جامعة وجدة تحتفي باليوم العالمي لشجرة الأركان بمبادرات بيئية وتكريم أكاديمي

وجدة – 16 ماي 2025
في خطوة تعكس التزامها بالاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية، احتفلت جامعة محمد الأول بوجدة باليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يصادف 10 ماي من كل عام بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضمنت الاحتفالية، التي امتدت على مدى يومين، فعاليات متنوعة جمعت بين النشاط البيئي والتكريم الأكاديمي، مما يبرز دور الجامعة في تعزيز الوعي البيئي ودعم التنمية المستدامة.

غرس شجرة أركان رمزية في ولاية جهة الشرق
صباح يوم الجمعة، شهد المجال الأخضر بولاية جهة الشرق حدثًا رمزيًا تمثل في غرس شجرة أركان من نوع “شويحية”، بمشاركة والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد، السيد خطيب الهبيل، ورئيس جامعة محمد الأول، الأستاذ ياسين زغلول، إلى جانب عمداء الكليات، رؤساء المؤسسات الجامعية، وعدد من الأساتذة والطلبة. وجاءت هذه المبادرة، التي شارك فيها طلبة ماستر هندسة النباتات والمساحات الخضراء بكلية العلوم، لتؤكد على أهمية شجرة الأركان كجزء لا يتجزأ من التراث البيئي والثقافي المغربي.
يوم مفتوح تحت شعار الفلاحة الصامدة
في إطار الاحتفال، نظمت كلية العلوم بجامعة محمد الأول يوم الخميس يومًا مفتوحًا تحت شعار: “الأركان: فلاحة صامدة في وجه مستقبل مناخي غامض”، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات. تضمن الحدث معرضًا شارك فيه طلبة الجامعة وجمعيات بيئية، ركز على التعريف بأهمية شجرة الأركان في الحفاظ على التوازن البيئي، مواجهة التغيرات المناخية، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال منتجاتها كزيت الأركان ومشتقاته. وأبرز المعرض دور هذه الشجرة كرمز للصمود البيئي والتنمية المستدامة في مواجهة التحديات المناخية.
تكريم 50 أستاذًا وغرس أشجار بأسمائهم
لم يقتصر الاحتفال على البعد البيئي، بل امتد ليشمل تكريم 50 أستاذًا أحيلوا على التقاعد خلال سنتي 2023 و2024، تقديرًا لإسهاماتهم الأكاديمية والبحثية في خدمة الجامعة والطلبة. وفي لفتة رمزية، تم غرس 50 شجرة تحمل اسم كل أستاذ، لتخليد إرثهم وتعزيز الوعي بأهمية التشجير كجزء من المسؤولية المجتمعية.
شراكات وإنجازات بيئية
تأتي هذه المبادرات في إطار الشراكات الاستراتيجية التي تربط جامعة محمد الأول بمؤسسات وطنية كالمعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة الوطنية للمياه والغابات. وبفضل هذه التعاونات، تم توزيع وغرس 13 ألف شتلة أركان حتى الآن في مؤسسات الجامعة والمدارس الثانوية بوجدة وبركان، مما يعكس التزام الجامعة بتعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
دور الأركان في التنمية المستدامة
تعد شجرة الأركان، التي تنتشر بشكل رئيسي في جنوب المغرب، موردًا بيئيًا واقتصاديًا حيويًا. فهي لا تحافظ على التربة وتمنع التعرية فحسب، بل توفر أيضًا فرص عمل لآلاف الأسر من خلال إنتاج زيت الأركان، الذي يحظى بشعبية عالمية. ومن خلال هذه الاحتفالية، تسعى جامعة وجدة إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية هذا المورد الطبيعي وضمان استدامته للأجيال القادمة.
خطوة نحو مستقبل أخضر
تؤكد هذه الفعاليات على الدور الريادي لجامعة محمد الأول في تعزيز الثقافة البيئية ودعم البحث العلمي في مجال الاستدامة. ومن خلال مبادرات مثل غرس الأشجار، تنظيم الملتقيات العلمية، وتكريم رواد التعليم، تستمر الجامعة في بناء جسور بين الأكاديميا والمجتمع، لتحقيق رؤية مغربية خضراء ومزدهرة.