون, ومن يسقط عنك صفة الفن فذاك صاحب رأي يحترم, ومن يراك سيد الفن فذاك أيضا صاحب رأي يستوجب التقدير.

في المدينة الصينية بنسختها المغربية “درب عمر” تعلمنا أن رداءة السلع تجعلها رخيصة فتنتشر قبل أن تندثر والله أعلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى