تعزيز التعاون العربي-إفريقي: الائتلاف الوطني للغة العربية يوقع مذكرة تفاهم مع جامعة إفريقيا العالمية بالسودان

الرباط – 14 نوفمبر 2025
في خطوة تعكس التزامًا عميقًا بتعزيز اللغة العربية كجسر حضاري بين الشعوب، وقع الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية مذكرة تفاهم تعاونية مع جامعة إفريقيا العالمية بالسودان، يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025، بمدينة الرباط. يأتي هذا التوقيع في إطار انفتاح الائتلاف على المؤسسات العلمية والأكاديمية داخل المملكة وخارجها، بهدف تنسيق الجهود وتكاملها للنهوض باللغة العربية وتمكينها في الفضاء الإفريقي والعالمي.
شهدت الندوة الرسمية في الرباط، التي حضرها عدد من الشخصيات الأكاديمية البارزة، توقيع المذكرة من قبل الدكتور فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، والبروفيسور حاتم عثمان محمد خير، مدير جامعة إفريقيا العالمية بالسودان. ومن بين الحاضرين البارزين، الدكتور صابر عبد الله محمد نصر، رئيس قسم التدريب ومنسق البرامج في الجامعة، إلى جانب الدكتورة فاطمة حسيني، نائبة رئيس الائتلاف، والدكتور يحيى شوطا، أمين مال الائتلاف.
وتشمل المذكرة، التي تهدف إلى بناء شراكة استراتيجية مستدامة، مجموعة من الفعاليات والمبادرات الثقافية والعلمية المشتركة. ومن أبرز بنودها: إقامة مؤتمرات وندوات ومحاضرات وحلقات نقاش متخصصة في قضايا اللغة العربية ودورها في التواصل الإفريقي. كما تتضمن مساهمة الطرفين في مشروع طموح يهدف إلى كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي، مما يعزز التراث الثقافي المشترك ويفتح آفاقًا جديدة للتعلم والتواصل عبر القارات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية متقدمة في تعليم اللغة العربية وتحقيق النصوص التاريخية، لتأهيل الكوادر الشابة والأكاديميين في هذا المجال.
خلال اللقاء، الذي امتد لساعات من النقاش الإيجابي، تبادل المسؤولون الثلاثة وجهات نظر حول سبل تفعيل هذا التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تطوير المناهج التعليمية بالعربية في الجامعات الإفريقية، ودعم البحوث اللغوية التي تربط بين التراث العربي والثقافات الأفريقية المتنوعة. وأكد الدكتور بوعلي، في تصريح للصحفيين، أن “هذه المذكرة ليست مجرد وثيقة، بل خطوة نحو بناء تحالف حضاري يعيد للغة العربية مكانتها كأداة للوحدة والتقدم في إفريقيا”.
من جانبه، أعرب البروفيسور حاتم عثمان عن سعادته بهذه الشراكة، مشيرًا إلى أن جامعة إفريقيا العالمية، التي تضم آلاف الطلاب من مختلف دول القارة، ستستفيد كثيرًا من خبرات الائتلاف في تعزيز البرامج العربية. وأضاف: “نحن نرى في اللغة العربية مفتاحًا لفهم تاريخنا المشترك، وهذه المذكرة ستساهم في تعزيز التبادل الأكاديمي بين المغرب والسودان ودول إفريقيا الأخرى”.
يُعد هذا التوقيع جزءًا من سلسلة من الشراكات الدولية التي يسعى إليها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات المعاصرة مثل انتشار اللغات الأجنبية في التعليم الإفريقي، وتعزيز الوعي بالتراث الإسلامي-العربي في المنطقة. ومع اقتراب الذكرى السنوية لتأسيس الائتلاف، يُتوقع أن يُعلن عن مبادرات إضافية تشمل دولًا أفريقية أخرى، مما يعكس دور المملكة المغربية كمركز إشعاع ثقافي في القارة السمراء.
بهذه الخطوة، يفتح الائتلاف والجامعة بابًا جديدًا للتعاون الذي يتجاوز الحدود الجغرافية، محولاً اللغة العربية من مجرد أداة تواصل إلى ركيزة أساسية للهوية الثقافية المشتركة. وستكون العيون الآن على الفعاليات الأولى الناتجة عن هذه المذكرة، التي قد تُغير مسار الدراسات اللغوية في إفريقيا.









