بـاريــسْ .. هـذا عـن أئـمـة ووعـاظ مــحـمـد الـسـادسْ في الـعـالـم الغـَـرْبــي !!!

وجــدة. مـحمـمـد سـعـدونـــي .
منذ توليه عرش المملكة المغربية، دأب العاهل الكريم جلالة الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين على تفعيل الحقل الديني في داخل المغرب وخارجه ، ودائما وفق المذهب السني المالكي الأشعري المتداول في كافة بلدان المغرب العربي .
فقد أزال العاهل المغربي تلك الصورة النمطية التي لازمت الفقهاء والوعاظ ومدرسي اللغة العربية الذين كانوا يُخْـتارون (…) من طرف الجهات المعنية، لإرسالهم إلى بلاد المهجر لتعليم المغاربة ( وحتى غير المغاربة ) أسس وشريعة الدين الإسلامي الحنيف، لكن – ومع الأسف – فإن هذه البعثات كثيرا ما كانت تنحرف عن الهدف الذي أُرْسِلتْ من أجله، لأنها كانت منتقاة بالمحاباة والقرابة وأشياء أخرى، فكان طبيعيا ألا تكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتق فقهائها والذين كانوا ينشغلون ” بالبـِزْنـِسْ” وجمع المال ليس إلا… حتى جاء وقت التصحيح، فكان أول ما فطن له جلالة الملك محمد السادس هو وضع حد لهذا العبث ولهذه التجارة المغلفة بعباءة الدين، فقرر جلالته إرسال الأئمة والوعاظ والمرشدين الأكفاء والذين يمثلون المغرب أحسن تمثيل إلى عدد من البلدان الأوروبية والأمريكية – وبتنسيق مع المساجد والمراكز الإسلامية – خاصة في المناسبات الدنية كإحياء ليالي رمضان … وهي المبادرة الروحية التي تشرف عليها وزارة الخارجية ووزارة الأوقاف بتوجيه وتعليمات من أمير المؤمنين.
وهكذا توزعت وفود الوعاظ والأئمة والمرشدين خريجي المعاهد الدينية العليا في المغرب على العديد من البلدان الأوروبية مثل فرنسا، وإسبانيا، وهولندة ، وبلاد الاسكندناف، وألمانيا وإيطاليا، وبلجيكا، وكندا ، والولايات المتحدة الأمريكية، .في هذا الصدد يقول مراسلنا من باريس عبد الرزاق الأحمادي :”إن الهدف من إرسال هذه الوفود سنويا خاصة في رمضان يعد جزءا من السياسة الدينية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، كما أنها تعنى بمتابعة حالة المساجد التابعة للملكة المغربية وصيانتها وحمايتها من الأفكار الهدامة والغلو الديني والتطرف، وهي مبادرة تكاد تنفرد بها المملكة المغربية في العالم العربي والإسلامي للحفاظ على المبادئ والقيم الإسلامية، وتعزيز الأمن الروحي للمغاربة وتوطيد أواصر التواصل والتلاحم مع بلدهم المغرب . ويبقى لنا أن نشير وكما جاء في بداية المقال أن هناك بعض المشوشين والانتهازيين وأصحاب ” الهَـمْـزاتْ ” ولخدمة لمصالحهم الشخصية فهم دائما يختارون أشخاصاً معينين يستفيدون كل عام من هذه السفريات، وهو ما يؤكد أن المحسوبية و التدخلات والوساطات ما زالت تفسد عمل هذه البعثات الدينية الربانية، زيادة على أن الكثير من أفراد هذه البعثات لا يعرفون أو يتقنون لغة البلد الذي يتوجهون إليه، وليست لهم دراية بواقع هذا البلد دينيا وثقافيا واجتماعيا، وهو ما أصبح يعيق نجاح النموذج المغربي السمح والأصيل ، بوسطاء ومرشدين وقيمين دينيين محدودي الإطلاع على البيئة الغربية وعلى لغة هذا البلد أو ذاك .