تقرير: أسرة كاملة (وقطتهم) في البرلمان المغربي… الصحافة الامريكية تنشر وتسحب

عبد العالي الجابري – GIL24

تروج في وسائل التواصل الاجتماعي قصاصات، تفيد ان صحيفة نيويورك اليوم New Yord Today نشرت بتاريخ 22 اكتوبر 2022، مقالا تحت عنوان “أسرة كاملة (وقطتهم) في البرلمان المغربي”. وان صاحب هذا التصريح هو البرلماني المغربي لحبيب بنطالب من حزب الاصالة والمعاصرة.

صحفي الجريدة الامريكية، يفيد ان ما يتضمنه مقاله هو ما اخبره به رجل اعمال اسرائيلي، حيث يفترض ان يكون السيد لحبيب قد صرح متفاخرا امام وفد من رجال الاعمال الامريكيين والاسرائليين ، في بيته، بأنه وابنته وابنه اعضاء في البرلمان و ان زوجته تحتل منصبا رسميا ساميا… وانه متمكن من العملية الانتخابية بمراكش مما قد يمكنه من ايصال حتى “قطته” للبرلمان.

وفي تدوينة على حسابه على تويتر يشير “محمد اوموسى” ان ضيوف الرجل سجلوا كلامه بالصورة والصوت ونقلوا ذلك للصحافة الامريكية التي جعلت منه مادة ساخرة.

اهتمام رجال الاعمال الامريكيين والاسرائليين بالرجل وعائلته، ومن ثم اهتمام الصحافة بالنشر حوله، هو امر غير اعتباطي، بل يشتم منها رائحة تصفية الحسابات، باستعمال الآلة الجهنمية للصحافة الامريكية والتي ستشعر الرجل بألم الضربة القوية على الانف، او على الاقل انذار بامكانية تشويه السمعة وعلى مستوى عالمي، والسبب قد يكون ان الرجل ارتكب او اعرب عن قصد او غير قصد على موقف او وضع لم يستسغه ضيوفه. وبهذا فهم يبلغوه انهم لن يقبلوا بغير ما ارادوا. رسالة لا بد وأنه تلقاها خمسة على خمسة.

طبعا لحبيب بنطالب، الذي يثير اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية، لا يعد نجماً سياسياً وطنياً، ولو انه احد صقور حزب الأصالة والمعاصرة في مراكش، حيث يمثل المدينة كمستشار في الغرفة الثانية. وهذه ليست القبعة الوحيدة التي يحملها على رأسه. الرجل هو أيضًا رئيس غرفة الزراعة بمراكش ، ورئيس جميع غرف الزراعة في المملكة ، وأخيراً وليس آخراً ، رئيس مجلس الحوض الهيدروليكي في تانسيفت.

باختصار ، فإنه نوع من العينات السياسة التي تنجذب اليها المؤسسات التمثيلية، ومؤخرا مؤسسات دولية.

مقال جريدة New York Today، يفيد ان بنطالب ، الذي بقي مغمورا حتى الآن ، ولا يلعب خارج جهته ودوائره المحلية، دعا خلال العام الماضي وفدًا من رجال الأعمال الإسرائيليين إلى منزله الرائع في مراكش لتنمية أعماله الشخصية على الأرجح في المجال الزراعي.

الصحفي الأمريكي ركز على الثقة التي انتابت عضو من الوفد الضيف ، لكون الثري “الباميست” و المنتخب بمجلس المستشارين، بامكانه ان يكون شريكا استريتيجيا… واقر بإعجاب وإقتناع ضيوفه بالاشتراك معه في الأعمال الزراعية.

كما يبدو انه متمكن وله القدرة والسلطة ما يكفي لانجاح المشاريع التي يهتم بها، وكمثال فهو تمكن من ايصال ابنه وابنته الى البرلمان المغربي طبعا بفضل دعمه كأب مؤثر و قادر تمامًا ، نظرًا لإتقانه الحيل المتعلقة بالسوق الانتخابي في المنطقة، وعلى سبيل المزايدة والمزاح يمكن له ان يمكن “قطته” من الولوج الى قبة البرلمان ..

ومن خلال المقال يظهر الصحفي ، كاتب المقال، ان لحبيب بنطالب اطلق العنان لفخره باعتباره شخصية بارزة في المنطقة ويعرف كيف يحسب ، ودون اتخاذ الحذر افشى ما يمكن اعتباره الاستغلال السياسي لزوجته ، التي بقيت لمدة 15 عامًا تحت قبة البرلمان. ورغبة منها في الاستراحة من هذه التجربة الطويلة والمتعبة ، فقد خفضت طموحاتها من خلال تقديم نفسها – وبالتأكيد مع كل الدعم القيم لشريكها في الحياة وفي الحزب – فازت بقيادة مجلس عمالة مراكش خلال الانتخابات الجماعية خلال سبتمبر 2021. مبرزا أن التضحية بالنفس والمساعدة المتبادلة بين الزوجين الملتزمين، اثارت إعجاب الصحفي، حيث اورد ذلك على لسان الضيوف، رجال الاعمال.

كما كشف الصحفي ان السيد بنطالب ، حرص دون أدنى شك ، ومن باب التواضع ، عدم الاشارة لرفاقه الإسرائيليين المحتملين لبعض القصص او التضحيات التي قدمها بسبب حرمان حزبه لزوجته من قيادة لجنة برلمانية في الغرفة الاولى، حيث استقال من منصبه كسكرتير جهوي للحزب بمراكش… مما جعل الصحفي الامريكي يصفه انه سياسي يذهب إلى نهاية التزامه الزوجي/السياسي.

وتعود هذه القصة إلى فبراير 2017 ، عندما كان إلياس العمري على رأس برنامج الأغذية العالمي. كل هذا أصبح الآن تاريخًا قديمًا ، وربما كانت مهمته كرئيس لتعاونية Le Bon Lait ومقرها مراكش. مرحلة انتهت بإفلاس هذه الشركة في عام 2013 ، على الرغم من تباهي ذات الشركة من كونها شكلت منافسا قويا للشركة العالمية Centrale laitière. قبل أن يكتشف الموظفون وعمال شركة Le Bon Lait ، التي كانت تعمل بشكل جيد ، انه سيتم الاستحواذ عليها من طرف شركة Best Milk في أعقاب ما يشبه عملية انقاذ لشركتهم التي كانت غارقة حتى عنقها في الديون، واشير الى مبلغ يصل إلى 540 مليون درهم.

هذه المرحلة، غير المنتشرة اعلاميا مغربيا، ذكرها الصحفي الأمريكي في مقالته، مستغربا لكون مثل هكذا فضيحة ، التي أعطت تلميحات عن إدارة مشكوك فيها ، لم تؤد إلى اتخاذ إجراءات قانونية. هذا الفشل ، الذي لم يكن له عواقب على بنطالب… لم يمنعه من الاستمرار في نجاحاته السياسية ، وهو ما يرمز ، بحسب الصحفي الأمريكي ، إلى ممارسات معينة مثل المحسوبية، لكن ذكره ان إنجازا مثل هذا كان يجب أن يسلم وصفته السرية لضيوفه الإسرائيليين.

بعد الضجة التي عرفها نشر مقتطفات من المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، اصدر لحبيب بنطالب بلاغا توضيحيا، نشر في بعض المواقع، عبر فيه عن استغاربه لما افادته بعض القصاصات الاخبارية، والحقيقة انه استقبال مستثمرين اسرائليين في مهمة رسمية تتعلق بتبادل الخبرات في المجال الفلاحي، لكن القصاصات اضافت معطيات يعتبر انها تشكل استهدافا له ولعائلته. وان في الامر جهة ما تقف خلف ذلك… وانه بصدد سلوك جميع المساطر القانونية للكشف عن خلفيات ذلك.

وخلال نفس اليوم، نشرت هيئة التحرير ب The Washington Mail ، انه خلال اتصال هاتفي مع رئيس جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية (MIFA) في الولايات المتحدة ، السيد مصطفى الزرغاني ، تم التأكيد على أن المقال المكتوب في 22 أكتوبر 2022 حول السيد لحبيب بن طالب يحتوي على معلومات غير دقيقة.

واضاف المقال، ان السيد الزرغاني صرح ان الاجتماع الموصوف في المقال ، والذي ضم وفدًا إسرائيليًا ، مع السيد بن طالب ، ومسؤولين حكوميين آخرين في المغرب. على عكس الرواية الأصلية للتفاعل ، حيث كان الاجتماع مجرد تبادل مهني لجميع الأطراف المعنية. وروى أن السيد بن طالب أظهر فهماً على مستوى الخبراء للقطاع الزراعي على الصعيدين الوطني والدولي. وكانت خبرته في الموضوع لا تنسى بالنسبة للوفد.

كما أراد السيد الزرغاني أن يذكر أنه ، على عكس ما تم وصفه في المقال الأصلي ، فإن عائلة بنطالب هي مجموعة من الأشخاص المتعلمين تعليماً عالياً ولم يستفيدوا من المحسوبية للتقدم في حياتهم السياسية. وبدلاً من ذلك ، فإن حياتهم المهنية السياسية ترجع إلى استثمارهم في تعليم عالي الجودة محليًا ودوليًا ، فضلاً عن العمل على إقناع الناخبين داخل النظام الديمقراطي المغربي. يشار إلى أنه بعد حصولهما على الدرجات العلمية في الخارج ، رفض كلا الطفلين – فاطمة الزهراء وعثمان – فرص العمل المربحة في دول أجنبية لأنهما كانا يريدان العودة إلى الوطن وخدمة بلدانهما. هذا التفاني نادر الحدوث ، خاصة بين الطبقات العليا التي تتمتع بمستوى من الموارد التي تسمح لهم بالعيش في الخارج بسهولة ، ويجب اعتباره أمثلة للشباب المغربي الآخرين الذين يفكرون في وظائفهم المستقبلية.

لتوضيح كيفية تأهيل أطفال بنطالب لشغل مناصبهم البرلمانية الحالية ، قدم السيد الزرغاني لمحرري الصحيفة مقاطع فيديو من خطابات السيدة فاطمة الزهراء بن طالب في البرلمان. يُظهر كل خطاب فهمها العميق لاقتصاد البلاد واحتياجات السكان المغاربة ، وخاصة الطبقات المتوسطة والدنيا. بالإضافة إلى ذلك ، زودنا بوثائق تثبت التفاني الذي أظهره السيد بن طالب للعمل في المبادرات والسياسات التي تعود بالفائدة على صغار المزارعين. هذه المشاريع هي نتيجة العمل مع ائتلافات دعم متنوعة ، بما في ذلك أعضاء الأحزاب السياسية المتنافسة.

يتمتع السيد بن طالب بسجل حافل من الاستعداد للعمل مع أي كيان سياسي من أجل الصالح العام للمغرب في الزراعة وبشكل عام. وفيما يتعلق بالحديث عن السيد بن طالب عن سلطته في الحصول على من يشاء في البرلمان ، أوضح السيد الزرقاني أن الحديث لم يحدث كما ورد في الأصل. يعرف أي شخص مطلع على السيد بن طالب أن هذا النوع من البيانات لا يتوافق مع شخصيته. أي شخص مطلع على التغييرات الديمقراطية التي تم إجراؤها منذ أن تولى جلالة الملك محمد السادس العرش سيعرف أن هذا المستوى من المحسوبية لم يعد موجودًا.

وختمت الصحيفة انه بناءً على شهادة السيد الزرغاني وطلبه الشخصي ، ستقوم الجريدة بسحب المادة المنشورة بتاريخ 22 اكتوبر 2022.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى