“بئر شفشاون” .. عملية إنقاذ الطفل ريان هي الأعقد وفق حوادث مماثلةوالسلطات تنجح في إيصال الماء والطعام اليه

سلطت وسائل إعلام عالمية الضوء على قضية الطفل ريان الذي سقط في ثقب استكشافي بأحد الدواوير التابعة لجماعة تامورت بإقليم شفشاون، ونقلت جهود ومحاولات السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية لإنقاذ الطفل العالق على عمق 32 متر.

وذكرت تقارير إعلامية أن عملية الانقاذ هذه، من أعقد العمليات في العالم، حيث شهدت العديد من المناطق في العالم أحداث مماثلة لسقوط أطفال في حفر عميقة لا يتجاوز اتساعها 30 سنتميترا، إلا أنها لم تكن تصل إلى العمق الذي سقط فيه الطفل ريان.

وفي هذا الصدد، تحدثت وسائل الإعلام عن حادثة وقعت في الصين سنة 2016، عندما أنقذت فرق الانقاذ الصينية طفلا صغيرا عمره 3 سنوات فقط بعد سقوطه في حفرة عميقة وضيقة في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد.

وكان الضحية قد سقط في حفرة عمقها 90 مترا، لكنه علق على عمق 12 مترا من سطح الأرض، وتمت عملية إنقاذه عن طريق قيام رجال الإطفاء بإنزال حبل بنهايته حلقة وبعد محاولات عديدة تمكنوا من ربط الحلقة في ذراع الطفل وسحبه من الحفرة، وقال أطباء بعد فحص الطفل إنه بخير.

وفي سنة 2018، سقط طفل في الهند في حفرة عمقها 35 مترا، وقد قامت السلطات بحفر حفرة موازية للحفرة التي سقط فيها الضحية على عمق 11 مترا حيث علق الضحية، وقد تم انتشاله بعدما ظل يومين عالقا فيها.

ونفس الحادث وقع قبل سنوات في رومانيا لطفل سقط هو الاخر داخل ثقب استكشافي ضيق وقامت السلطات بإنزال طفل نحيف بالحبل ليقوم بإخراجه من البئر وسط تصفيقات الحاضرين.

ونظرا للحوادث المشابهة التي تم ذكرها تعتبر عملية انقاذ ريان هي الأعقد بينها كونها سقط إلى عمق يزيد عن 30 مترا.

يشار إلى أن السلطات لاتزال تواصل جهودها دون توقف لانقاذ الطفل ريان ويتابع العملية الملايين من الأشخاص داخل المغرب وخارجه.

وذكرت مصادر من عين المكان، أن السلطات تمكنت من إيصال الطعام للطفل بعد أن قامت بتوفير الأوكسجين منذ بداية عملية الإنقاذ من أجل الحفاظ على حياته إلى حين إخراجه.

وتواصل السلطات جهودها لإنقاذ الطفل الذي لا زال عالقا في البئر الضيق الذي سقط فيه عصر الثلاثاء.

وحلت مروحية مجهزة بأجهزة للإنعاش إلى مكان الواقعة لتقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية للطفل ونقله إلى المستشفى فور إنقاذه.

كما قال الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس إن رجال الإنقاذ وضعوا مجموعة من  السيناريوهات بتتبع من وزيري الداخلية والصحة لإنقاذ الطفل ريان، السيناريو الأول هو توسيع قطر الثقب، ولكن كان هناك تخوف من سقوط التربة والأحجار، والسيناريو الثاني إنزال أحد رجال الإنقاذ، وهناك محاولات لكن لم تنجح. أما السيناريو الثالث، فهو الحفر بشكل مواز مع الثقب حيث سقط الطفل ريان والذي يبلغ قطره 45 سنتيمتر، من أجل خلق منفذ للوصول إلى الطفل.

و أوضح بايتاس في الندوة الصحفية التي تلت مجلس الحكومة، الخميس، أن طبيعة التربة تصعب مهمة التدخل بقوة بواسطة الاليات. ونبه بايتاس، إلى أن توافد عدد كبير من المواطنين إلى مكان الحادث يصعب أيضا من عمليات الإنقاذ، داعيا المواطنين الى فسح المجال أمام رجال الانقاذ للقيام بعملهم. كما اشار إلى أنه تم تسخير كل الامكانيات الطبية محليا، من أجل التكفل بالطفل ريان مباشرة بعد إخراجه من الثقب، متمنيا أن تنتهي هذه الأزمة ويعود الطفل إلى عائلته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى