دور رجال ونساء الأمن في المهرجانات الفنية: نموذج مهرجان إفران الدولي في دورته السابعة

خلال الأمسية الافتتاحية للدورة السابعة من مهرجان إفران الدولي، التي أُقيمت في الفترة من 23 إلى 26 يوليوز 2025 تحت شعار “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”، لاحظتُ الأجواء النابضة بالحيوية في ساحة “التاج”، حيث قدّمت فرقة “أحيدوس” عرضًا فنيًا رائعًا أسر الجمهور.

وسط هذا الحماس، كان رجال ونساء الأمن يؤدون دورهم الحيوي بكفاءة وهدوء، موفرين بيئة آمنة تمكّن الزوار من الاستمتاع بالمهرجان دون قلق. هؤلاء الأبطال، الذين غالبًا ما يُغفل عن دورهم، يشكلون حجر الزاوية في نجاح هذه التظاهرة الثقافية الكبرى.

إن وجودهم يمنح الزوار شعورًا بالطمأنينة، مما يتيح لهم الانغماس في الأجواء الفنية والثقافية دون مخاوف.

في الأمسية الأولى لمهرجان إفران، كان رجال ونساء الأمن منتشرين بشكل استراتيجي في جميع أنحاء الموقع. لاحظتُ كيف كانوا يراقبون الحشود بهدوء، يوجهون الزوار إلى الأماكن المخصصة، كان لهم دورٌ متعدد الأوجه:

أولاً، عملوا على تنظيم حركة الجماهير، خاصة مع الحضور الكبير الذي شهدته الأمسية الافتتاحية. لقد قاموا بإدارة المداخل والمخارج، وتنظيم الصفوف، وضمان عدم حدوث ازدحام قد يعرض سلامة الزوار للخطر.

ثانيًا، ساهموا في حماية الفنانين والضيوف الرسميين، من خلال تأمين المناطق المخصصة لهم، مما عزز من سير الفعاليات بسلاسة.كما لاحظتُ تفاعلهم الإيجابي مع الجمهور. فقد كانوا يقدمون الإرشادات بلطف، سواء بمساعدة الزوار في إيجاد أماكنهم أو الإجابة عن استفساراتهم، مما أضفى طابعًا إنسانيًا على دورهم.

هذا التفاعل عكس احترافية عالية، حيث تمكنوا من الجمع بين الحزم في تطبيق التعليمات والمرونة في التعامل مع الجمهور.

طبعا لا تخلو هذه المهمة من تحديات يواجهها رجال ونساء الأمن فالكثافة الجماهيرية الكبيرة، التي قد تصل إلى عشرات الآلاف في مهرجان إفران، تتطلب يقظة مستمرة واستعدادًا للتعامل مع أي طارئ.

اضافة الى العمل لساعات طويلة ، مما يضعهم في وضعية الإرهاق الجسدي ضغطًا كبيرًا عليهم، يتعين عليهم التعامل مع مواقف متنوعة، من توجيه الزوار إلى منع أي تصرفات قد تعكر الأجواء، مما يتطلب مهارات عالية في التواصل وإدارة الأزمات.

وعلى الرغم من وجودهم بالقرب من اضواء السخب والشهرة الا انهم غالبًا ما يتركون بعيدين عن الأضواء. ارتأينا ضرورة تكريم هذه الجهود ولو من خلال إبراز دورهم في تقريرنا الإعلامي هذا، والمطالبة على الأقل بالاشادة بمجهوداتهم الكبيرة من قبل المنظمين.

في الختام، يُعد رجال ونساء الأمن العمود الفقري لنجاح المهرجانات الفنية، ومهرجان إفران الدولي في دورته السابعة يُبرز هذا الدور بوضوح. من خلال مشاهداتي في الأمسية الافتتاحية، تأكدتُ أن وجودهم الفعّال والمنظم هو ما يضمن استمتاع الزوار بالفعاليات في بيئة آمنة ومريحة.

إن تقدير هؤلاء الأبطال ودعمهم ليس فقط واجبًا تجاههم، بل استثمارًا في استدامة نجاح مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تُعزز الهوية المغربية وتجذب السياح من كل مكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!