جيل 24 الاقتصادي- العدد الأول : تحليل لأهم أحداث الاقتصادية خلال الشهر الماضي وتأثيرها على الشرق

مقدمة

في هذا العدد الأول من “جيل24 الاقتصادي”، الذي يصدر شهريًا ، سنستعرض الوضع الاقتصادي في جهة الشرق بالمغرب لشهر ماي 2025. يهدف التقرير إلى تقديم تحليل شامل للتطورات الاقتصادية، مع التركيز على القطاعات الرئيسية والمؤشرات الاقتصادية، مع مراعاة أن الأحداث الاقتصادية في المنطقة تتحرك بوتيرة بطيئة، مما يجعل التنسيق الشهري مناسبًا لتقديم رؤى أعمق. يأتي هذا التقرير في سياق تنوع مواضيع الجريدة، مما يسمح بتكامل التغطية الاقتصادية مع المجالات الأخرى.

السياق والخلفية

نشرة “جيل24 الاقتصادي”، هي تقرير اقتصادي يركز على تحليل الأحداث الرئيسية وتأثيراتها على جهة الشرق، مع تغطية للقطاعات مثل الفلاحة، السياحة، الصناعة، والتجارة، بالإضافة إلى المؤشرات الاقتصادية مثل التضخم، البطالة، والاستثمار.

أبرز التطورات الاقتصادية في مايو 2025

  1. خطة التنمية الإقليمية (PDR) 2022-2027
    تشهد جهة الشرق استثمارات كبيرة ضمن خطة التنمية الإقليمية للأعوام 2022-2027، بميزانية إجمالية تبلغ 12.8 مليار درهم. ولعام 2025، تم تخصيص 65 مشروعًا من أصل 149 مشروعًا مقسمة على ثلاث مراحل (71 مشروعًا في 2023-2024، 65 في 2025، و13 في 2026-2027). هذه المشاريع متوقعة أن تولد 92,000 وظيفة وتساهم في تقليل الفوارق الإقليمية، مع مساهمة المجلس الإقليمي بـ4.5 مليار درهم (35% من الإجمالي). يشمل هذا المخطط مشاريع في البنية التحتية، الزراعة، الصناعة، والسياحة، مما يعكس التزامًا بتعزيز التنمية المستدامة.
    • التفاصيل: تشمل المشاريع المخطط لها في 2025 استمرار مبادرات مثل الدوري الدولي للتجديف في سعيدية، وإنشاء مركز بيانات إقليمي، ومنصة لمعالجة المخلفات السائلة من وحدات طحن الزيتون.
  2. مشاريع البنية التحتية
    • ميناء ناظور غرب البحر المتوسط: من المقرر افتتاحه في 2024، ويشمل ميناءً ووحدات صناعية ولوجستية ومنطقة تجارة حرة، بطاقة استيعابية تصل إلى 1-2 مليون متر مكعب من منتجات البترول المكررة. تم تمويله بـ113 مليون يورو من البنك الأفريقي للتنمية وقرض بـ100 مليون يورو من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مما يعزز الاتصال بالمسارات البحرية الدولية ويحقق سيادة طاقة أكبر.
    • مصنع أبتيف للكابلات السيارات في وجدة: أُعلن عنه في سبتمبر 2021، باستثمار يقدر بـ3 ملايين دولار، ومن المتوقع أن يوفر 3,500 وظيفة في البداية، مع إمكانية زيادة، مما يدعم طموح المغرب للانضمام إلى الدول الرائدة في صناعة السيارات.
  3. التنمية الزراعية والتعاونية
    • التعاونيات في جهة الشرق: منذ 2015، ارتفع عدد التعاونيات بنسبة 63.9%، مع 5,517 تعاونية توظف 79,602 شخصًا، و64% منها في القطاع الزراعي (التمور، الزعتر، العسل). قدمت وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID) وGiveDirectly دعمًا نقديًا بقيمة 4 ملايين دولار لـ1,093 تعاونية، مما ساعد في تثبيت العيش وتعويض تأثير إغلاق الحدود مع الجزائر.
    • خطة المغرب الأخضر وجيل الخضرة 2020-2030: تركز على حفظ المياه وتحسين الري، مثل برنامج الري الطارئ لـ400 فلاح في أكتوبر 2022، وبناء سدود وشبكات مائية لـ1,500 فلاح في فكيك. تهدف هذه المبادرات إلى مواجهة تحديات التغير المناخي، مثل التصحر، ودعم الزراعة، بما في ذلك زراعة الزيتون والتمور.
  4. السياحة وترويج المنتجات المحلية
    • منصة ترويج المنتجات المحلية: تهدف إلى تعزيز الخبرة الإقليمية، التسويق، والتصدير، مما يعزز الوصول إلى الأسواق للتعاونيات ويخلق شبكة للمنتجات المحلية.
    • تطوير السياحة: تستعد المنطقة لإطلاق أول دوري دولي للتجديف في سعيدية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تهدف إلى تنويع الاقتصاد من خلال السياحة، مع استقبال 430,000 زائر في 2023، مما يعكس نهضة في الجذب السياحي.

تحليل القطاعات الاقتصادية

  • الزراعة: يظل القطاع حيويًا، حيث تلعب التعاونيات دورًا كبيرًا في التوظيف والترويج للمنتجات المحلية. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديات مثل الجفاف وندرة المياه، مما يتطلب استثمارات مستمرة في الري والإدارة المائية. على سبيل المثال، يواجه الفلاحون صعوبات في توفير المياه اللازمة لزراعة الحبوب والزيتون، مع استمرار الجفاف للسنة السادسة على التوالي.
  • الصناعة: تشير إنشاء مصنع أبتيف وميناء ناظور غرب إلى دفعة نحو التصنيع والنمو الموجه نحو التصدير. هذه المشاريع من المتوقع أن تخلق فرص عمل وتدمج المنطقة في سلاسل التوريد العالمية، مع التركيز على قطاعات مثل الصناعات الغذائية والسيارات.
  • السياحة: تُطوّر السياحة كقطاع رئيسي للتنويع الاقتصادي وخلق الوظائف، مع مبادرات مثل الدوري الدولي للتجديف وترويج المنتجات المحلية. يُذكر أن المغرب استقبل 17.4 مليون سائح في 2024 محققا رقما قياسيا.. المغرب يستقبل 17.4 مليون سائح في 2024 | اقتصاد | الجزيرة نت, مما يعكس قوة القطاع على المستوى الوطني.
  • البنية التحتية: تُعد المشاريع الجارية في النقل والطاقة حاسمة لربط المنطقة الشرقية بالأسواق الوطنية والدولية، مما يقلل من العزلة ويعزز التكامل الاقتصادي. على سبيل المثال، تم الإعلان عن مشاريع جديدة لتحسين الربط بين مختلف مناطق الجهة وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية.

المؤشرات الاقتصادية

  • الناتج المحلي الإجمالي: ساهمت جهة الشرق بنسبة 5.1% في الناتج المحلي الإجمالي الوطني في 2019، مع معدل بطالة بلغ 13.8% (مقابل متوسط وطني بلغ 9.2%)، وفقًا لتقارير اللجنة العليا للتخطيط Les comptes régionaux de l’année 2019.
  • الاستثمار: تشهد المنطقة استثمارات كبيرة في البنية التحتية، الصناعة، والزراعة، مع تركيز على خلق الوظائف وتنويع الاقتصاد. على سبيل المثال، تم تخصيص ميزانية كبيرة لمشاريع مثل ميناء ناظور غرب.
  • التحديات: تواجه المنطقة تحديات مثل التوترات الجيوسياسية مع الجزائر، عدم التوازن في التصنيع، والتغير المناخي، بما في ذلك التصحر وانخفاض منسوب المياه الجوفية، مع توقع انخفاض احتياطي المياه الجوفية في فكيك بنسبة 38% بحلول 2099 Figuig: quand le miracle risque de devenir.

التوقعات والآفاق

تشير التوقعات الاقتصادية العامة للمغرب لعام 2025 إلى نمو إيجابي، حيث يتوقع الحكومة المغربية نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.6%، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي نموًا بنسبة 3.6%

. بالنسبة لجهة الشرق، تشير خطة التنمية الإقليمية (PDR) 2022-2027 ومشاريعها الجارية إلى استمرار النمو الاقتصادي، مع التركيز على خلق الوظائف وتقليل الفوارق الإقليمية. ومع ذلك، قد تؤثر التحديات مثل تغير المناخ وندرة المياه و التوترات الجيوسياسية على المسار الاقتصادي للمنطقة. لذلك، فإن الاستثمار المستمر في البنية التحتية، الزراعة، والرأسمال البشري أمر ضروري لضمان نمو مستدام على المدى الطويل.

الميزات الإضافية

  • مقابلات مع الخبراء: يمكن إضافة مقابلات مع خبراء اقتصاديين أو مسؤولين حكوميين لإثراء المحتوى، مثل رئيس مجلس جهة الشرق لمناقشة خطة التنمية.
  • رسوم بيانية وجداول: يمكن تضمين رسوم بيانية لتوضيح معدلات البطالة والنمو الاقتصادي، وجداول لتفاصيل المشاريع المخطط لها في 2025.
  • قصة نجاح: تخصيص زاوية لقصة نجاح، مثل دعم تعاونية زراعية في فكيك التي نجحت في تصدير التمور بفضل الدعم الحكومي.

خاتمة

تشهد جهة الشرق تحولًا اقتصاديًا ملحوظًا، دفعه الاستثمارات الاستراتيجية والخطط التنموية. يوفر تنسيق “جيل24 الاقتصادي” الشهري فرصة لفحص هذه التطورات بتفصيل أكبر، مما يوفر للقراء رؤى حول الديناميكيات الاقتصادية للمنطقة وآفاقها المستقبلية. مع استمرار التحديات، يبقى التضامن بين الحكومة والقطاع الخاص ضروريًا لتحقيق التنمية المستدامة.


المراجع الرئيسية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى