شراكة فنية مغربية-فرنسية بين مسرح رياض السلطان وغرانيت ببلفور: إبداع بلا حدود

طنجة – في خطوة تعزز التبادل الثقافي بين المغرب وفرنسا، وقَّع مسرح رياض السلطان في طنجة والمسرح الوطني غرانيت في مدينة بلفور الفرنسية شراكة فنية ممتدة على مدى ثلاث سنوات (2025-2027)، تهدف إلى خلق جسر دائم للإبداع المشترك بين الفنانين والإداريين والجمهور في البلدين.
تعاون طموح بأبعاد متعددة
تأتي هذه الشراكة في إطار سعي المؤسستين إلى تعزيز الحوار الفني وتطوير المهارات عبر مجموعة من الأنشطة، تشمل:
- ورشات تكوينية في الرقص المعاصر والدراما وهندسة الإضاءة المسرحية.
- برامج الماستر كلاس لتبادل الخبرات بين المحترفين وشبه المحترفين.
- إقامات فنية للكتاب والمبدعين المغاربة والفرنسيين.
- إنتاج عروض مشتركة وعروض موسيقية ومسرحية.
- تبادل الخبرات في الإدارة الثقافية وتقنيات العروض الحية.
- اكتشاف ثقافي يشمل فنون الطهي والتراث المحلي لطنجة وبلفور.
انطلاق الدورات التكوينية الأولى
سيشهد مسرح رياض السلطان انطلاق أولى فعاليات هذه الشراكة من 22 إلى 26 من الشهر الجاري، عبر سلسلة من الدورات التكوينية في مجالات:
- الرقص المعاصر بإشراف فلورنس لويزون (مصممة رقصات وفنانة مساعدة بمسرح غرانيت).
- الدراما والإخراج المسرحي مع إليونورا روسي (مخرجة وكاتبة مسرحية).
- هندسة الإضاءة المسرحية بتأطير سيلفان روش (مدير فني ومصمم إضاءة).
وستستهدف هذه الدورات بشكل خاص الفنانين والأطر العاملة في المؤسسات الثقافية بمدينة طنجة، بهدف تطوير كفاءاتهم وصقل مواهبهم في المجال المسرحي.
رؤية مشتركة لتعزيز الحوار الثقافي
يأتي هذا التعاون في إطار سياسة الانفتاح التي ينتهجها المسرحان، حيث أكد ممثلو المؤسستين على أن الهدف الأساسي هو توفير فضاء للإبداع المشترك، وتمكين الفنانين من اكتساب مهارات جديدة، وتعزيز التبادل الثقافي بين المغرب وفرنسا.
كما يُتوقع أن تساهم هذه الشراكة في إبراز الطاقات الفنية الشابة في كلا البلدين، وتقديم عروض مسرحية مشتركة تجمع بين الخصوصية المحلية والرؤية العالمية.
خطوة نحو تعاون أوسع
لا تقتصر هذه الشراكة على الجانب الفني فحسب، بل تمتد إلى تعزيز السياحة الثقافية، حيث سيتم تنظيم زيارات لفرق الفنـّية بين المدينتين، للتعريف بثرائهما التراثي والفني.
هذا المشروع المشترك يعد إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي-الفرنسي، ويعكس الرغبة في بناء جسور دائمة للإبداع، تثري المسرحين المغربي والفرنسي وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الفنون الحية.
نعتقد أن هذه الشراكة تُعد نموذجاً ناجحاً للتعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا، وتؤكد أن الفن وسيلة فعَّالة لتقريب الشعوب وبناء جسور التفاهم. فهل ستكون هذه الخطوة بداية لمشاريع إبداعية أكبر تثرِي المشهد الفني في البلدين؟
