عبد الإله بنكيران: تعبئة سياسية وأيديولوجية في سياق مؤتمر العدالة والتنمية

بمناسبة التحضير لعقد المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، القى ذ عبد الإله ابن كيران خلال اجتماع الأمانة العامة 19 أبريل 2025 كآخر اجتماع لها ….
وقد تُعد كلمة عبد الإله بنكيران، الشخصية البارزة في حزب العدالة والتنمية بالمغرب، لحظة سياسية هامة تتناول قضايا جوهرية تتعلق بالحزب، الوضع السياسي الوطني والدولي، والتحديات التي يواجهها. يتميز الخطاب بأسلوبه العاطفي والمباشر، مع تركيز على تعبئة أنصار الحزب، تعزيز هويته الأيديولوجية، وتأكيد الولاء للمؤسسة الملكية.
يمكن تقسيم التحليل إلى المحاور الرئيسية التالية: التحضير لمؤتمر الحزب، مناقشة التقرير السياسي، نهاية ولاية الأمانة العامة، القضية الفلسطينية، والدفاع عن الأسرة والدعم المالي للمؤتمر.
1. التحضير لمؤتمر الحزب: تنظيم وتعبئة داخلية
يُخصص بنكيران جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن التحضيرات الجارية لمؤتمر الحزب، الذي يمثل لحظة حاسمة لتجديد قيادة الحزب وتعزيز وحدته الداخلية. يُبرز الخطاب عدة جوانب تنظيمية وتعبوية:
- دور اللجنة التحضيرية: يُشيد بنكيران بعمل اللجنة التحضيرية التي عملت لأكثر من عام بكامل الحرية، مما سمح لأعضائها بالتعبير عن آرائهم دون قيود. اللجنة نظمت عددًا كبيرًا من الاجتماعات (70 اجتماعًا في يومين عبر المغرب)، وتولت اختيار المندوبين، مناقشة وثائق المؤتمر، واتخاذ القرارات الضرورية. يُشير بنكيران إلى دوره المحدود في المصادقة على بعض القرارات، مع إشادة خاصة برئيس اللجنة إدريس الأزمي وثلاثة أو أربعة أعضاء آخرين.
- التنظيم اللوجستي: تم الانتهاء من قائمة المشاركين بدقة ودون اعتراضات، وتم إرسال الدعوات وإعداد الوثائق اللازمة. المؤتمر سيعقد في خيمة كبيرة تم زيارتها من قبل بنكيران، مما يعكس الجهود اللوجستية الكبيرة.
- التمويل: يُبرز بنكيران الجهود المالية لأعضاء الحزب، حيث كان الهدف الأولي جمع 100 ألف درهم كمساهمات طوعية. تم جمع 98,500 درهم خلال اجتماع لجنة بالمجلس الوطني، و360 ألف درهم إضافية عبر دعوة للتطوع المالي. كما تقرر أن يساهم المشاركون بمبالغ تتراوح بين 500 و1000 درهم. وبلغت التبرعات 3.5 مليون درهم، متجاوزة التكلفة التقديرية للمؤتمر (3 ملايين درهم)، مما سمح بإلغاء رسوم الدخول المقررة (200 درهم). ومع ذلك، يُشير إلى تأخر دعم مالي قانوني من وزارة الداخلية بقيمة 1.3 مليون درهم.
- التوقيت والأهداف: المؤتمر مقرر بعد أسبوع من الخطاب (26 أبريل 2025)، ويُعتبر توقيته استباقيًا لأسباب قانونية وللتحضير للانتخابات المقبلة بمدة كافية (حوالي سنة ونصف). يُظهر هذا التخطيط طويل الأمد رؤية استراتيجية للحزب.
- التعبئة النفسية: يُعبر بنكيران عن فخره بمساهمات الأعضاء، معتبرًا أن هذا الدعم يعكس حيوية الحزب وقاعدته المنظمة. كما يُشيد بمؤتمر صحفي نظمته اللجنة التحضيرية لإعلام الرأي العام بتفاصيل المؤتمر.
تقييمنا: التركيز على التنظيم والتمويل يهدف إلى إظهار قوة الحزب واستقلاليته في مواجهة التحديات الخارجية، مثل تأخر الدعم الحكومي. الإشادة باللجنة التحضيرية تعزز صورة الديمقراطية الداخلية، لكن الاعتماد الكبير على التبرعات قد يكشف عن هشاشة مالية، خاصة مع تقلص ميزانية الحزب بنسبة 90%.
2. مناقشة التقرير السياسي: نقد الحكومة والتحديات
يُخصص بنكيران جزءًا من الخطاب لمناقشة مشروع التقرير السياسي الذي سيُقدم خلال المؤتمر، وهو محور رئيسي لاجتماع الأمانة العامة في 19 أبريل 2025.
- الإعداد والمسؤولون: التقرير أعده إدريس الأزمي وخليفي (بقيادة الأخير)، بناءً على مناقشات سابقة للأمانة العامة. هذا يعكس عملية جماعية تهدف إلى ضمان تمثيل وجهات نظر الحزب.
- النقد الحكومي: التقرير يحتوي على انتقادات حادة للحكومة، خاصة فيما يتعلق بإصلاح التغطية الاجتماعية. يُشير بنكيران إلى استبعاد ملايين المستفيدين من نظام “راميد” وتقليص الدعم المالي للنساء، مما يُظهر آثارًا سلبية على الفئات الضعيفة.
- التحدي في التقديم: يُعبر بنكيران عن حيرته بشأن كيفية تقديم تقرير نقدي للغاية دون إغفال الجوانب الإيجابية المحتملة لعمل الحكومة. هذا يُظهر محاولة لتحقيق توازن بين النقد الحاد والحفاظ على خطاب سياسي مسؤول.
- السياق الزمني: التقرير سيُقدم خلال المؤتمر (26 أبريل 2025)، مما يجعله وثيقة رئيسية لتحديد مواقف الحزب في المرحلة القادمة.
تقييمنا: التقرير السياسي يعكس استراتيجية معارضة تهدف إلى استعادة زخم الحزب من خلال نقد أداء الحكومة. ومع ذلك، فإن حيرة بنكيران بشأن تقديمه تُظهر وعيه بالحاجة إلى تجنب التصعيد الذي قد يُفسر كتحدٍ للنظام. هذا التوازن ضروري للحفاظ على شرعية الحزب داخل الإطار السياسي المغربي.
3. نهاية ولاية الأمانة العامة: لحظة انتقالية
يُسلط بنكيران الضوء على نهاية ولاية الأمانة العامة الحالية، مُعتبرًا اجتماع 19 أبريل 2025 الاجتماع الرسمي الأخير لهذا الجهاز القيادي.
- السياق الزمني: يُشير إلى أن الولاية لم تكن كاملة (حوالي أربع سنوات وبضعة أشهر)، بسبب عقد مؤتمر استثنائي سابق في أكتوبر. ومع ذلك، يُبرز إنجاز استكمال هذه الفترة.
- الشكر والمسؤولية: يُعبر عن امتنانه لله على تمكنهم من أداء مهامهم دون انقطاع، مُدركًا أن ظروفًا غير متوقعة كانت قد تُعيق ذلك. هذا يعكس إحساسًا بالمسؤولية والتواضع.
- التطلع للانتقال: يأمل بنكيران في إتمام المهمة بنجاح حتى اللحظة الأخيرة، مع قيادة الحزب نحو مؤتمر هادئ ومنظم يُمهد لانتخاب أمانة عامة جديدة.
تقييمنا: التركيز على نهاية الولاية يهدف إلى تعزيز الشعور بالإنجاز لدى الأعضاء، مع إبراز الاستمرارية والانضباط التنظيمي. ومع ذلك، فإن هذه اللحظة الانتقالية قد تُثير تساؤلات حول القيادة المستقبلية، خاصة في ظل التحديات السياسية التي يواجهها الحزب.
4. القضية الفلسطينية: محور مركزي في الخطاب
تأتي القضية الفلسطينية كأحد المحاور الأساسية التي يركز عليها بنكيران، حيث يعبر عن تضامن قوي مع الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل الأحداث في غزة. يستخدم لغة عاطفية وقوية للتنديد بما يصفه بـ”الأعمال الإجرامية” للحكومة الإسرائيلية، ممثلة في رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. يسلط الضوء على القتل اليومي، التجويع، منع المساعدات الطبية، تدمير المستشفيات، وقتل الأطباء والصحفيين، معتبرًا هذه الأفعال “عارًا” على الأمة الإسلامية بأكملها.
- البعد الأيديولوجي: بنكيران يضع القضية الفلسطينية في إطار أوسع كقضية إسلامية وعربية، وليست فلسطينية فقط. هذا الإطار يعكس التوجه الأيديولوجي لحزب العدالة والتنمية الذي يجمع بين القومية الإسلامية والتضامن العربي.
- الدعوة إلى العمل: من خلال مناشدته لجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس وأمير المؤمنين، يحث بنكيران على تدخل ملكي جديد، مستحضرًا التاريخ الملكي المغربي في دعم القضية الفلسطينية (محمد الخامس وحسن الثاني). هذه المناشدة ليست مجرد خطاب سياسي، بل محاولة لربط الحزب بالمؤسسة الملكية، مما يعزز شرعيته داخل النظام السياسي المغربي.
- موقف الحزب من حماس: يدافع بنكيران عن دعوة حركة حماس لحضور مؤتمر الحزب، رافضًا محاولات منع ذلك من قبل السلطات. يعتبر حماس حركة مقاومة تقدم تضحيات كبيرة، ويربط دعمها بالإجماع الوطني المغربي حول القضية الفلسطينية، مقارنًا إياها بقضية الصحراء المغربية. هذا الموقف يعكس جرأة سياسية في مواجهة ضغوط داخلية وخارجية.
- الانتقادات الإقليمية: يعبر عن استيائه من تقاعس بعض الدول العربية، بل وتواطؤها المحتمل عبر السماح بمرور أسلحة تُستخدم ضد الفلسطينيين. هذا الانتقاد يعزز صورة الحزب كمدافع عن القيم الأخلاقية والدينية في مواجهة ما يراه بنكيران انحرافًا سياسيًا.
تقييمنا: القضية الفلسطينية تُستخدم كأداة تعبوية لتعزيز التضامن الداخلي بين أنصار الحزب، ولتأكيد هويته الإسلامية. ومع ذلك، فإن الدفاع عن دعوة حماس قد يثير جدلاً داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل حساسية العلاقات المغربية-الإسرائيلية بعد اتفاق التطبيع.
5. الانتقادات الموجهة للحكومة المغربية
يوجه بنكيران انتقادات لاذعة للحكومة المغربية، مستهدفًا بشكل خاص سياساتها الداخلية والخارجية. هذه الانتقادات تُظهر محاولة لتمييز حزب العدالة والتنمية عن الأحزاب الحاكمة، مع تعزيز صورته كحزب معارض يدافع عن المبادئ.
- منع مؤتمر الحزب: يندد بنكيران بمحاولات بعض الجهات، عبر الضغط على وزارة الداخلية، لمنع انعقاد المؤتمر بسبب دعوة حماس. يصف هذا التصرف بـ”قلة الحياء”، معتبرًا أنه يناقض الإجماع الوطني حول القضية الفلسطينية.
- التواطؤ المحتمل في دعم إسرائيل: ينتقد بنكيران، بحذر، إمكانية سماح المغرب ودول أخرى بمرور سفن تحمل أسلحة تُستخدم ضد الفلسطينيين. يستخدم تعبير “لا يجوز شرعًا” ليؤكد الموقف الديني والأخلاقي للحزب، مع تجنب التصعيد المباشر ضد الدولة.
- إهمال الشباب المتضامن مع فلسطين: يروي بنكيران قصصًا عن شباب مغاربة طُلب منهم في دول عربية السفر إلى تركيا لدعم فلسطين، وهو ما يصفه بـ”الوقاحة”. يطالب وزير الداخلية بالتحقيق في هذه الممارسات، مشددًا على أنها تتعارض مع الموقف الوطني.
- تأخر الدعم المالي: يشير إلى تأخر وزارة الداخلية في تحويل الدعم المالي القانوني للحزب (1.3 مليون درهم)، وهو أمر يعيق التحضير للمؤتمر.
- إصلاح التغطية الاجتماعية: ينتقد بنكيران إصلاح التغطية الاجتماعية، مشيرًا إلى استبعاد 8 ملايين مستفيد من نظام “راميد”، وتقليص الدعم المالي للنساء. يطالب بإصلاحات شاملة لا تترك آثارًا سلبية على المواطنين.
- صمت الحكومة حول تضارب المصالح: يوجه انتقادًا مباشرًا لرئيس الحكومة عزيز أخنوش بسبب عدم رده على اتهامات الحزب بتضارب المصالح، معتبرًا أن الرد أو الاعتذار واجب.
- السياسة المنفعية: ينتقد بنكيران التوجهات السياسية التي تقوم على السعي وراء المناصب والامتيازات، مؤكدًا أن عمل حزبه يرتكز على “خدمة الله” وليس المصالح الشخصية.
تقييمنا: الانتقادات تعكس استراتيجية معارضة تهدف إلى استعادة زخم الحزب بعد تراجعه السياسي في الانتخابات الأخيرة. ومع ذلك، فإن بعض الانتقادات (مثل تلميحات التواطؤ في دعم إسرائيل) قد تكون محفوفة بالمخاطر، نظرًا لحساسية العلاقات الدبلوماسية. بنكيران يحاول تحقيق توازن بين النقد الحاد والحفاظ على الولاء للمؤسسة الملكية.
6. الدفاع عن الأسرة: ركيزة أيديولوجية
يُبرز بنكيران الدفاع عن الأسرة كأولوية أساسية، معتبرًا أن تدمير الأسرة هو الخطر الأكبر على المجتمع. هذا الموقف يتماشى مع الخطاب الإسلامي المحافظ للحزب.
- القيم الدينية: يؤكد بنكيران على دور الملك كأمير المؤمنين في حماية القيم الأسرية من خلال رفضه لتشريع “الحرام” أو منع “الحلال”. هذا الموقف يعزز التحالف بين الحزب والمؤسسة الملكية في مواجهة التيارات العلمانية.
- مدونة الأسرة: يشيد الحزب بموقفه في منع تعديلات على مدونة الأسرة كانت قد تؤدي إلى “تخريب الأسرة”، وهو ما يعكس رفض الحزب لأي إصلاحات تتعارض مع القيم الإسلامية التقليدية.
- التعليم واللغة العربية: يربط بنكيران بين التعليم باللغة العربية، الدراسات الإسلامية، والتربية الإسلامية وبين حماية الأسرة. يرى أن هذه العناصر ضرورية لضمان انتقال القيم التقليدية إلى الأجيال القادمة.
- نقد التعليم المتساهل: يحذر من التعليم المتساهل الذي قد يؤدي إلى ضعف التزام الشباب بالقيم الأسرية، مقارنًا ذلك بالوضع في دول أخرى حيث ينشغل الشباب بقضايا “تافهة”.
تقييمنا: التركيز على الأسرة يعزز الهوية المحافظة للحزب، ويستهدف قاعدته الشعبية التي تقدر القيم التقليدية. ومع ذلك، قد يحد هذا الموقف من قدرة الحزب على جذب شرائح أكثر ليبرالية أو شبابية تسعى لإصلاحات اجتماعية أوسع.
7. النزاهة المالية: ركيزة أخلاقية
يولي بنكيران أهمية كبيرة للنزاهة المالية، سواء في إدارة تمويل المؤتمر أو في سلوكه الشخصي كرئيس سابق للحكومة.
- تمويل المؤتمر: يبرز الشفافية في جمع التبرعات عبر حساب بنكي مخصص، ويؤكد أن المساهمات الطوعية تجاوزت التوقعات، مما سمح بإلغاء رسوم الدخول المقررة. هذا يعزز صورة الحزب كمؤسسة نزيهة تعتمد على دعم أنصارها.
- المساهمات الطوعية: الهدف الأولي كان جمع 100 ألف درهم، لكن تم جمع 98,500 درهم في اجتماع لجنة، و360 ألف درهم إضافية في المجلس الوطني. كما تقرر مساهمة المشاركين بمبالغ تتراوح بين 500 و1000 درهم.
- الحساب البنكي: تم إنشاء حساب مخصص للتبرعات، حيث ساهم 24 عضوًا بـ24 ألف درهم في اليوم الأول، و38 عضوًا بـ58 ألف درهم في اليوم التالي، مع استمرار التبرعات.
- تجاوز التوقعات: التبرعات بلغت 3.5 مليون درهم، متجاوزة التكلفة التقديرية (3 ملايين درهم)، مما سمح بإلغاء رسوم الدخول.
- تأخر الدعم الحكومي: يُنتقد تأخر وزارة الداخلية في تحويل 1.3 مليون درهم من الدعم القانوني، لكن بنكيران يؤكد أن الحزب سيستخدم ميزانيته الخاصة إذا لزم الأمر.
- الوضع المالي للحزب: يُشير إلى تقلص ميزانية الحزب بنسبة 90%، مما يجعل التبرعات الطوعية حاسمة لنجاح المؤتمر.
- سلوكه الشخصي: يروي بنكيران قصصًا شخصية تُظهر نزاهته، مثل إعادته للأموال غير المصروفة أثناء سفره الرسمي، وتأكيده على عدم أخذ أي درهم من الدولة دون وجه حق. هذه القصص تهدف إلى تعزيز مصداقيته الشخصية وتمييز الحزب عن السياسيين الذين يُتهمون بالفساد.
- انتقاد تضارب المصالح: ينتقد صمت عزيز أخنوش حول اتهامات تضارب المصالح، مما يعزز الخطاب الأخلاقي للحزب.
تقييمنا: التقييم: التركيز على الشفافية المالية يهدف إلى تعزيز ثقة الأعضاء وإظهار الاستقلالية. ومع ذلك، فإن الاعتماد الكبير على التبرعات يكشف عن تحديات مالية، بينما تأخر الدعم الحكومي قد يُثير تساؤلات حول العلاقة مع السلطات.
الى ذلك التركيز على النزاهة المالية يهدف إلى استعادة ثقة الناخبين في الحزب بعد انتقادات سابقة تتعلق بأدائه الحكومي. ومع ذلك، فإن هذه الروايات الشخصية قد تبدو ذاتية إلى حد ما، مما يتطلب دعمها بمزيد من الأدلة المؤسساتية.
8- التقييم العام
خطاب بنكيران هو محاولة لإعادة تنشيط حزب العدالة والتنمية في سياق سياسي مليء بالتحديات. يجمع الخطاب بين التعبئة العاطفية، النقد السياسي، والتأكيد على القيم الإسلامية، والنقد الموجه للسلطة.
سعى الخطاب إلى:
- تعزيز وحدة الحزب: من خلال التركيز على التحضير للمؤتمر والمساهمات المالية، يحاول بنكيران إظهار الحزب ككيان قوي ومستقل.
- تأكيد الهوية الأيديولوجية: القضية الفلسطينية والدفاع عن الأسرة يعززان التوجه الإسلامي المحافظ للحزب.
- المعارضة السياسية: الانتقادات الموجهة للحكومة تهدف إلى استعادة زخم الحزب كقوة معارضة، لكنها تتطلب توازنًا دقيقًا لتجنب الصدام مع المؤسسة الملكية.
- إبراز النزاهة: التركيز على النزاهة المالية يهدف إلى تمييز الحزب عن منافسيه، خاصة في سياق اتهامات الفساد التي تطال الطبقة السياسية.
- تعزيز الوحدة الداخلية: من خلال التحضير المنظم للمؤتمر والمساهمات المالية، يُظهر الحزب حيويته.
- تأكيد الهوية الأيديولوجية: القضية الفلسطينية تُعزز التوجه الإسلامي والتضامني للحزب.
- المعارضة السياسية: النقد الحكومي والتقرير السياسي يهدفان إلى استعادة زخم الحزب كقوة معارضة.
- الشفافية والنزاهة: التركيز على الدعم المالي يُبرز التزام الحزب بالشفافية
التحديات:
- التوازن مع المؤسسة الملكية: بينما يؤكد بنكيران على ولائه للملك، فإن انتقاداته للسلطات قد تُفسر كتحدٍ غير مباشر.
- حساسية القضية الفلسطينية: دعم حماس قد يعزز شعبية الحزب لدى قاعدته، لكنه قد يثير توترات مع السلطات أو الشركاء الدوليين. النقد الحاد ودعم حماس قد يُعقدان العلاقة مع الدولة، خاصة في ظل تأخر الدعم المالي.
- التجديد السياسي: يحتاج الحزب إلى تجاوز خطاب بنكيران الشخصي لجذب أجيال جديدة وتوسيع قاعدته.
- التوازن السياسي: يحتاج الحزب إلى تجنب التصعيد مع المؤسسة الملكية مع الحفاظ على خطاب معارض قوي.
- التجديد: الاعتماد على خطاب بنكيران الشخصي قد يحد من قدرة الحزب على جذب أجيال جديدة.
9- الخلاصة:
خطاب بنكيران هو محاولة لإعادة إحياء حزب العدالة والتنمية في سياق سياسي معقد. من خلال الجمع بين العاطفة، الأخلاق، والنقد، يسعى بنكيران إلى تعبئة أنصار الحزب وتعزيز مكانته كقوة سياسية ذات مبادئ.
ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة الحزب على التكيف مع التحديات السياسية والاجتماعية المتغيرة.
.