رحــم الله “جـــانـــيــكْ ” .. رحـــم الله أيــــام الريــاضــة بوجــــــدة ..

وجــــدة . مــحــمــد ســعــدونـــي.

هذا المقال متعلق بنبأ وفاة المدرب والرياضي القدير الفرنسي  “رَيْـــنـهـارْ جـــانـــيــكْ” بفرنسا عن عمر ناهز 93 رحمه الله، وهو النبأ الذي أثر وأحزن الكثير من الوجديين خاصة أولئك الذين رأوه وعايشوه وتتلمذوا على يديه وتعلموا منه دروس  وقواعد الرياضة والتربية على حقيقتها وأصولها المرتبطة بتغذية الروح والجسد في الثانويات والملاعب بروح الأخلاق والفروسية النبيلة .

وطبعا كان حق على  ” الجيل الذهبي ” من الوجديين ( طلبة وغيرهم) الذين عايشوا هذه الفترة الذهبية من تاريخ الرياضة في وجدة في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، أن يتفاعلوا مع هذا الخبر المحزن فتسابقوا  لتقديم التعازي والمواساة في وفاة هذا الطود الرياضي  لعائلته ولأحبائه وأصدقائه، والذي كانت عدة  “جهات ” وأندية تحسدنا عليه وتتمنى ولو جزء يسير من خدماته وعبقريته الرياضية التي أفرزت العديد من النجوم والأبطال  برزت من رحم وجدة الولادة وطنيا ودوليا .

لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ الرياضة بوجدة بمعزل عن باقي قطاعات الأخرى، خاصة الفئات العمالية ( منجميون  – سككيون – أساتذة  – حرفيون  …) إلى جانب الطلبة ، لكن لا بد لنا من أن نتساءل لماذا ازدهرت الرياضة في وجدة في فترات معينة ولو باليسر القليل من المال والميادين والتجهيزات والنخب بمختلف أطيافها ومجال أنشطتها واشتغالها ؟ ولماذا غاب واختفى فجأة من يخلفها ويتسلم المشعل من يدها، رغم توفر ما يكفي من الموارد البشرية والمادية  والساحات والميادين المجهزة ؟

لقد تعددت الأسباب واختلفت الطباع والمواهب، ولا يمكن أن نستمر على حال واحد في ظل التطور التكنولوجي والمعرفي الذي غير السلوكات والطباع والمعارف ، ولكن في المقابل كان عليهم أن يطوروا تلك اللبنات الأصلية خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاع روحي وتهذيبي وتربوي حساس والذي هو ببساطة  الرياضة التي تبني العقول قبل الأجساد ، وهم الذين شنفوا مسامعنا بمقولة : العقل السليم في الجسم السليم. مقولة شربنا رحيقها في فترة ” الجيــل الـذهــبــي ” عندما كنا متسلحين بالوعي الجماعي ، وعندما كان من الصعب على أي كان أن يلج  المنظومة الرياضية وفي نيته خدمة مصالحه الخاصة، حتى جاء من أدخلها في متاهات كانت في غنى عنها، رغم حرص الكثير من الصلحاء والغيورين  الذين عملوا جاهدين على الحفاظ على مسافة الأمان من كل العناصر واللوبيات السياسية والوصولية،،  التي في ظاهرها تخدم الرياضة والرياضيين والراية المغربية في المناسبات الدولية والعالمية، وفي الخفاء تخدم  مصالحها الخاصة وتسيء إلى الرياضة وللوطن وللراية المغربية ، لا فرق بينهم وبين ” أخطبوط الطابور الخامس “.

فقد رحل عنا طود من عمداء الرياضة ،وهو الذي ترك بصماته بارزة هنا في وجدة  في عدة أنواع رياضية من سنة 1950إلى سنة1982، بمساعدة  نجله خاصة في مجال الرياضة المدرسية (ألعاب القوى)، ومازالت  – على سبيل المثال – إعدادية ولي الأمير سيدي محمد بلازاري وجدة ( حاليا ثانوية محمد السادس ) تحتفظ بطلعاته البهية وهو يلقن ويدرب ويوجه الطلبة ويحبب لهم غذاء اسمه الرياضة البدنية والجري ورمي الرمح والقرص والقفز الطويل والقفز العالي … زيادة على إتقانه للعبة الريكبي فأصبحت وجدة – ببركات Reinhad JANIK ونجله الأولى على الصعيد الوطني  في رياضة الريكبي، حتى أن وجدة أنجبت لنا بطلا عالميا في الريكبي أصبح عزنا وفخرنا في فرنسا والعالم : إنه عبد اللطيف بن عزي، وكذلك أبطالا في فنون الحرب والمصارعة اليابانية  ( الجيدو) والملاكمة …

كما لا يفوتنا بهذه المناسبة الرياضية والتي أججت فينا الذاكرة الجماعية والتي ما زالت تسكننا وتغذي أرواحنا بقيم الأخلاق والتربية التي تلقيناها جيدا من أساتذة ومربين ومدربين ، فمنهم من قضى نحبه ورحل عنا ( تيجيني والتوهامي شنيور في الجيدو.. وآخرون رحمهم الله )، وفي رياضة الملاكمة والجمباز وسباق الدراجات … كما لا ننسى البطل والمدرب والمربي القدير فرع  “الكاراتي  شوطوكان ”  أحمد باهي حفظه وأطال في عمره، ولكل من لهم حق علينا أن نرده لهم بالشكر وبالدعاء والثناء ، ومرة  أخرى رحم الله  “رينهار جانيك “ الذي أحيا فينا هذا الوجدان والذي كدنا أن ننساه ونفقده .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى