عفيف بناني يدافع عن “الخطية”.. مسار فلسفي لا يُختزل في صورة!
32 فنانًا في مشروع "النزعة الخطية".. وبناني: كفى من فوضى الفن!

نادية الصبار – الصويرة 17 ماي 2025
أكد الفنان والكاتب المغربي عفيف بناني أن لا فن بلا بناء، ولا حداثة بغير معنى، منتقدًا ما اعتبره فوضى فنية تتخفى خلف لافتة المعاصرة، وتنتج صورًا بلا عمق، تستسهل التقنية وتُفرّغ التعبير من بعديه الرمزي والفلسفي.
جاء ذلك في معرض مداخلته خلال الجلسة الختامية للملتقى الوطني الثالث للنزعة الخطية، يوم أمس الجمعة، ببيت الذاكرة، حيث قدّم بناني، بصفته مؤسس النزعة الخطية، قراءة نقدية لتحولات الفن البصري في العقود الأخيرة، داعيًا إلى استعادة التوازن بين الحرية والصرامة، والعودة إلى القواعد الأكاديمية كمدخل لاستعادة الذائقة.
واستعرض بناني سياق انبثاق “النزعة الخطية” التي اختار منذ بداياتها أن يمنحها طابعًا جماعيًا، موضحًا أنها لم تكن نتيجة لحظة انفعالية أو موقف تقني، بل ثمرة تأمل فلسفي طويل في علاقة الخط بالفراغ، وبالبنية العميقة للأثر الفني، بعيدًا عن السطح واللون وحدهما.
وانتقد بشدة ما سماه “الاستغلال المُفرط للحرية التقنية”، مؤكدًا أن “الرسم لا يُختزل في صورة أو ملصق”، وأن بعض المنتوجات البصرية المعاصرة تفتقر إلى الأساس، وتُساهم في “تكسير الذوق العام”، في غياب أي التزام بالبناء، أو احترام للتكوين والتناسب.
كما عبّر عن اعتزازه باتساع دائرة الفنانين المنخرطين في هذا المسار، مشيرًا إلى أن النزعة الخطية باتت تضم 32 فنانًا وفنانة يتقاسمون الرؤية ذاتها، ويؤمنون بضرورة إحياء الخط كجسر بين التأمل الجمالي والمعنى الفلسفي.
ولم تخلُ المداخلة من استحضار لمحطات حاسمة في تاريخ الفن، من مقاومة الانطباعيين لطغيان التصوير، إلى دفاع فنانين كبار في القرن التاسع عشر عن المعنى ضد السطحية، مؤكدًا أن كل ثورة فنية أصيلة انطلقت من رؤية واشتغال، لا من فوضى عابرة أو انبهار بالتقنية.