جرادة : مناضل يساري بحزب البام في حوار صريح وبكل جرأة لبرنامج صوت المواطن.. تقوية مؤسسات الوساطة ضمانة أساسية للإستقرار.
محمد حمداوي لبرنامج صوت المواطن.. "الدكاكين الإنتخابية" هي بحق تعبير عن رفض الواقع الحزبي.

🗓️ الحلقة: واقع مدينة جرادة ، الحراك الإجتماعي، وحصيلة المجالس المنتخبة ،و الشأن الحزبي وعلاقته بالإنتخابات المقبلة.
🎤 الضيف: الأستاذ محمد حمداوي، نائب الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم جرادة
🖋️ حاوره: [عصام بوسعدة ]📍 “صوت المواطن” [ موقع جيل 24 ]
[ صوت المواطن] برنامج حواري نستضيف فيه فاعليين سياسيين وحقوقيين و جمعويين، للإضاءة على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي بجهة الشرق ، لتقريب المواطنين من المعلومة والمعطيات المتعلقة بقضايا الشأن العام ، في ظل الركود الذي تعرفه الساحة السياسية والإعلامية.
في حلقة جديدة هي السادسة من برنامج “صوت المواطن”، نفتح نافذة على إقليم جرادة، المدينة المنجمية التي حملت على مدى سنوات آمالاً كبيرة وتحديات أكبر، وسط رهانات تنموية وانتظارات اجتماعية متزايدة. نستضيف اليوم الأستاذ محمد الحمداوي، من قدماء مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة بجرادة ، للحديث عن واقع الإقليم كما يراه من موقعه السياسي، ولمناقشة تجربته داخل الحزب، إضافة إلى تقييمه لحصيلة عمل المجالس المنتخبة، وإستشرافه للمستقبل السياسي والاقتصادي لجرادة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.
نطرح الأسئلة التي تشغل بال المواطن، ونسعى لتقديم صورة واضحة عن التحديات والفرص التي تنتظر هذه المدينة.
🔹 واقع مدينة جرادة اليوم:
- كيف تُقيّمون الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي بمدينة جرادة؟
جواب : بداية شكرا لك الأخ عصام بوسعدة ومن خلالكم جزيل الشكر لطاقم جريدة جيل 24.
فيما يخص سؤالكم حول واقع مدينة جرادة،كما تعلمون بعد إغلاق شركة مفاحم المغرب وتسريح العمال، أضحت مدينة جرادة العصب الاقتصادي للإقليم كافة ،جعلها تعاني من البطالة ونذرة فرص الشغل ،وغياب المبادرات الفردية والاستثمارات العمومية والهجرة الداخلية..
و بالنظر إلى هذه العوامل فقد عرفت المدينة إنكماشا للأنشطة الاقتصادية إنعكس سلبا على الأوضاع الاجتماعية للساكنة، مما نتج عنه بروز أنشطة غير مهيكلة وغير منظمة خصوصا في قطاع الفحم..وقد طفت على السطح مشاكل معقدة، وبرزت طبقة تمكنت من إستغلال الأوضاع لصالحها مما زاد من حدة الفقر والتهميش، و على إثر ذلك عرفت المدينة إحتجاجات إجتماعية فئوية عدة تكللت بالحراك الاجتماعي على إثر توالي ضحايا من عمال الساندريات. وقد تفاعلت الدولة وكافة الأجهزة مع مطالب الساكنة ، و رصدت ميزانيات في محاولة لإخراج الإقليم عامة والمدينة على وجه الخصوص من عنق الزجاجة.
ربما لا يزال الوقت مبكرا لتقييم الوضع مجددا، إذ لم يتغير الوضع الاقتصادي والاجتماعي عدا بعض الورشات التي تتعلق بالبنية التحتية هنا وهناك…
- في رأيكم، هل واكبت البرامج الحكومية طموحات الساكنة منذ إغلاق المناجم؟
جواب : كما قلت جوابا على سؤالكم الأول، فقد سطرت الدولة برامج تنموية شملت قطاعات كالفلاحة والمناجم والحرف وقطاع الخدمات.
إذ راهنت على تمويل مشاريع صغيرة لعلها تعود بالنفع على الشباب حاملي المشاريع، لم تكن كافية وإصطدمت بعوائق متعددة، أذكر منها على وجه الخصوص:
_ تمويل مشاريع خدماتية دورية وعدم تتبعها.
_ ضعف الخبرة وهزالة المبالغ المالية المخصصة لمشاريع فردية.
_ بالإضافة إلى تمويل مشاريع أخرى لا علاقة لها بواقع وباهتمامات الشباب وخبراتهم وتكويناتهم.
_تركيز معظم المشاريع لفائدة فئات دون فئات أخرى…هذا دون أن ننسى تمويل مشاريع متوسطة ووحدات صناعية لم تفلح في ضمان الإستمرارية وتوفير فرص شغل دائمة.
أما القطاع المنجمي فقد تعثرت معظم المبادرات ولم تحقق النتائج المرجوة والأهداف المسطرة، إذ إستمر العمل بطرق بدائية وفي ظروف أقل ما يمكن القول عنها ، استمراية الفوضى ومزيدا من ضحايا الحوادث والمرض المهني.
وهنا لا يفوتني التطرق لمشاريع تتعلق بالبنية النحتية ننتظر كساكنة الانتهاء منها لعلها توفر شروط الاستثمار وجلب التمويلات الفردية وتحقيق الرواج التجاري. كما تنتظر الساكنة خلق المزيد البدائل وتوفير فرص وشروط الاستثمار وحل الاشكاليات المرتبطة بالعقار وضمان استقرار الساكنة ووضع حد للهجرة الداخلية وتفويت الفرص للمساهمة في التنمية المحلية.
🔹 تجربتكم داخل حزب الأصالة والمعاصرة:
3.كيف بدأت علاقتكم بحزب الأصالة والمعاصرة، وما الذي دفعكم للانخراط فيه والبقاء لحدود الساعة رغم إنسحاب الكثير من المنتخبين؟
جواب : عن التجربة الشخصية في الحزب وفي المجال السياسي بصفة عامة ، عايشت جل التجارب التي عرفتها المدينة فيما يخص تدبير الشأن المحلي منذ تجربة الاتحاد الاشتراكي بعد الإغلاق.
مدينة جرادة على غرار المدن المنجمية تعرف حركية نقابية و تقاعلا سياسيا مع كافة الأحداث الدولية والوطنية ، بدوري كنت دائما متفاعلا مع تلك الانفعالات السياسية ، وبعد مغادرة مدرسة التقدم والاشتراكية التي ترعرعت فيها بين أطر الحزب وكوادره محليا ،جهويا ووطنيا- غادرت – لظروف وأسباب لا يسع المجال لذكرها بعد ثمانية عشر سنة من الانخراط أي منذ 1993 تقريبا إلى حدود 2011.
إلتحقت بالحزب الجديد آنذاك تفاعلا مع خطاب التغيير وشعار العهد الجديد ومغرب التعدد و الدستور الجديد… إلا أن تجربتي الشخصية في العمل الحزبي لم تعرف استقرارا و ذلك راجع لأسباب عديدة وعلى رأسها الانتكاسة الوظيفية التي عرفها العمل الحزبي عامة إذ معظم الأحزاب يقتصر دورها محليا إقليميا وجهويا في اختيار المرشحين وتقديم الترشيحات وتنظيم الحملات الإنتخابية و انتظار الانتخابات المقبلة.
إن غياب الفاعلية في التأطير والمساهمة في التوعية و كذا تغييب الديمقراطية الداخلية عوامل ساهمت بالإضافة إلى عوامل أخرى في الترحال السياسي والعزوف عن المشاركة وفقدان الثقة في الأحزاب وفي المؤسسات المنتخبة مما انعكس سلبا على البناء الديموقراطي ومساهمة الجميع في تحمل المسؤوليات من أجل مغرب أفضل لجميع المغاربة.
- في نظركم ما هي أولويات الحزب على مستوى إقليم جرادة؟ وهل هناك توجه و إرادة لإعادة تنظيم وهيكلة الحزب ؟
جواب : سؤالكم عن أولويات الحزب على مستوى الإقليم ، يحيلنا على الجواب أعلاه عن الإنخراط الحزبي. على الدولة وعلى الفاعلين السياسيين القيام بما يلزم للدفع بالأحزاب للقيام بأدوارها كمؤسسات اجتماعية تربوية تسهم في بناء الإنسان وتكوينه و إعداده وتأطيره… لتحمل المسؤولية. تقوية مؤسسات الوساطة ضمانة أساسية للاستقرار. لا يمكن أن تتطور الديمقراطية و يضمن المغرب المكانة اللائقة به بين الأمم دون احزاب قوية فاعلة ديمقراطية تعبر عن كافة التوجهات السياسية ويتم من خلالها تدبير الخلافات وتذويب الاختلافات وضمان الوحدة في التعدد من أجل بناء مجتمع يسوده العدل والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية…
5 . كيف تتعاملون مع الانتقادات الموجهة للأحزاب السياسية من طرف الشباب والساكنة؟
جواب : الانتقادات التي يوجهها الشباب خاصة والساكنة عامة للأحزاب السياسية أو كما يحلو للبعض تسميتها “الدكاكين الإنتخابية” هي بحق تعبير عن رفض الواقع الحزبي. لم تعد جل الاحزاب تهتم إلا بعدد الأصوات والمرشح القادر على جلبها بغض النظر عن كفاءته ووعيه بجسامة المسؤولية..لا بل قد تساهم بعض الأحزاب في الدفع بالغالبية العظمى نحو مقاطعة التصويت إذا كان ذلك يضمن فوزها بمقعد هنا أو هناك…
🔹 تقييم حصيلة المجالس المنتخبة
- كيف تُقيّمون أداء المجالس المنتخبة خلال الفترة الانتدابية الحالية؟
جواب : عن أداء المجالس المنتخبة حاليا لست مطلعا على الشأن الإقليمي بما يسمح بتقييم النجارب الحالية. فيما يخص مدينة جرادة التجربة فتية ومعظم المستشارين خاضوا غمار الانتخابات لأول مرة ودون تكوين أو تأطير كما سلف الذكر..لذلك لا يمكن ان ننتظر نتائج مرضية. الظروف التي مرت بها الانتخابات السابقة بعد الحراك الاجتماعي لا تسمح بتجربة ناجحة وهذا ما عبرت عنه أثناء الحملة الانتخابية وأتمنى لهم التوفيق والنجاح فيما تبقى . وتبقى تجربة رائدة وطنيا لو تمت في ظروف وشروط أفضل كانت ستكون تجربة دون سابقة…
- هل تم تحقيق وعود الحملات الانتخابية السابقة؟
جواب : الوعود الإنتخابية التي لا تأخذ في الاعتبار الشروط الذاتية والموضوعية وكذا الاختصاصات في الاعتبار تبقى مجرد وعود قد تنجح في إستمالة الناخبين.
- ما هي أبرز نقاط القوة والضعف في تدبير الشأن المحلي بالإقليم؟ وماهي أسباب الوضع الحالي في جماعة جرادة؟
جواب : اسباب الوضع الحالي متعددة أذكر منها: توجس مختلف الجهات من التجربة ،غياب التجربة ، قلة الموارد مع تعدد الحاجيات و التأخر الحاصل في كافة المجالات ، سوء تدبير الموارد البشرية والمادية وعدم تجانس الأغلبية ، بالإضافة إلى غياب التواصل الفاعل والفعال افقيا بين مكونات المجلس وكذا عموديا بين الجماعة ومختلف المصالح الخارجية والمركزية…كلها عوامل ساهمت في إفشال التجربة الحالية دون أن ننسى انعدام التعاون بين مختلف الجهات المنتخبة…
🔹 إستشراف المستقبل والانتخابات المقبلة:
- ما هو تصوركم لمستقبل الإنتخابات بإقليم جرادة خلال الاستحقاقات المقبلة ؟
جواب : بالنسبة للانتخابات المقبلة ، لا يمكن التنبأ بنتائجها. جرادة كما قلت سابقا تتفاعل مع مختلف الأحداث. تهتم الساكنة بالشأن العام لكنها لا تهتم بالإختيار الحزبي ، الأهم هو إختيار الأشخاص بغض النظر عن الرمز أو الحزب السياسي. لأن الحزب السياسي لا يقوم بدوره التأطيري للتأثير في الشباب وإقناعهم. الفعل الحزبي غائب عن إهتمامات ومشاكل الساكنة.
وهنا لا أقصد المنتخبين ، إنما الأحزاب كمؤسسات بإستثناء قلة قليلة تشارك في التعبير من خلال مساندة وقفات إحتجاجية وتوقيع بيانات نقابية فئوية…
لذلك تتساوى معظم الأحزاب من حيث المجهودات ولا يفرق المواطن العادي بين هذا وذاك إلا من خلال الولاءات للأشخاص أو للعشيرة أو لمواقف لحظية قد تصادف العملية الإنتخابية.
شكرا لكم على إتاحة الفرصة للتعبير عن رأيي الشخصي حول مواضيع تهم الشأن العام بإقليم جرادة