تصعيد عسكري في غزة واتهامات بالإبادة الجماعية – تقرير 21 سبتمبر 2025

شهدت غزة في الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث أطلقت إسرائيل عملية برية واسعة النطاق يوم 16 سبتمبر، وصفتها بأنها تهدف إلى “إنهاء الوجود العسكري لحماس”. أسفرت العملية عن مقتل 91 فلسطينيًا، بينهم 4 أطفال في غارة على مدرسة يوم 20 سبتمبر، و31 شخصًا آخرين في غارات جوية مكثفة. كما أجبرت تقدم الدبابات الإسرائيلية في مدينة غزة آلاف السكان على النزوح جنوبًا عبر الطريق الساحلي تحت ظروف إنسانية مزرية. وأصدرت لجنة تحقيق أممية يوم 16 سبتمبر تقريرًا يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، مشيرًا إلى تورط مسؤولين كبار مثل بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت في هذه الأعمال.

في الضفة الغربية، فرضت إسرائيل يوم 20 سبتمبر تصاريح إقامة على سكان ثلاث قرى قرب القدس الشرقية، وهي خطوة وُصفت بأنها تطهير عرقي، إذ تُلزم الفلسطينيين بإثبات أن القرية “مركز حياتهم” للحصول على تصريح مؤقت. كما واصلت إسرائيل توسيع المستوطنات، مما أثار إدانات دولية واسعة.

تقدم دبلوماسي مع الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين

في خطوة تاريخية، أعلنت المملكة المتحدة يوم 21 سبتمبر الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ضمن حدود 1967، لتنضم إلى أكثر من 150 دولة، بما في ذلك 10 دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبلجيكا خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصف رئيس الوزراء البريطاني هذا القرار بأنه “غير قابل للعكس” لإحياء حل الدولتين، مؤكدًا أن فلسطين قابلة للحياة يجب أن تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل الآمنة. وأدانت بريطانيا بشدة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، واصفة إياه بـ”غير المقبول”، ودعت إلى رفع القيود على الحدود للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية. كما أعلنت عن إجلاء أطفال مرضى ومصابين من غزة لتلقي العلاج في المملكة المتحدة.

على صعيد الرهائن، أكدت المملكة المتحدة ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، واصفة الحركة بأنها “منظمة إرهابية وحشية” لا مكان لها في مستقبل فلسطين. وأعلنت بريطانيا عن خطط لفرض عقوبات إضافية على شخصيات من حماس في الأسابيع القادمة.

في سياق إقليمي، طالبت قطر باعتذار إسرائيلي عن غارة 9 سبتمبر على قادة حماس في الدوحة قبل استئناف وساطتها في مفاوضات السلام. وأكدت السعودية والإمارات أن استمرار الحرب في غزة وتوسيع المستوطنات يهددان اتفاقيات إبراهيم، التي تحتفل بذكراها الخامسة، رغم إسهامها في تعزيز الروابط الاقتصادية مثل الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وتل أبيب.

أزمة اقتصادية مدمرة في فلسطين

تستمر الأزمة الاقتصادية في فلسطين بالتفاقم، حيث وصف خبراء الأمم المتحدة الوضع بـ”الخنق المالي” الإسرائيلي. في غزة، تجاوزت البطالة 80%، مع تدمير البنية التحتية وانتشار الأمراض وخطر المجاعة بسبب حظر الإمدادات. في الضفة الغربية، أدى حجب الإيرادات الضريبية وحظر العمل إلى تعطيل دفع الرواتب وفتح المدارس، في أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها السلطة الفلسطينية. كما منعت إسرائيل حصاد الزيتون للسنة الثانية، مما زاد من القيود على الحركة والاقتصاد.

إقليميًا، يتوقع صندوق النقد الدولي نموًا اقتصاديًا بنسبة 3-4% في دول الخليج لعام 2025، رغم التوترات التجارية والصراعات الإقليمية التي تضعف التوقعات في الشرق الأوسط. في اليمن، تسببت الضربات الإسرائيلية في أضرار بالمتحف الوطني، بينما تواجه إيران عزلة اقتصادية متزايدة.

دعوات دولية للسلام وإطار عمل جديد

تتصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حيث تعمل المملكة المتحدة على بناء إجماع إقليمي ودولي حول “إطار عمل للسلام” يشمل إصلاح السلطة الفلسطينية، وقف إطلاق النار في غزة، ومفاوضات لحل الدولتين. ودعت بريطانيا إلى “رفض الكراهية” والتركيز على مستقبل سلمي يضمن الأمن والاستقرار للجميع. يظل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تحديًا مركزيًا، مع آمال معلقة على الجهود الدبلوماسية في قمة الأمم المتحدة لتحقيق سلام عادل وشامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!