عندما يبدع المغاربة كرويا وإنسانيا.

الطيب الشكري

الكان الأفريقي بدولة الكوت ديفوار لم تكن لنا كمغاربة مجرد لحظة للتباري الكروي وإمتاع الجماهير العاشقة للمستديرة فحسب، والحلم والرغبة الأكيدة في الظفر بالكأس الإفريقية الثانية في مسيريتنا الكروية بعد كأس 1976 بإثيوبيا، بل كانت أيضا مناسبة رسم فيها مغاربة سمفونية من الفرح أبانوا من خلالها عن مدى إرتباط المغرب والشعب المغربي بعمقه الإفريقي الذي لا يمكن التفريط فيه بأي شكل من الأشكال.

حيث صنع عدد من المؤثرين المغاربة لحظات من الفرح جنبا إلى جنب مع الإفواريين الذين تفاعلوا بعفوية صادقة وبحب كبير للمغرب والمغاربة مع الأغاني والأهازيج المغربية التي تغنى بها الشعب الإفواري ورفعها في كل مكان من الكوت ديفوار، فيما كان البعد الإنساني والتضامني الذي خبره المغاربة حاضرا هو الآخر وبقوة من خلال تقديم التفاتة صادقة من عدد من المغاربة لبعض الجماهير الإفوارية التي تعرف جيدا قيمة الفعل التضامني في حياة المغاربة الذين كانوا في الموعد عبر محطات دعم ومساعدة لعدد من الإفواريين والإفواريات بشكل عفوي دون تنصع أو إستعلاء.

وطبيعي أن تلقى كل هذه المبادرات الأخوية التي تحمل في طياتها دلالات أخوية صادقة بين الشعبين المغربي والإفواري الذي أبى أن يترجمه وزير السياحة الإفواري عبر التفاتة لها من الرمزية السياسية والأخوية الشيء الكثير عبر استقباله لأحد المؤثيرين المغاربة الذين جسدوا عمق العلاقات الأخوية بين المغرب والكوت ديفوار على أرض الواقع واستطاع بمجهوداته الذاتية البسيطة أن يجعل كل الشعب الإفواري يتغنى بكل ما هو مغربي وهدا لعمري أكبر مكاسب الكان الإفريقي على الأقل لنا كمغاربة وخلافا لبعض الجماهير الأخرى التي أساءت بتصرفاتها المشينة واستحقت المنع والترحيل.

لقد كان هؤلاء المؤثرين المغاربة وعلى قلتهم بحق سفراء النوايا الحسنة، لم يكلفوا خزينة الدولة المغربية ولا درهما واحدا ورسالة قوية للقائمين على تدبير الشأن السياحي الوطني على أن الترويج لكل ما هو مغربي إفريقيا لا يحتاج في كثير منه لا إلى مكاتب دراسات ولا إلى اسماء لا تتحرك إلا بمقابل مادي.

فيكفي أن الترويج للمغرب إفريقيا يعتمد في جزء كبير منه على تمغرابيت حقيقية لا تخضع إلا لمنطق حبنا الكبير لهذا الوطن العظيم تحت قيادة ملكنا حفظه الله الذي كانت إفريقيا ولاتزال دائمة الحضور سواء في خطاباته أو قراراته التي تنتصر في المقام الأول لإفريقيا واحدة موحدة بعيدا عن أية نزعة عرقية أو دينية تقوم على التفرقة بين شعوب الدول الإفريقية التي يبقى مصيرها مرتبط بتكتلها لكسب رهانات التنمية في شموليتها.

ففي الوقت الذي كان فيه لاعبو المنتخب الوطني يصنعون الفرحة على ملاعب الكوت ديفوار، كان لاعبون من نوع آخر يصنعون ملامح من البهجة والسرور ولوحات إنسانية تضامنية في أزقة وأسواق وشوارع الكوت ديفوار التي ستبقى شاهدة على نبل وصدق مشاعر المحبة التي وزعها هؤلاء الأشبال الذين نابوا عن ملايين المغاربة بكل ما قدموه لأطفال ونساء وأبناء الكوت ديفوار حيث كان فوزنا بقلوب الإفواريين واضحا وتحت أنظار الصحافة المحلية والدولية قبل حلمنا بالفوز بالكأس الإفريقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى