بنموسى فشِل في خلافة أمزازي، وتبريرات قراراته غير مقنعة

لم يفلح وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، خلال خرجته التلفزية غير الموفقة، في إقناع المغاربة بمبررات اعتماد شروط جديدة لاجتياز مباراة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتعليم.
ولم يستطع الوزير الدفاع، بما فيه الكفاية، عن الشروط التي أثارت جدلا واسعا منذ الإعلان عن تنظيم المباراة، والتي اعتبرها الطلبة والمعطلين “تمييزية ومجحفة في حقهم”، فاعتمد في كثير من إجاباته على لغة الخشب وتلعثم في أخرى.
الخرجة الإعلامية المتأخرة، لم تقدم معطيات جديدة يمكن أن تقنع المتلقي بدوافع فرض الشروط الجديدة لا سيما شرطي “تسقيف السن” و اعتماد الانتقاء الأولي، اللذان كانا مربط الفرس ومحور الاحتجاجات التي قادها المئات من الطلبة بعدد من الجامعات المغربية.
وفي المقابل، اعتمد الوزير على مقولة “القافلة تسير والكلاب تنبه” للدفاع عن أطروحته، حيث كشف أن 47 ألف مرشح تسجلوا لاجتياز المباراة في أربعة أيام فقط، في إشارة إلى أن الإقبال لم يتغير رغم رفض الكثيرين للشروط التي اعتمدتها الوزارة.
ووسط الوقفات الاحتجاجية ومسيرات الغضب التي يقودها الطلبة والمعطلين في عدد من المدن المغربية، رفض الوزير التراجع عن الشروط التي أقر أنها “جريئة”، مؤكدا أنها ضرورية لإصلاح قطاع التعليم.
وبخصوص قانونية شرط “تسقيف السن”، كشف الوزير بأن قراءة النصوص التنظيمية الجاري بها العمل تؤكد بأن يمكن لقطاع التربية الوطنية بتحديد سن للمترشحين لا يقل عن 18 سنة ولا يتجاوز 45 سنة.
وأضاف المتحدث ذاته، أن تحديد السن الأقصى لاجتياز مباريات التوظيف ليس حصرا على قطاع التربية الوطنية، بالعكس، هذا أمر جاري به العمل بمجموعة من القطاعات الحكومية الأخرى. بل وكان معمولا به في هذا القطاع إلى غاية سنة 2012.
وفي السياق ذاته، أشار المسؤول الحكومي إلى أن الشروط الجديدة لم تؤثر على إقبال الطلبة على المباراة، موردا أن 47 ألف مرشح تسجلو حتى الآن، وفي ظرف 4 أيام فقط لاجتياز المباراة، مسجلا أن من بين هؤلاء 43 في المائة حاصلون على ميزة في الباكالوريا.
وشدد بنموسى على أن إصلاح المنظومة التعليمية مستعجل ويحتاج إلى جرأة من أجل اتخاذ قرارت آنية، موضحا أن التلاميذ وأسرهم هم من يدفعون ثمن تأخر الإصلاح.
وأكد أن المغاربة جميعا يحلمون بمدرسة الجودة والإنصاف والتي لن تتحقق إلا بإصلاح شامل، موردا أن مختلف المعايير الجديدة التي تم وضعها في مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات تدخل في إطار رغبة الوزارة بتوظيف أفضل العناصر البشرية من أجل الرفع من جودة التعليم.
وأضاف بأن الوزارة تعتبر أن تثمين مهن التربية والتكوين وتحفيز الأطر أمر مهم جدا لذلك وضعت استراتيجية شاملة للرفع من مستوى الكفاءة والارتقاء بجودة التعليم من خلال العديد من الإجراءات.