بنكيران كان فاتحة الحديث… بوليف يعود إلى الإنسان ويهاجم الأغنياء

يبدو أن قدر مدينة القنيطرة الهادئة، أن تعيش عواصف كلامية للبيجيدي هذه الأيام، فبعد فاتحة الامين العام السابق لحزب المصباح، عبد الإله بنكيران، التي دخلت طولا وعرضا في كل المشهد الحزبي بالضرب من تحت الحزام، اخد مكانه الازمي القريب من قلبه، وهاجم بشراسة أخنوس رئيس التجمع الوطني للاحرار، ولم ينته كلام عمدة فاس، حتى إعتلى المنبر لحسن الداودي وزير الشؤون العامة و الحكامة، وتحدث عن الإنجليزية وعن حفر القبر بالأسنان دون أبسط إشارة إلى التسقيف.
بعد هؤلاء، ها هو نجيب بوليف الوزير في حكومة العثماني، والقيادي في حزبه أيضا، يدلي بدلوه وينتقد عدم الإستثمار في الإنسان، بدل التركيز على البنيات التحتية، ويقول في اللقاء نفسه الذي باح فيه من سبقوه على منبر الخطابة، وهو لقاء شبيبة العدالة و التنمية، إن مستوى الاستثمار العمومي بالمغرب من أكبر النسب على الصعيد العالمي، لكنه لا يخلق القيمة المضافة. وأضاف أن الخلل يكمن في أن الاستثمار العمومي استطاع أن يركز على البنيات التحتية وعلى ما هو مادي ولم يركز على الانسان.
يقول هذا وهو وزير في حكومة يترأسها حزبه، وكان الأحرى تحويل الإنتقاد إلى واقع، وأن يقترح ذلك في مجلس حكومي و ليس في لقاء حزبي، بنكهة إنتخابية.
واكمل بوليف حكمته، بالتأكيد على أن كلفة الاستمارات الجهوية تصل اليوم إلى 411 مليار درهم، وصحيح أنها قدمت العديد من الأمور على صعيد التنمية، لكن أغلبها ركزت على البنيات التحتية، لكنها لم تنمي العنصر البشري.
وشدد قائلا، “حتى إذا استثمرنا لعقود طوال ولم نحل إشكالية العنصر البشري فإننا لن نحقق أي شيء”.
خلال نفس الكلمة، هاجم بوليف الأغنياء بشراسة، وقال “هناك 3 أشخاص في المغرب يمتلكون 44 مليار درهم وهو ما يستهلكه 350 ألف مغربي في السنة، و10 في المائة من الناس في المغرب مداخيلهم أكبر واستهلاكهم يمثل 12 مرة استهلاك الأسر الفقيرة”.
وأضاف بوليف بلغة حزب يوجد في المعارضة، أن ثلث المغاربة فقط من لديهم تغطية صحية والآخرون ليس لديهم أي تغطية صحية، وفي التعليم 20 في المائة من المغاربة اليوم يذهبون للغطاء الخاص.
وزاد بوليف أنه لا يمكن الحديث عن العدالة الاجتماعية إذا لم نتحدث عن الديمقراطية والحرية السياسية وفسح المجال أمام الابداع والابتكار، وفسح المجال أمام الاقتصاد التنافسي عوض اقتصاد الريع وترك المجال للطاقات الشابة للإبداع.