جلالة الملك : الشعب الجزائري شعب شقيق… حرصت دوما على مد اليد الممدودة… تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي، ولن يكون بدون المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة.

دعا خطاب العرش لهذه السنة بمناسبة الذكرى 26، مرة أخرى حكام للجمهورية الجزائرية إلى فتح حوار صريح ومسؤول ، حيث أكد جلالته :” نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق.
وتابع أمير المؤمنين وبصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك”.
وأضاف جلالته “لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين. وإن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف”.
كما شدد الملك على تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي، مؤكدا أنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة.
إذن يحمل خطاب العرش لسنة 2025، الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، رؤية سياسية متفائلة ومنفتحة تؤكد التزام المغرب بتعزيز العلاقات الإقليمية، خاصة مع الشعب الجزائري الشقيق، وتجديد التمسك بالاتحاد المغاربي كإطار للتكامل والاستقرار.
أكد جلالة الملك في خطابه على أن الشعب الجزائري “شعب شقيق”، مرتبط بالشعب المغربي بعلاقات إنسانية وتاريخية عريقة، تتجسد في “عواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك”. هذا التأكيد ليس مجرد تعبير عاطفي، بل رسالة سياسية تؤسس لنهج دبلوماسي يقوم على التقارب الإنساني والثقافي كأساس لتجاوز التحديات. في سياق إقليمي غالبًا ما يتسم بالتوترات، يبرز هذا الموقف كدعوة لإعادة بناء جسور الثقة بين الشعبين، مع التأكيد على أن الروابط المشتركة أقوى من أي خلافات مؤقتة.ا
كما جدد جلالته التزامه بـ”مد اليد لأشقائنا في الجزائر”، معبرًا عن استعداد المغرب لحوار “صريح ومسؤول” و”أخوي وصادق” لمعالجة القضايا العالقة. هذا النهج يعكس إيمانًا عميقًا بقدرة الحوار على تجاوز “الوضع المؤسف” بين البلدين. الدعوة إلى حوار مباشر وشفاف تؤكد نضج الدبلوماسية المغربية، التي تسعى إلى حل الخلافات عبر قنوات بناءة بعيدًا عن التصعيد. هذا الموقف يعزز صورة المغرب كشريك إقليمي مسؤول، يسعى للاستقرار والتعاون بدلاً من المواجهة.
الى ذلك أعاد الخطاب التأكيد على تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي، معتبرًا أن تحقيقه يتطلب “انخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة”. هذا الموقف يعكس رؤية استراتيجية ترى في الشراكة بين المغرب والجزائر حجر الزاوية لتفعيل الاتحاد المغاربي، الذي يظل طموحًا إقليميًا لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. إن إحياء الاتحاد المغاربي ليس مجرد هدف سياسي، بل ضرورة إقليمية لمواجهة التحديات المشتركة، مثل الأمن، التنمية المستدامة، والتغيرات المناخية.
بهذا يوكون الخطاب قد حمل رسائل سياسية واضحة تؤكد انفتاح المغرب على محيطه الإقليمي، مع تركيز خاص على العلاقات مع الجزائر. الإصرار على الأخوة والحوار يعكس نهجًا دبلوماسيًا يجمع بين الثقة بالنفس والتسامح، مما يعزز مكانة المغرب كعامل استقرار في المنطقة. كما أن التأكيد على الاتحاد المغاربي يفتح آفاقًا لتعاون إقليمي يمكن أن يعزز التنمية ويواجه التحديات المشتركة. في سياق دولي يشهد تنافسًا متزايدًا، يبرز المغرب كنموذج للدبلوماسية البناءة التي تسعى للتقارب والتكامل.
نختم بالقول أن خطاب العرش 2025 يشكل رؤية سياسية متفائلة ومنفتحة للعلاقات الإقليمية، تؤكد على الأخوة مع الشعب الجزائري، الدعوة إلى حوار صريح ومسؤول، والتمسك بالاتحاد المغاربي كإطار للتكامل. هذه الرؤية تعكس التزام المغرب بدبلوماسية بناءة تسعى لتجاوز الخلافات وبناء مستقبل مشترك يخدم استقرار وازدهار المنطقة. إن هذا النهج يعزز مكانة المغرب كشريك إقليمي موثوق، ويبشر بآفاق واعدة للتعاون المغاربي.