بريطانيا تعترف رسمياً بدولة فلسطين وتدعو لوقف القصف الإسرائيلي المتصاعد في غزة

الافتتاحية
في خطوة تهدف إلى إحياء أمل السلام وحل الدولتين، أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة رسمياً اعتراف بلاده بدولة فلسطين. يأتي هذا الاعتراف في خضم تصاعد “الرعب المتزايد” في الشرق الأوسط، وتأكيداً على ضرورة وجود إسرائيل آمنة ومأمونة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة. وتؤكد المملكة المتحدة أن هذا القرار هو “نقيض رؤية حماس البغيضة”، ويهدف إلى توفير مستقبل أفضل للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
تفاصيل الاعتراف والأهداف
أكد رئيس الوزراء أن اللحظة المناسبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية قد حانت، وأن هذا القرار يهدف إلى إحياء الأمل في السلام وحل الدولتين. وقد سبق للمملكة المتحدة أن اعترفت بدولة إسرائيل قبل أكثر من 75 عاماً كوطن للشعب اليهودي. وباعترافها اليوم بفلسطين، تنضم بريطانيا إلى أكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية.
وشدد رئيس الوزراء على أن الحل يجب أن يعني عدم وجود مستقبل لحماس، أو أي دور لها في الحكومة أو الأمن. ووصف حماس بأنها “منظمة إرهابية وحشية”. كما أوضح أن المملكة المتحدة صنفت وعاقبت حماس بالفعل، وستعمل على معاقبة شخصيات أخرى من الحركة في الأسابيع القادمة.
إدانة الأزمة الإنسانية والقصف في غزة
تطرق الخطاب إلى الأزمة الإنسانية “المفتعلة” التي وصلت إلى “أعماق جديدة” في غزة. ووصف القصف الإسرائيلي المتواصل والمتزايد على غزة، والهجوم الذي وقع في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى المجاعة والدمار، بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”. وأشار إلى أن عشرات الآلاف قد قُتلوا، بمن فيهم آلاف الأشخاص الذين حاولوا جمع الطعام والماء.
ودعت المملكة المتحدة الحكومة الإسرائيلية مجدداً إلى “رفع القيود غير المقبولة على الحدود”، ووقف هذه التكتيكات “القاسية”، والسماح بتدفق المساعدات بشكل مكثف. وأكدت بريطانيا أنها قامت بإجلاء المجموعة الأولى من الأطفال المرضى والمصابين إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج، وتواصل زيادة دعمها الإنساني.
قضية الرهائن وضرورة إنهاء المعاناة
كما أبرز رئيس الوزراء أن الرهائن ما زالوا محتجزين لدى إرهابيي حماس بعد مرور عامين تقريباً على “هجمات 7 أكتوبر الهمجية”. ووصفت الصور الأخيرة الرهائن بأنهم “يعانون ومهزولون”، وأن حماس رفضت حتى الإفراج عن جميع جثث القتلى. وشدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن.
خطة السلام والخطوات العملية
أفاد رئيس الوزراء بأن الأمل في حل الدولتين “يتلاشى” بسبب أعمال حماس، وتصعيد الصراع من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتسريع بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
لذا، تعمل المملكة المتحدة على بناء إجماع مع القادة في المنطقة وخارجها حول “إطار عمل للسلام”. يتضمن هذا الإطار خطة عملية للجمع بين الأطراف ورؤية مشتركة وسلسلة من الخطوات، بما في ذلك إصلاح السلطة الفلسطينية. وتهدف هذه الخطة إلى الانتقال من وقف إطلاق النار في غزة إلى مفاوضات حول حل الدولتين.
في الختام، دعت المملكة المتحدة إلى “رفض الكراهية” ومضاعفة الجهود لمكافحتها، وتوجيه الجهود نحو “مستقبل سلمي” يشمل الإفراج عن الرهائن، وإنهاء العنف والمعاناة، والعودة إلى حل الدولتين باعتباره أفضل أمل للسلام والأمن لجميع الأطراف.