ثورة “الآثار غير التدخّلية”: وجدة تستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة بناء مناظر البحر الأبيض المتوسط القديمة

وجدة، 20 سبتمبر 2025
تنظم جامعة محمد الأول بوجدة بالمغرب، بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي في باريس (مختبر الآثار واللغات والتراث)، ندوة دولية هامة حول موضوع “الدراسات الأثرية غير التدخّلية وإعادة الاعتبار للمناظر الطبيعية في جانَبْي البحر الأبيض المتوسط (العصر القديم – العصر الوسيط)”. تهدف الندوة، المقرر عقدها يومي 27 و 28 مارس 2026 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، إلى توفير منصة لتبادل المعرفة وتشجيع التعاون متعدد التخصصات والابتكار في مجال علم الآثار المتوسطي.
تقنيات متكاملة لاستكشاف الماضي
شهدت الدراسات الأثرية غير التدخّلية تطوراً سريعاً في السنوات الأخيرة. وهي عبارة عن أساليب بحثية تُجرى في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط تتيح الحصول بسرعة على معلومات حول البقايا الأثرية المحفوظة سواء على سطح الأرض، أو تحتها، أو في البيئات المائية.
يبرز التطور في هذا المجال من خلال إمكانية تحليل وتفسير وتصوُّر خصائص المواقع باستخدام مجموعة متكاملة من التقنيات:
- الاستشعار عن بُعد والتحريات الجوية: وتشمل صور الأقمار الصناعية، والصور الفوتوغرافية الجوية، والخرائط الجوية الموضوعاتية، والقياس بالكشف الضوئي عن بُعد (LIDAR).
- التحريات الجيوفيزيائية.
- نظم المعلومات الجغرافية (GIS): التي تمكن من ضبط البيانات ذات المرجع المكاني وتقديمها.
- الرقمنة ثلاثية الأبعاد والمسح التصويري (Photogrammetry).
- التحريات الأرضية التقليدية من خلال جمع اللقى الأثرية.
إن الجمع بين هذه الأساليب والمنهجية الجيولوجية والأثرية يسمح بدمج بقايا الماضي في سياقها الجيولوجي والبيئي. هذا التكامل العلمي يهدف إلى معرفة المزيد عن المجتمعات القديمة وتفاعلها مع بيئتها. وقد أسفرت أعمال المسح الأثري التي أُجريت في منطقة البحر الأبيض المتوسط باستخدام هذه التقنيات عن نتائج مهمة وإجابات مختلفة في المواقع التي تم مسحها.
أهداف المؤتمر: الفهم الشامل وإعادة الاعتبار للمناظر القديمة
تتمحور المداخلات التي ستقدم في هذه الندوة حول عرض حالات دراسية وأمثلة لمشاهد أو مواقع محددة. وتهدف هذه الدراسات إلى دعوة الباحثين لتبني تقاطعات بين المقاربات الأثرية والتاريخية، ومقارنة القرائن والشواهد المادية، مما سيمكن من اكتساب فهم شامل.
الهدف الأساسي هو إعادة تشكيل المناظر الطبيعية القديمة بكل ملامحها، ورد الاعتبار لها. ومن المتوقع أن توفر المداخلات معطيات حول المعرفة التاريخية المطلوبة لاستقراء الأحداث الماضية واستعادة الشكل الأصلي للتنظيم المجالي المتاشي.
المحاور الرئيسية التي ستناقش تشمل:
- التحريات الأرضية.
- التحريات الجيوفيزيائية.
- الاستشعار عن بُعد والتحريات الجوية.
- التصوير ثلاثي الأبعاد.
- نظم المعلومات الجغرافية.
دعوة للباحثين ونشاط ثقافي موازٍ
يُشار إلى أن الندوة تستهدف الباحثين من جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر أن تُنشر الأوراق البحثية التي سيتم تقديمها.
بالإضافة إلى الجلسات العلمية، سيتم تنظيم نشاط موازٍ مهم في يوم 29 مارس 2026 يتمثل في رحلة ثقافية. وتشمل الرحلة زيارة لمغارة تافوغالت (كهف الحمام)، التي تُعد موقعاً رائداً في شمال أفريقيا وشرق المغرب. وقد أكدت الحفريات أنها تحوي أقدم أنماط الثقافة الإيبيرو-موريزية وأقدم مستوى عاتيري في المغرب، وهو من بين الأقدم في العالم. كما أنها تعتبر أكبر مقبرة تعود لفترة ما قبل التاريخ في شمال أفريقيا. وتشمل الأنشطة أيضاً المرور على مدينة السعيدية الساحلية وزيارة مصب نهر ملوية، المعروف بنظامه البيئي الطبيعي الغني بالنباتات وطيور النحام.
ويُطلب من المشاركين الذين تم قبول مقترحاتهم المساهمة في تكاليف التنظيم برسوم تتراوح بين 30 يورو للطلبة و80 يورو للمشاركة الأوروبية العادية.