برنامج صوت المواطن : آفاق المقاولة الشبابية ورهانات التنمية، هل تكون المقاولة مفتاح التنمية بجهة الشرق

🗓️ الحلقة : واقع المقاولات الصغرى بالمغرب، تحدياتها، ودور الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب في دعم الشباب وتنمية جهة الشرق.

🎤 الضيف: طارق الكميري رئيس الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب.

🖋️ حاوره: [عصام بوسعدة ]📍 “صوت المواطن”

[ صوت المواطن] برنامج حواري نستضيف فيه فاعليين سياسيين وحقوقيين و جمعويين، للإضاءة على المشهد السياسي والاقتصادي والإجتماعي والحقوقي بجهة الشرق ، لتقريب المواطنين من المعلومة والمعطيات المتعلقة بقضايا الشأن العام ، في ظل الركود الذي تعرفه الساحة السياسية والإعلامية.

في إطار مواكبة برنامج “صوت المواطن” لقضايا الشباب والمقاولات والتنمية الاقتصادية، نناقش اليوم واقع وآفاق المقاولات الصغرى بالمغرب، والتحديات التي تواجه المقاولين الشباب، خصوصاً في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة والرهانات التنموية على المستوى الوطني والجهوي.

نستضيف في هذه الحلقة الخامسة من البرنامج على موقع جيل 24، السيد طارق الكميري رئيس الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب ، للحديث عن دور الرابطة في دعم المقاولين، وبرامجها التنظيمية، وكذا علاقتها بالبرامج الحكومية وسبل تعزيز التكامل بينها وبين مختلف المتدخلين في مجال ريادة الأعمال. كما سنسلط الضوء على إحداث فرع الرابطة بمدينة وجدة، واستشراف دورها في جهة الشرق كقاطرة للتنمية الاقتصادية وخلق فرص الشغل.

1- واقع المقاولات الصغرى بالمغرب :

_ كيف تقيّمون وضعية المقاولين الشباب والمقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب اليوم؟

جواب : جوابا عن سؤالكم و هو بطبيعة الحال سؤال مركب إلى حد ما، لكن ما يمكن أن أقوله حول وضعية المقاولات الصغرى و الصغرى جدا و المتوسطة أنها تعاني من مجموعة من الإكراهات، و خاصة من بعد الجائحة، هذه الاكراهات متعلقة أساسا بمجال الولوج إلى التمويل المستدام، بالإضافة إلى صعوبة ولوجها الى مجال الطلبيات العمومية رغم تعديل مرسوم الصفقات العمومية، بالإضافة إلى إكراهات القطاع الغير المهيكل و الوقت لا يسعنا هنا من أجل الغوص أكثر في التفاصيل.

_ ما أبرز التحديات التي تواجه الشباب الراغبين في تأسيس مشاريعهم؟

جواب : التحديات التي تواجه الشباب في مجال المقاولة كما أسلفنا الذكر هو التمويل المستدام بالإضافة إلى العراقيل البيروقراطية التي تواجههم و خاصة ما يتعلق بالرخص و الولوج إلى الأحياء الصناعية التي يهيمن عليها لوبي المقاولات الكبرى بين قوسين.

_ ما موقع المقاولات الشابة ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة؟

جواب: بطبيعة الحال النموذج التنموي الجديد حاول معالجة مشكل المقاولات الصغرى و الصغرى جدا بإستفاضة، بإعتبار أن المقاولات الصغرى و الصغرى جدا تشكل 80 ٪ من مجموعة المقاولات بالمغرب و المشغل الأول لليد العاملة بالمغرب، و مساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الخام، لكن رغم ما جاء به يبق غير كفيل بتجاوز الأزمة البنيوية من أجل النهوض بالمقاولة الصغرى و الصغرى جدا.

2- برامج الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب :

_ ما هو الهدف من تأسيس الرابطة؟ وما هي الفئات التي تستهدفونها؟

جواب : أطلقت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية مجموعة من البرامج و خاصة في مجال التكوين و تأطير و مواكبة المقاولين الشباب سواء في مجال المالية أو الصفقات العمومية أو التسيير بمجموعة من المدن و الجهات بالمغرب سواء بجهة الداخلة او جهة الرباط أو جهة مراكش، لأننا نؤمن أن العنصر البشري هو مدخل أساسي في النهوض بالمقاولة و خلق جيل جديد من رواد الأعمال بالمغرب.

_ ما هي أهم البرامج والمبادرات التي أطلقتها الرابطة لدعم الشباب المقاول؟

جواب : العمل التنظيمي للرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية هو عمل ينبني على روح الجهوية المتقدمة و اللامركزية حيث عملت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب على إنشاء فروع جهوية بكل جهات المملكة و كدلك فروع إقليمية و محلية من أجل إشراك أكبر عدد من الشباب و المقاولين في مجال ريادة الأعمال و بدلك تكوين شباب قادر على القيام بروح المبادرة و مساهم في المجال الاقتصادي والاجتماعي.

3- العمل التنظيمي للرابطة عبر الجهات :

_ ما الدور الذي يلعبه فرع وجدة في تعزيز روح المقاولة بجهة الشرق؟

جواب : فرع وجدة على سبيل المثال لا الحصر يقوم بمجموعة من المجهودات في مجال دعم المقاولين الشباب، ولديه برنامج طموح لخلق شراكات مع مؤسسات عمومية وخاصة، لتفعيل أولوياته وأهدافه بالتنظيم والتكوين أو المرافقة للمقاولات الصغرى، بالإضافة إلى الترافع على المشاكل التي يواجهها الشباب المقاولين، و من هنا أود أن أشكر أعضاء المكتب الإقليمي للرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية بوجدة، كل بإسمه و بصفته و أتمنى لهم مزيدا من التألق والنجاح.

_ كيف يتم التنسيق بين الفروع الجهوية والمكتب الوطني للرابطة؟

جواب : يتم التنسيق بين الفروع وفق ما ينص عليه القانون الأساسي، حيث يقوم الفرع الإقليمي بالعمل مع الفروع المحلية و هو بدوره يقوم بتنسيق مع الفروع الإقليمية و المجلس الوطني و المكتب الوطني وفق مبدأ التكامل و التعاون و التشارك لأننا داخل الرابطة نؤمن بمفهوم الفريق و روح الجماعة تحت شعار ” ان كنت تود أن تفوز أدخل وحيدًا، و ان كنت تود أن تنجح إذهب في المجموعة”.

4- العلاقة مع البرامج الحكومية :

_ ما تقييمكم للبرامج الحكومية الموجهة للمقاولين الشباب، مثل “انطلاقة” و”فرصة”؟.

جواب : تقييم البرامج الحكومية مثل برنامج فرصة و إنطلاقة يبقى نسبي إلى حد ما، بالنسبة إلى برنامج فرصة فهو فكرة و مشروع جيد جيدا أما كتنزيل فهو مشروع فاشل حيث أوكلت الأمور الى جهات لا علاقة لها بالمقاولة للأسف و هو الأمر الذي حذرنا منه من قبل السيدة الوزيرة، أما فيما يتعلق ببرنامج انطلاقة فهو برنامج ملكي طموح لكن التفعيل أو العراقيل البيروقراطية حالت دون وصوله إلى الأهداف المرجوة منه.

_ هل هناك تنسيق أو شراكات بين الرابطة ومؤسسات مثل “الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات” أو “التمويل البنكي”؟

جواب : نعم هناك مجموعة من الشراكات بين الرابطة و الفاعلين سواء حكوميين أو الخواص، مغرب المقاولات أو الوزارات أو مراكز الجهوية للاستثمار.

_ ما هي اقتراحاتكم لتحسين فعالية هذه البرامج وتجاوز عراقيل التمويل والإجراءات؟

جواب : هناك مجموعة من الاقتراحات التي قدمتها الرابطة حول مجموعة من البرامج من بينها برنامج فرصة و إكراهات التي كان يعاني منها البرنامج و كدلك مؤخرا كانت مجموعة من الاقتراحات حول مرسوم دعم المقاولات حيث عقدت الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب لقاء مع مجموعة من الفرق البرلمانية بمجلس النواب حول وضعية المقاولة الصغرى جدا.

5- آفاق المستقبل بوجدة وجهة الشرق :

_ ما هي أهم المشاريع المستقبلية للرابطة بجهة الشرق؟

جواب : بالنسبة لمشاريع الرابطة هناك مجموعة من المشاريع قريبا و خاصة منها مشروع جد مهم مع وزارة التعليم العالي حول خريجي الجامعات و أليات ادماجهم في سوق الشغل بالإضافة الى مجموعة من برامج اخرى سيتم الإعلان عنها في وقتها.

_ كيف يمكن للرابطة أن تساهم في خلق فرص شغل وتحريك عجلة التنمية في المنطقة؟

جواب : بالنسبة لجهة الشرق هناك أفاق واعدة خاصة ان الجهة الشرقية تتميز بمجموعة من الثروات خاصة منها المرأة الشبابية حيث ان الشباب بجهة الشرق يتميز بالكفاءة و التميز المعرفي و هو مكون و حافز أساسيين في ريادة الأعمال بالإضافة الى توفر جهة الشرق على ميناء الناظور الذي سوف يساعد في تطوير مناخ الاستثمار بجهة الشرق،
بالإضافة إلى الرغبة الملحة للسيد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة آنكاد في إدماج الشباب في المجال الاقتصادي والاجتماعي و تحقيق التنمية المستدامة.

_ هل من برامج خاصة لدعم الابتكار وريادة الأعمال في العالم القروي والمناطق الحدودية؟

جواب : بالنسبة لبرامج الرابطة بالشرق فنحن نؤمن بالمبادرة المجالية حيث يتم صياغة مشاريع جهوية أو إقليمية للفرع الذي يمثل الرابطة و بعد دلك يتم مناقشتها مع القيادة الوطنية و العمل على تنزيلها وفق الخصوصية المجالية و والثقافية و الترابية و هو الامر الذي يميزنا كرابطة.

6- مكانة الرابطة ومستقبلها :

_ ما هي الوضعية الحالية للرابطة في الإقتصاد الوطني؟

جواب : الرابطة بأعضائها و منخرطيها و عدد فروعها الذي يتجاوز 47 فرع بالمملكة المغربية هي فاعل أساسي في الاقتصاد الوطني حيث ان رقم معاملات منخرطيها و أعضائها يتجاوز مليار درهم سنويا وهي بذلك مشغل مهم لليد العاملة و مساهم في العائدات الضريبية الجمركية.

_ ماهي أولويات الرابطة مستقبلا؟

جواب : الرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية ستقدم ملف متكامل من أجل الحصول على صفة المنفعة العامة من أجل إطلاق مشاريعها الخاصة كي تكون مشاريع مذرة للدخل.

7- التوصيات والرسائل :

_ ما هي أبرز توصياتكم للجهات الحكومية، الأبناك، والقطاع الخاص؟

جواب : من بين التوصيات للجهات الحكومية أنه يجب إعادة النظر في الدعم العمومي الموجه للمقاولات الكبرى مقارنة بالمقاولة الصغرى أو بمعنى آخر يجب أن تكون هناك عدالة دعم قائمة بين المقاولات الصغرى و الكبرى، ففي الوقت الذي تتلقى فيه المقاولات الصغرى دعم هزيل لكنها تقوم بخلق مناصب شغل أكثر من المقاولة الكبرى التي تأخد دعم عمومي كبير دون إحداث مناصب أكثر بالإضافة الى ضرورة إحداث صندوق تمويلي خاص بالمقاولة الصغرى و الصغرى جدا.

_ ما رسالتكم للشباب المغربي الطموح الذي يرغب في دخول عالم المقاولة؟

جواب : أخيرا و كما نقول دائما أن الإستثمار في الشباب هو إستثمار في المستقبل و خاصة أن المغرب يتميز بتروة هائلة من الشباب والكفاءات، ويجب مساعدتهم والأخد بيدهم من أجل أن نحقق ثورة في مجال ريادة الأعمال، و النهوض بالاقتصاد المغربي من أجل منافسة الاقتصادات الناشئة ودلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية حول إدماج الشباب في المجال الاقتصادي والاجتماعي و تحقيق التنمية المجالية وطنيا وعلى المستوى الإفريقي.