عبد العزيز سارت يرثي عبد العزيز بلقايد

باسم الله الرحمان الرحيم.
انا لله و إنا إليه راجعون.
و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون.
بدموع حرى و بقلب مفعم بالإيمان بما قدر الله لنا من مصاب جلل، تلقينا نبا وفاة صديقنا العزيز الاستاذ عزيز بلقايد إثر نوبة قلبية. ببروكسل يومه الخميس 13 أبريل. و هكذا تخطف منا المنية من جديد واحدا من أبناء الشتات المغربي البررة الذين التزموا بقضايا الدفاع عن حقوقهم و كرامتهم و مطالبهم العادلة. و نعد الفقيد العزيز من خيرة المثقفين العضويين البارزين الحاملين لأمانة خدمة جاليتنا على كل المستويات. و كان المشمول بعفو الله شاهد حق ملتزما بقيمنا المغربية السامية في التشبث بمقدسات الوطن و ثوابت الأمة و في مقدمتها قضية وحدتنا الترابية.
و إذ نودع الفقيد العزيز رحمه الله، ننعي قلما صحافيا متميزا جريئا، و نشيع صوتا هادئا يناقش و يجادل بحزم دفاعا عن قناعاته و آراءه.، و نشيع وجها بشوشا و شخصية فذة تنصع بسمات النبل و شيم الكرامة و الاباء. و نفقد صحافيا رياضيا مقتدرا، و مؤطرا للشباب و مكتشفا لكثير من المواهب في شتى الميادين الرياضية و الثقافية و الابداعية بمدينة بروكسل على الخصوص. و برحيله يغيب عنا فكر رزين و عقل يفكر بشجاعة أخلاقية و سياسية متميزة و حس سياسي يفرض احترامه ، و سلوك نبيل زاهد يكره الأضواه و المراكز الامامية و الوصولية و الرداءة التي ابتلينا بها في أيامنا هذه ببروز السفهاء منا و عفنة قومنا و سفلة المدعين ما لا يعلمون، و وجها حقوقيا لا يخاف لومة لائم في الجهر بمواقفه الحقوقية و التضامنية.
تغيب عنا ايها الاخ العزيز في وقت ما أحوجنا إلى الرجال من امثالك، إلى مواقفك، إلى شجاعتك و نزاهتك، إلى قيمتك الاخلاقية، إلى اصطفافك بجانبنا في وقت كثرت فيه و تضاعفت المؤامرات ضد مغاربة العالم بانتهاك حقوقهم و تجاهل مطالبهم العادلة.
سنشهد لك ايها الاخ العزيز، و انت اليوم في ذمة الله، بما قدمت و ما اسديت، و ما بذلت و ما ضحيت به من أجل مغاربة العالم ، و ما عبرت عنه طيلة حياتك بالتضامن مع كل الذبن التزموا بقضايا التعايش و التسامح و التآزر الاجتماعي و مناهضة العنصرية و كراهة الأجانب ، و الارتقاء بكل ما هم جميل و رائع في مقومات هوبتنا الوطنية الثقافية المغربية.
لم يكتب لنا ان نودعك و انت طريح الفراش، تقاوم ما الم بك بشجاعة َ صبر جميل، و تضاعف في الايام الاخيرة، و يشفع لنا ما نكنه لك، بجانب الكثير ممن عرفوك، من تقدير و احترام كبيرين و اعتراف مستحق بجليل أعمالك و سمو مكانتك و مبادراتك.
رحمك الله ايها الفقيد العزيز سي عزيز بلقايد، بما يرحم الله به عباده الخلص الأوفياء الذين بلغوا و ادوا امانة ضميرهم بصدق و تفاني. و تقبلك سبحانه و تعالى قبولا حسنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا، و عزاؤنا لكل الذين يكابدون حرقة فراقك و لوعة فقدك و مصاب رحيلك و دعواتنا لك بالرحمة و الغفران و الخلود في جنات النعيم ابها الراحل العزيز. و ألهم الله العائلة الكريمة و جميع الاصدقاء عزيز الصبر و جميل السلوان و تبث قلبها بالايمان و الدكر الدعاء.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ،و ما بدوا تبديلا.
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية و ادخلي في عبادي و ادخلي جنتي.
و لا حول و لا قوة إلا بالله بالله العلي العظيم.

سارت عبد العزيز
بروكسل، 13 أبريل 2023.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى