رســالـة بــاريــسْ : حــرب الاســتـنـزاف الـمـغـربــيــة الـجـزائـريـة .. وَ ” عـَـبّــودْ يـَـسْـقــطُ   فــي فـخ الـحُـدودْ “

مـحـمــد ســعــدونــي .

في إطار الحرب الاستخباراتية الدائرة بين المملكة المغربية وبين الجزائر، أصبح الكثير من جواسيس النظام العسكري الجزائري في باريس  يترددون بكثافة على المقاهي والمطاعم  والمساجد وعلى مقرات الجمعيات المغربية في باريس طبعا، وذلك من أجل جمع  أكبر قدر من المعلومات عن المغرب … واحتدت هذه الحملة المسعورة خاصة بعدما قرر المغرب – رسميا – فتح ملف الصحراء الشرقية المحتلة، وهو ما أثار سعار النظام العسكري الجزائري، و ” زوبعة في أزرار  أزياء كبرانات فرنسا  الذين أصبحوا يدعون إلى التعبئة العامة لمواجهة المغرب، ويحشدون  الغوغاء والكراغلة لسب المغرب والمغاربة والنشيد الوطني  في الميادين الرياضية،  وفي الساحات العامة في أوروبا وليس في الجزائر ؟ !

إن الحملة المسعورة التي يشنها الثنائي (شنقريحة / تبون) تنم عن قلق كبير جراء إثارة ملف الصحراء الشرقية المغربية المحتلة، يقول أحد المؤرخين 🙂 إن فرنسا خلفت وراءها كبرانات في السلطة والجيش بذاكرة السمكة ، كبرانات فاسدون لا يهتمون إلا بحساباتهم البنكية في الخارج(، فأغلب التعليمات والتدريبات  التي تلقوها صبت في اتجاه سب  المغرب والمغاربة، وتهميش  سكان الصحراء الشرقية، والأكيد أن أغلب التعليمات التي كانت مفصلية وحاسمة  في تحديد  البنية الديموغرافية لسكان تندوف، أو تحديد مستقبل تندوف  بعد 1962 تمت من جانب العسكر الجزائري، لم يشارك فيها أحرار تندوف المرتبطون بالبيعة السلطانية في المغرب .

وعلاقة بالموضوع والضجة التي أحدثها الجزائري المتعدد الألقاب والأوصاف المسمى هشام عبود الذي حركته الآلة الاستخباراتية الجزائرية ، وأرسلته في مهمة خاصة وسرية جدا إلى شمال وشرق المغرب لكي ينبش  في تاريخ وماضي أحد دعامات  ما يسمى بالثورة الجزائرية والذي هو المناضل محمد حموتي في مدينة الناضور الذي استدرج إلى الجزائر وغدر به هواري بومدين ، ليكتشف أنه كاد أن يدخل جحرا يستحيل الخروج منه،  عبود  فشل في المهمة ولم يستطع الحصول على ما أراد  خصوصا تلك المتعلقة بتدبير وتسيير العلاقات والروابط بين سكان تندوف والعرش العلوي الملكي المغربي، حتى بعد اقتطاع منطقة تندوف من الأراضي المغربية وضمها إلى الجزائر الفرنسية .

أما هشام عبود والذي سقط في فخ الحدود الشرقية فقد أبدى استغرابه من  إقحام اسمه في خانة ضباط وأعوان كبرانات فرنسا الذين يعملون لصالح الأمن العسكري الجزائري، وأنه ليس جنديا فارا من الجيش الجزائري، ولتلميع صورته وإبعاد تهمة العميل السري قال إن ترسيم مغارته للجيش كان بتاريخ 16 شتنبر 1992، وانخرط في العمل الصحفي ، وأسس عدة صحف يومية منها جريدة ” الأصيل ” وأسبوعية ” لوليبرْ ” ، كما أنه نجا من عدة ملاحقات قضائية ومن السجن بفضل نزاهة نساء ورجال في جهاز القضاء الجزائري ) هكذا (.) عن جريدة الشروق الجزائرية /عدد 6-10- 2011(

أما ما لا يعرفه هشام عبود هذا أن تدبير ملف الصحراء الشرقية المغربية المحتلة ، لم يكن قط موضوع اهتمام وتقارير كتابية حول ساكنة تندوف قد يستعين بها كبرانات فرنسا في دهاليز الأمم المتحدة ، وهو ما دفع بهشام عبود لأن يتسلل إلى منزل المناضل المرحوم ” سي الحموتي”  في مدينة الناضور لعله  يتزود بمعلومات ووثائق قد تفيد شنقريحة وتبون  للتشويش على المطالب المغربية المشروعة في الصحراء الشرقية  المغربية .هشام عبود يعي جيدا وهو الذي خبر الملفات الأمنية الخارجية، أن المغرب يتوفر على كل الأدلة التي تدين الجزائر في ملف الصحراء الشرقية المغربية، يقول هشام عبود :)) إن الأمر راجع بالأساس  إلى وجود مسؤولين جزائريين أميين عديمي الكفاءة تماما  في مناصب سيادية ، ولم يكونوا مدركين لأهمية الوثيقة التاريخية (.

وفي الأخير نذكر  أن هشام عبود مخلص لنظام وعقيدة المقبور بوخروبة ) هوارري بومدين ( حتى النخاع ، متزوج وله ولد سماه هواري بومدين ، وبنتان جميلة وكاهنة .

  • يــتــبــع-

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى