ترامب ينأى بنفسه عن قرار يهدف إلى الدفاع عن حق الأمريكيين في المشاركة بحملة مقاطعة إسرائيل

نأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه عن شعار هتف به مؤيدوه، طالب بترحيل المشرعة المسلمة من أصول صومالية إلهان عمر.

وقال ترامب الذي تعرض في الأيام الأخيرة لموجة انتقادات واتهامات بالعنصرية بعد تصريحات وجهها ضد عمر، وثلاث زميلات لها في مجلس النواب، للصحفيين الخميس إنه “لم يكن راضيا” و”لم يؤيد” شعار “أعيدوها إلى بلادها” والذي هتف به مؤيدو الرئيس الأربعاء أثناء خطابه في ولاية كارولينا الشمالية.

وادعى ترامب أنه حاول مقاطعة ذلك الهتاف، على الرغم من وجود تسجيلات مصورة توثق تلك اللحظات، حيث يقف الرئيس الأمريكي على المنصة مستمعا إلى الهتاف على مدى 13 ثانية، دون إبداء أي رد فعل، حتى يتوقف مؤيدوه عن الهتاف، في حين يبدو ترامب راضيا تماما إزاء ما يجري.

من جهتها أكدت النائبة الأمريكية الديمقراطية إلهان عمر مساء الخميس، أنها ستبقى “كابوسا” للرئيس ترامب، بعد أن هاجمها مؤيدوه بعنف خلال تجمع انتخابي قبل يوم ما دفعها إلى وصفه “بالفاشي”.

وقالت عمر التي استهدفها الرئيس الأمريكي بتغريدات على “تويتر” وصفت بـ”العنصرية” إن “الكابوس بالنسبة لترامب هو أن يرى لاجئة صومالية تصل إلى الكونغرس… سنبقى كابوسا لهذا الرئيس لأن سياسته كابوس بالنسبة لنا”.

وأضافت: “الأمر لا يتعلق بي، بل يتعلق بمعركتنا في سبيل ما يجب أن يكون عليه بلدنا”.

ودانت الشابة المسلمة التي أثارت تصريحاتها حول إسرائيل قبل أشهر جدلا حادا سعي ترامب إلى إسكات “النقاش الديمقراطي والاختلافات في وجهات النظر” في البلاد.

وجاء هذا الاهتمام بعمر إلهان بعدما قدمت (كاول مشرعة مسلمة من أصول صومالية) ، في مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يهدف إلى الدفاع عن حق الأمريكيين في المشاركة بحملة مقاطعة إسرائيل.

ويأتي مشروع القرار الذي قدمته عمر إلى اللجنة القضائية في مجلس النواب نصرة لـحق الأمريكيين في المشاركة بأي حملات مقاطعة داخل الولايات المتحدة وخارجها بهدف الدفاع عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي.

وكانت عمر قد وصفت الرئيس الأميركي بـ”الفاشي”، بعد أن نصحها بـ”العودة” إلى بلدها الأصلي الذي ينحدر منه والداها اللاجئان.

ولا يذكر في نص المشروع اسم إسرائيل، لكنه يهدف على ما يبدو إلى التصدي للحراك المشترك بين الحزبين في مجلس النواب الذي جاء في الأسبوع الحالي لتجريم الحملة الدولية لمقاطعة الدولة العبرية BDS (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).

وأعرب مشروع القرار عن معارضته لـ”جهود تشريعية غير دستورية تأتي للحد من استخدام أساليب المقاطعة للدفاع عن حقوق الإنسان داخل البلاد وخارجها”، وحث مشروع القرار الكونغرس وسلطات الولايات والزعماء في مجال الحقوق المدنية على استخدام نفوذهم في التصدي لقرارات وتشريعات موجهة ضد حملات المقاطعة”.

وأشار مشروع القرار إلى أن لدى الولايات المتحدة “تاريخا حافلا بالإنجازات في الدفاع عن حقوق الإنسان خارج حدودها”، متطرقا على وجه الخصوص إلى مقاطعة أمريكا لألمانيا النازية من مارس 1933 حتى أكتوبر 1941 ردا على سياسات أدولف هتلر تجاه اليهود.

وشارك في إعداد مشروع القرار بالإضافة إلى عمر، زميلتها من أصول فلسطينية رشيدة طليب، والنائب المخضرم في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية جون ليويس.

وجاء تقديم المشروع بالتزامن مع كشف عمر وطليب عن عزمهما زيارة إسرائيل والضفة الغربية المحتلة الشهر المقبل.

وكانت كل من عمر وطليب من بين المشرعات الديمقراطيات الأربع اللاتي تعرضن لهجوم شرس من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما طالبهن بـ”العودة لبلدانهن” والاعتذار من الرئاسة الأمريكية وإسرائيل.

ولا يزال الحزب الديمقراطي منشقا إزاء خطة إعلان حملة مقاطعة إسرائيل خارج القضاء، إذ يرفض المشرعون التقدميون هذه المبادرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى