عــيد الـعـرش : 20 سـنـة من الانـجـازات والآفـاق الـواعـدة .. والـبـقـيـة تـأتـي

ذ.مـحمـد قيــسـي.
تكون قد مرت 20 سنة على تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، اُنْـجـز ما أنجز، وشُيد ما شيد، وحتما لا أحد ينكر حجم تطور البنيات التحتية من طرق وقناطر وموانئ ومحطات سككية ذات معيار عالمي… وجلب لاستثمارات ضخمة ساهمت في انعاش الاقتصاد الوطني ، همت ترحيل الخدمات وصناعات السيارات والطائرات وغيرها من الأنشطة الصناعية والسياحية التي وفرت الآلاف من فرص الشغل للعمال ولذوي الكفاءات العالية … عشرون سنة خطت فيها المملكة المغربية خطوات عملاقة وجريئة خاصة في مجال حقوق الأفراد والجماعات، وشت بها المصالحة التي أطلقها العاهل المغربي والتي تجسدت في المصالحة الوطنية الشجاعة بين الماضي والحاضر، فتحت المجال لإحداث مجموعة من الآليات والهيئات الحقوقية والقانونية ومجالس استشارية أخدت على عاتقها مهمة الارتقاء وتوسيع وتفعيل مجال الدمقراطية ومأسسةالحوار الاجتماعي، تلتها محطات مشرفة خلقت مناخا من السلم الاجتماعي وأبرزت المفهوم الحقيقي والواقعي للسلطة والحكامة الراشدة، وميلاد دستور جديد 2011، ليبرز مشروع الجهوية المتقدمة ما زال المغاربة يطالبون به ويراهنون عليه كآلية لتحقيق التنمية المجالية المتوازنة بين كل جهات المملكة المغربية، بفضلها استطاع المغرب أن تجاوز ظروفا عصيبة عصفت بالعديد من الأنظمة في البلاد العربية، وأخرى ما زالت مضطربة لا تلوي على حال …
فمن حيث البنيات التحتية تجلى ذلك في الأوراش الكبرى التي ما زال العامل المغربي يتابعها عن قرب وبصرامة ، وهي التي اكسبتنا ثقة الآخرين لكي يطلق المغرب مشروع القطار الفائق السرعة ” البراق ” كإنجاز واعد يعد من القطارات الثمانية الأولى الأسرع في العالم، وفي مجال الطاقة ، التفت المغرب إلى ما حباه الله من مناخ متنوع لترشيد الطاقة وخلق بدائل للغاز والبترول ، فكان مشروع الطاقة الشمسية بعين بني مطهر بالجهة الشرقية للمملكة، ومشروع نور 1 ونور 2، في طربق تعميم الطاقات البديلة والمتجددة والصديقة للبيئة ، خاصة بعدما أصبح المغرب يعد من الدول التي تعمل على الحفاظ على البيئة والمناخ ، وحفظ المياه من التلوث، حتى أصبح المغرب قبلة للمنشغلين بهموم المناخ والبيئة والطاقة النظيفة والمحافظة على مياه الشرب والسقي ….
ولا ننسى ما حققه المغرب من انتصارات باهرة في القارة السمراء، خاصة في جانب تصدير الخدمات والاستثمارات ومساعدة الدول الشقيقة والصديقة على تحقيق تنمية حقيقية تفنيها على الاعتماد على المساعدات الخارجية والأكل من وراء البحر، وذلك بفضل دبلوماسية مسؤولة ومتوازنة ، بعيدا عن التحالفات الضيقة، وهو ما أبهر الخصم قبل الصديق.
فمبادرات العامل المغربي محمد السادس كانت دائمة هادفة ومتبصرة، وشكلت دفعة قوية إلى الأمام، بفضل الانفتاح والحوار والتسامح، وهو ما جسدته زيارة باب الفاتيكان لبلادنا مؤخرا، هي عشرون سنة من التفكير الاستباقي أصبحت نموذجا يحتدى به ونموذج وأنْموذج قابل للتطبيق والتسويق والتصدير .
ذ.محمد قيسي .في 26 ذو القعدة 2040/29 يوليوز 2019