عزيز لشهب: تعقيب على هامش الندوة التي اقيمت في مدينة جرسيف :التاريخ و الذاكرة الحية….

قبل الحديث عن ما جاء في الندوة انوه بالخطوة التي قام بها المجلس الاقليمي….و الشكر لكل المشاركين و الباحثين..و خاصة الصديق و الاستاذ الباحث عبد الصمد ازروال…و انطلاقا من مداخلته ابدأ هذا التعقيب المتواضع الذي يختزل في طياته مجموعة من الملاحظات و الدعوة الى المزيد من الندوات و البحث …الميداني و اشراك وزارة الثقافة بأطرها و باحثيها..و علماء الآثار من أجل دراسة اركيولوجية علمية و ميدانية في كل احواز مدينة جرسيف…..

كما اشار الاستاذ الباحث عبد الصمد ازروال…بدون دراسة و معرفة ذاكرتنا التاريخية…مستحيل ان نحقق اي تنمية مبنية على هذه الذاكرة…على كل المستويات…و الميادين المقرونة بالتنمية …السياحة منها بالدرجة الاولى…..

الملاحظة الاولية …لمداخلة كل الاساتذة و الطلبة الباحثين …الاعتماد على المصادر التاريخية …رغم شحتها…و اغلبها غير اكاديمي….و منها …بكل اسف من اعتمد على السرقة الادبية بدون وازع اخلاقي…و بدون اشارة الى المصدر…و طرحت بعض هذه الاشكالات في الندوة…..

الملاحظة الثانية ….اغلب الحاضرين تحدثوا عن جرسيف كمركز للسلطة و كمدينة عبر التاريخ….و هذه الانطلاقة خاطئة ستغطي عن تاريخ احواز جرسيف و القصبات التي لعبت دورا في مراحل كثيرة و في ظل كل الحركات التي حكمت المغرب…و خاصة الموحدين و المرابطين و المرينيين و الوطاسيين و العلويين اخيرا……و تم اهمال الحديث عن القصبات و مراكز الحكم في الاحواز و حتى الزوايا التي مارست السلطة احيانا ….

الملاحظة الثالثة….ما هي السبل التي نستطيع بها دراسة هذه القصبات في احواز جرسيف…..و كيفية معرفتها …

كما اسلفنا الذكر ان مدينة جرسيف لم تكن مركزا للسلطة…فالدعوة للدراسة الميدانية من طرف الاساتذة الباحثين و علوم الآثار…فالملاحظة الاولية في الاحواز ..و ساتكلم عن قرية بني اخلفتن …هي تواجد آلاف المقابر القديمة…التي تدل على التواجد الكبير للساكنة في حقبة معينة …يمكن ضبط تواريخها من طرف علماء الآثار….و هناك مقابر جماعية ….و فيها مقابر بالالاف تدل عن ان هناك حروب كانت قائمة في المنطقة بين الحركات التي قامت على بعضها..

و في المقابل هناك قصبات لازالت اسسها قائمة لحد الساعة ..و مداخلها و حتى مساجدها …لازالت فيها رهبة و حرمة….و دلائل الحياة التي كانت قائمة…ظاهرة للعيان كوجود آثار الفخار التي يمكن للباحث الاركيولوجي معرفة تاريخه …و من هذه القصبات قصبة اولاد عبدالرحيم المستندة الى الحجرة الكبيرة…و مذكورة في مجموعة من الوثائق…و هناك قصبات متناثرة في الجبال…و هناك ثقوب في الاحجار …كانت مرابط للخيل….و كذلك الكهوف…و لازالت الازقة ظاهرة …و مراكز العسس….اذن بدون دراسة ميدانية و علمية لايمكن ان نصل الى اي دراسة معتمدة على المصادر….

و هناك مغارات مهمة ….مثل “زهدة لمعلمين” و هي كاف كبير يسكنه الحمام و سمي كذلك لانه سقوفه بها زخرفات منقوشة …نقشتها اليد البشرية و هي قديمة ….فالعالم الاركيولوجي هو الذي يحدد تاريخها و يفك شفرات هذه الزخارف……

الملاحظة الرابعة….و على ذكر اصل اسم مدينة جرسيف….

لا يمكن الفصل في اصل التسمية بدون …دراسة تاريخ التواجد الأمازيغي في المنطقة….فمثلا في بني اخلفتن….و ارشيدة اغلب اسماء المواقع في الجبال و العيون كلها امازيغية…لكن اي امازيغية…فبدراسة صوتية للهجات المنتشرة في المغرب….فالملاحظ ان جل الاسماء تنطق بالامازيغية المنتشرة في سوس….مثل (تاتكنفوت…اي تافوكت….و تيسلدست في ارشيدة( و هي المكان المغطى و فعلا هو مكان مغطى باشجار التين) و آمطل و هو القبر و تيطاليل و أحراز و الاسماء كثيرة….و من هنا تكون الانطلاقة لمعرفة اصل مدينة جرسيف…و التي يتواجد هذا الاسم في لغة اهل سوس….

خاتمة…اذن المطلوب دراسة ميدانية من طرف علماء آثار و اساتذة باحثين في التاريخ و في اللغة الامازيغية…و حتى دراسة ما لعبته الزوايا من دور …منها زاوية ارشيدة و زاوية آدمر و زاوية احمد السنوسي و زاوية بني ريص …و زاوية اولاد عبد الرحيم و زاوية دبدو …و هناك وثائق تؤرخ لاسماء بعض الفقهاء و علماء الانساب…في حقب معينة ابتداء من سنة 1200..هجرية ….يتبع….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى