تقرير حول ما جرى في مدينة “بوتشا” الأوكرانية.. الحقيقة كانت الضحية الأولى

تشير الدلائل إلى أن مدينة “بوتشا” الأوكرانية ستدخل التاريخ السياسي والحربي العالمي من باب الخدع الكبرى في الحروب، وقد تصبح مثالا ساطعا عن المدى الذي يصل إليه تزوير الحقائق.

بدأت الأكذوبة بتوزيع السلطات الأوكرانية وبث وسائل إعلامها مقاطع فيديو زُعم أنها صوُرت في مدينة “بوتشا” الواقعة بمقاطعة كييف، ظهرت فيها جثث قتلى تناثرت على الطريق.

وردت وزارة الدفاع الروسية على الاتهامات الموجهة إلى الجيش الروسي، بالتأكيد على أن الصور الفوتوغرافية ومواد الفيديو التي نشرها نظام كييف، والتي يُزعم أنها تشهد على جرائم الجيش الروسي في المدينة القريبة من العاصمة كييف ما هي إلا استفزاز آخر، مشددة على أن المدينة طيلة فترة بقائها تحت سيطرة الجيش الروسي لم يتعرض فيها أي مواطن محلي لأي نوع من الأذى.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات الجيش الروسي غادرت “بوتشا” يوم  30 مارس، غداة المحادثات الروسية الأوكرانية في تركيا، فيما أكد  رئيس بلدية “بوتشا”، أناتولي فيدوروك في 31 مارس في رسالة بالفيديو عدم وجود جنود روس في المدينة، وهو في تلك المناسبة لم يشر من قريب أو بعيد إلى حوادث إطلاق نار على سكان محليين  في الشوارع وأيديهم مقيدة، كما ظهر ذاك في مقطع الفيديو المفبرك، أي أن كل “أدلة الجرائم” المزعومة في “بوتشا” ظهرت فقط في اليوم الرابع، حين وصل ضباط إدارة أمن الدولة الأوكرانيين وممثلو التلفزيون المحلي إلى المدينة.

أسطع مثالا يدل على رداءة إخراج هذه الأدلة المختلقة، وينسفها من أساسها يتمثل فيما أظهره مقطع فيديو متداول وثّق لحظة تلقي عناصر تابعة لقوات الدفاع المحلي الأوكراني في مدينة “بوتشا” أوامر بإطلاق النار على الأشخاص الذين لا يحملون الشارات.

ويفسر الخبير العسكري ورئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني إيغور كوروتشينكو لجوء السلطات الأوكرانية إلى التزوير وتلفيق التهم بمثل هذه الطريقة الوحشية من خلال تنفيذ إعدام مدنيين في “بوتشا”، بأن سلطات كييف تريد إعطاء الغرب ذريعة إضافية وسببا جديدا للضغط على روسيا، وأيضا بهدف ممارسة ضغوط أيضا على الدول التي لم تدعم العقوبات ضد روسيا، أي أن ما جرى في “بوتشا” محاولة لشيطنة روسيا بطريقة فجة، واختلاق ظرف بوزن لزيادة وتيرة الضغط على روسيا.

هذه الصورة الحقيقية يراها الصحفي والمعلق الأمريكي مايكل تريسي، حيث أكد على حسابه في “تويتر” أن مواد الفيديو حول مدينة “بوتشا” بمقاطعة كييف التي روجت لها السلطات الأوكرانية، تهدف إلى دفع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى المشاركة في الأعمال العسكرية في أوكرانيا.

 وقرأ ترويج وسائل الإعلام في بلاده لهذه المسرحية، على الشكل التالي: “لقد نسوا كل معايير الصحافة من أجل تسهيل جهود الدعاية لحكومة دولة أخرى، والسعي العلني لعمل عسكري من قبل الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن مثل هذه المحاولة لإقناع الناتو والولايات المتحدة بالتدخل عسكريا ليست خافية.

وكما يبدو تصم وسائل الإعلام الغربية آذانها بإصرار وعن سابق قصد وترصد، عن الرواية الحقيقة لما جرى في مدينة “بوتشا”. وهذه الرواية الحقيقية تقول إن قوات الأمن الأوكرانية نفذت عملية تطهير في هذه المدينة في اليوم السابق لنشر مقطع فيديو لقتلى اتهمت القوات الروسية فيما حصل لهم، فيما كانت الشرطة الوطنية الأوكرانية قد نشرت مقطع فيديو خاص بالعملية المناظرة لتطهير المدينة على صفحتها في موقع “فيسبوك” يوم 2 أبريل، معلقة على مقطع الفيديو بقولها: “بدأت القوات الخاصة للشرطة الوطنية في تنظيف مدينة بوتشا”، مشيرة أيضا إلى أنه تم تطهير المدينة من المخربين والمتعاونين مع الجيش الروسي.

ومن بين علامات التزوير التي يحملها مقطع الفيديو المزور والصور المفبركة، ورصدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن المنازل في المشاهد المفبركة سليمة ولم تلحق بها أي اضرار.

وكان الخبير والمدون  سيرغي كولياسنيكوف قد وصف في مقابلة تلفزيونية، الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الويب بأنها “مزيفة ومن نوع متدن”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المغزى من جريمة نظام كييف في مدينة بوتشا الأوكرانية يتمثل في “تعطيل مفاوضات السلام وتصعيد الصراع”، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية في هذا السياق أن “كل ما يسمى بالأدلة على الجرائم في “بوتشا” لم يظهر إلا في اليوم الرابع، عندما وصل ضباط من إدارة أمن الدولة وممثلو التلفزيون الأوكراني إلى المدينة”.

كل الدلائل تشير إلى أن الحقيقة كانت أولى الضحايا في مدينة “بوتشا” الأوكرانية، حيث رصد المراسل الحربي الروسي ألكسندر كوتس، وكان أمضى عدة أسابيع على خط المواجهة في بوتشا وغوستوميل، أن العديد من القتلى في الفيديو والصورة يحملون شرائط بيضاء على أذرعهم، وهي علامات “تعريف” مميزة يحملها أفراد الجيش الروسي في منطقة العمليات الخاصة، في حين أن هذه العلامة بالنسبة للجيش الأوكراني والكتائب المتطرفة التابعة له، تعني “العدو” .

ويؤكد هذا المراسل الحربي أن الكتائب المتطرفة الأوكرانية عند دخولها إلى مدينة “بوتشا” اعتقلت العديدين وزجت بهم في الأقبية لتعذيبهم وانتزاع المعلومات منهم، وبعد ذلك إطلاق النار عليهم بتهمة “التعاون” مع القوات الروسية، وها هم الآن يصورون الأشخاص الذين قتلوا ويقدمونهم على أنهم ضحايا يُتهم الروسي بقتلهم، والأدهى أن “العالم يصدقهم.. يتظاهر بتصديقهم، فيا لها من خدعة”.

يبدو أن المسرحية البائسة التي جرت في مدينة “بوتشا” الأوكرانية ونسبت للجيش الروسي لم تقنع القارئ العربي، الذي أظهر وعيا كبيرا لما يحصل اليوم من تزوير للحقائق وتلفيق دنيء.

الأكذوبة التي قدمتها السلطات الأوكرانية للعالم من خلال بث مقاطع فيديو زعمت أنها صورت في مدينة “بوتشا” الواقعة في مقاطعة كييف، وظهرت فيها جثث قتلى تناثرت على الطريق، كانت غير مصاغة بشكل جيد، حيث سخر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب مما شاهدوه.

خاصة بعد الفيديو الذي يظهر أحد “الموتى” الملقاة جثته على قارعة الطريق وهو يحرك يده قبل مرور السيارات بجانبه لحمايتها من الدهس على ما يبدو، حيث قال مغردون إن بعض الجثث تم وضعها من أجل خلق صورة أكثر دراماتيكية لما حدث، وأشار آخرون إلى أن الرئيس الأوكراني مخرج سيء، لأنه لم يستطع ضبط المسرحية

https://t.me/rtonlinearabic/2545

وتساءل مغردون عن سبب انتظار الأوكران 4 أيام بعد مغادرة الروس المدينة ليعلنوا عن “المجزرة المزيفة”، ويظهروا كل تلك الصور والفيديوهات المتداولة التي سارع الإعلام الغربي لنشرها على نطاق واسع، وأيدها العالم دون البحث أو التدقيق، وكأنهم بانتظار شيء من هذا القبيل، لينصبوا مشنقة لروسيا دون محاكمة، ويضيفوا أثقالا عليها أقسى من تلك التي ما انفكوا يلقونها عليها منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن قالت إن وحداتها غادرت “بوتشا” يوم 30 مارس، غداة المفاوضات الروسية الأوكرانية في تركيا، فيما أكد رئيس بلدية “بوتشا”، أناتولي فيدوروك في 31 مارس في رسالة بالفيديو عدم وجود جنود روس في المدينة، وهو في تلك المناسبة لم يشر من قريب أو بعيد إلى حوادث إطلاق نار على سكان محليين في الشوارع وأيديهم مقيدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى