ريادة في تنزيل البرامج وتجويد البنية التحتية عنوان إنجازات المديرة الجهوية لقطاع الشباب بجهة الشرق

عبد الرحيم باريج – وجدة 12 سبتمبر 2025
المرأة القيادية هي امرأة تتولى زمام المبادرة والمسؤولية في مجالها، تتميز بصفات مثل التعاطف، الإبداع، القدرة على التواصل الفعال، وتكوين العلاقات العميقة، ولا تقتصر على صرامة القيادة التقليدية، بل تجمع بين الحزم والرقة، وتشجع على المشاركة والتفويض، وتساهم في خلق بيئات عمل متنوعة وشاملة تعزز الابتكار وتحسن الأداء، مع إبراز دورها في التنمية المجتمعية والتأثير الإيجابي على الآخرين.
وتهتم المرأة القيادية بالمشاعر والظروف الإنسانية مما يمنح علاقتها بالآخرين طابعًا من الرقة والرحمة، وتجيد شرح الأهداف بوضوح وتتواصل بشكل أفضل من الرجل مما يساعد في تحفيز الآخرين، وتقدم أفكارًا جديدة وتساهم في التنوع مما يؤدي إلى حلول مبتكرة ومتوازنة، وتجيد فن المشاركة وإعطاء الصلاحيات مما يعزز روح التعاون في بيئة العمل، ولديها قدرة على بناء علاقات أسرع وأعمق مع المحيطين بها، وتمتلك فهمًا أعمق للمشاكل التي تواجه المرأة العاملة نظرًا لتجاربها.
وتتجلى أهمية المرأة القيادية في المجتمع في تعزيز الابتكار والربحية، ووجود تنوع في القيادة بما في ذلك القيادة النسائية يحفز الابتكار ويحسن الأداء المالي للشركات، وتساهم في خلق بيئة عمل أكثر توازناً وشمولية، مع التركيز على التوازن بين العمل والحياة، ويمكنها إحداث تغيير اجتماعي وسياسي واقتصادي مؤثر يتجاوز الأطر التقليدية، وتمثل نماذج يحتذى بها للمرأة والفتيات، مما يشجع على المشاركة الفعالة في مختلف المجالات.
وتظهر التحديات التي تواجه المرأة القيادية، حيث قد تعيق البيئات القانونية والعادات المجتمعية وصول المرأة إلى المناصب القيادية، وتصوير المرأة كقيادية مزاجية أو متسلطة بشكل ينم عن فكر ذكوري مترسخ، هو ما يحتاج للتغيير، وفي بعض المجتمعات قد يكون الوعي بأهمية ودور القيادة النسائية منخفضًا، وغالبا ما يتم إعاقة المرأة القيادية من طرف العاملين والعاملات معها إما حسدا وغيرة أو بإيعاز من بعض الفاشلين ممن فشلوا في قيادتهم أو كانوا يرغبون في خدمة مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة.
برزت في هذا السياق، المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة الشرق كأحد أهم الفاعلين في الدفع بعجلة التنمية الموجهة للشباب والطفولة والنساء بالجهة، حيث استطاعت خلال فترة وجيزة أن تضع بصمتها بفضل قيادة متميزة ورؤية استراتيجية تنبني على الالتزام، الإبداع، والنجاعة.
وكان لها دور محوري في التنزيل الناجح للبرنامج الوطني “متطوع” في نسخته الثالثة، وهو البرنامج الذي أصبح علامة فارقة في مجال التربية على المواطنة والمشاركة المدنية، من خلال استقطاب مئات الشباب وتعبئتهم للمساهمة الفعلية في خدمة قضايا التنمية المحلية. هذا الإنجاز لم يقتصر على الجانب التنظيمي فحسب، بل تجسد في ترسيخ قيم التضامن والتطوع لدى جيل جديد من الشباب، مما جعل جهة الشرق نموذجًا وطنياً يحتذى به.

وتميزت المديرية الجهوية بقيادتها الميدانية لعملية تنفيذ البرنامج الوطني للتخييم نسخة 2025، حيث أولت اهتمامًا خاصًا لمعايير الجودة والسلامة، من أجل ضمان ظروف تربوية وترفيهية متميزة للأطفال والشباب. وقد تجلى ذلك في حسن التدبير، التنسيق المحكم مع الشركاء، والقدرة على معالجة التحديات اللوجستيكية والتنظيمية بما يعكس كفاءة عالية ورؤية استباقية.
ومن بين أبرز مظاهر هذا التميز، الإشراف على تدشين مؤسسات شبابية واجتماعية بمعايير الجودة والحداثة، والتي شكلت قفزة نوعية في البنية التحتية لقطاع الشباب بجهة الشرق.
فقد رأى النور كل من مركز الاستقبال الذي يشكل فضاءً متعدد الوظائف لخدمة الشباب والجمعيات، ودار الشباب النموذجية بسيدي معافة كصرح يزاوج بين البعد الثقافي والتربوي والتكنولوجي، ودار الشباب تاوريرت التي أعادت الاعتبار للعمل الجمعوي والتربوي بالمدينة، والنادي النسوي ضهر المحلة، الذي يمثل رافعة لتمكين النساء والفتيات اقتصاديًا واجتماعيًا…
ولم تكن هذه المشاريع مجرد بنى تحتية، بل استراتيجية متكاملة تهدف إلى جعل المؤسسات الشبابية منصات فعلية للإبداع، المشاركة، والتمكين، وفق مقاربة ترتكز على الجودة والاستدامة.
وتميزت المديرية الجهوية إلى جانب ذلك، باعتماد مقاربة تشاركية مبتكرة، حيث أولت أهمية كبرى للتنسيق مع الفاعلين الترابيين والجمعويين، إيمانًا منها بأن نجاح السياسات العمومية رهين بتضافر الجهود وتعزيز الالتقائية. وقد أثمر هذا التوجه بناء شبكة واسعة من الشراكات، جعلت من جهة الشرق مختبرًا حقيقيًا للتجارب الشبابية الرائدة، ومجالًا خصبًا لاحتضان المبادرات الإبداعية.
إن ما تحقق بجهة الشرق خلال هذه المرحلة يعكس بجلاء أن القيادة النسائية قادرة على إحداث الفارق، حين تتوافر الكفاءة مع الالتزام والرؤية الاستراتيجية. فالمديرة الجهوية لم تكتف بتنفيذ التعليمات أو البرامج المركزية، بل أبدعت في تنزيلها بما يتلاءم مع خصوصيات الجهة، ما جعلها رائدة في تجويد العمل الشبابي وطنياً.