خطارات الجنوب الشرقي.. شرايين الحياة تتحول إلى فخاخ مميتة

القاضي يوسف
إن الأهمية المحورية التي تمثلها الخطارات في واحات الجنوب الشرقي، هي مسألة لا يتناطح فيها عنزان؛ فهي نظام تقليدي لتوزيع المياه، ضامنٌ للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ومُساهمٌ في صون التوازنات البيئية والثقافية المحلية. وبفضل هذه المنشآت، استطاعت مجتمعات قروية أن تتشبث بالحياة في بيئة قاحلة، وتواصل أنشطتها الزراعية لعقود طويلة.
لكن هذا الموروث الحيوي، الذي شكل شريان الحياة في الواحات، بات اليوم عرضة للإهمال، في مشهد ينذر بتحوله من نعمة إلى مصدر للتهديد، خاصة في المناطق التي ما تزال تتوفر على موارد مائية، لكن دون أي مجهود يُذكر في الصيانة أو التأهيل.

عدسة الجريدة الإلكترونية Gil24، وخلال جولة ميدانية بدواوير تنتمي للجماعة الترابية تغزوت، وتحديدًا بدوار آيت عيسى وابراهيم، وقفت على عدد من النقاط الخطيرة، حيث تحولت الخطارات المكشوفة إلى مصائد حقيقية، تهدد سلامة الساكنة، خصوصًا الأطفال وكبار السن. وقد تم توثيق أزيد من عشرة مواقع مكشوفة، تفتقر إلى الأغطية أو الحواجز، ما يجعل المرور قربها محفوفًا بالمخاطر، خاصة ليلاً.
وأكد عدد من الفاعلين الجمعويين المحليين، في تصريحات خصّوا بها الجريدة الإلكترونية Gil24، أن المنطقة عرفت في السنوات الأخيرة حوادث مؤلمة، نتيجة سقوط أطفال في الخطارات، بعضهم جرفتهم المياه لمسافات طويلة قبل أن يتم إنقاذهم بصعوبة.
وطالب المتحدثون بتدخل مستعجل من كافة الجهات المعنية، على رأسها وزارة الفلاحة، والسلطات الترابية، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، من أجل إعادة تأهيل هذه الخطارات، وتأمينها بوسائل حديثة تحفظ سلامة السكان، وتضمن استمرارية هذا التراث المائي العريق.
نداء قبل الكارثة
ورغم ما تضطلع به الخطارات من دور أساسي في تأمين المياه والأنشطة الزراعية، فإن غياب رؤية واضحة لإصلاحها وتأمينها يُهدد بزوال هذا الإرث، ويُعرض حياة الناس للخطر اليومي.
فهل تتحرك الجهات الوصية قبل فوات الأوان؟
