انطلاق النسخة الثانية عشرة من مهرجان العلوم بوجدة تحت شعار الذكاء الاصطناعي والتنمية

وجدة، 2 مايو 2025

شهدت مدينة وجدة، اليوم الجمعة 2 مايو 2025، انطلاق فعاليات النسخة الثانية عشرة من مهرجان العلوم بالجهة الشرقية، الذي ينظمه بيت العلوم بالجهة الشرقية بالتعاون مع مؤسسة عمر بن عبد العزيز، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يحمل المهرجان هذا العام شعار “الذكاء الاصطناعي: آفاق جديدة للعلوم والتنمية“، ليسلط الضوء على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل العلوم وتعزيز التنمية المستدامة، في حدث يمتد حتى 4 مايو بفضاء المنتزه البيئي بوجدة.

انطلاق النسخة الثانية عشرة من مهرجان العلوم بوجدة تحت شعار الذكاء الاصطناعي والتنمية插图

الذكاء الاصطناعي: جسر نحو المستقبل

منذ انطلاقته الأولى عام 2008، أصبح مهرجان العلوم بوجدة منصة رائدة لنشر الثقافة العلمية وإلهام الشباب. هذا العام، يركز المهرجان على الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يشهد ثورة عالمية ويحمل إمكانيات هائلة لتحسين الحياة اليومية.

يهدف الحدث إلى تقريب هذا العلم من الجمهور، خاصة التلاميذ والطلبة، من خلال توضيح تطبيقاته في مجالات مثل الصحة، البيئة، والتعليم. “نسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي مفهومًا ملموسًا، يلهم الشباب لاستكشاف آفاق جديدة“، تقول رجاء عبدو، عضو اللجنة التنظيمية، في تصريح خلال الافتتاح.

يتماشى هذا التوجه مع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، حيث يعمل المغرب على تعزيز مكانته كمركز إقليمي للابتكار. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الانتقال الرقمي لعام 2024، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% بحلول 2030، مما يبرز أهمية مثل هذه المبادرات في بناء جيل واعٍ تقنيًا.

برنامج تفاعلي يجمع العلم بالمتعة

يستقطب المهرجان، المنعقد في المنتزه البيئي بوجدة، آلاف الزوار من تلاميذ المدارس العمومية والخاصة، الطلبة الجامعيين، وهواة العلوم. يتضمن البرنامج أكثر من 90 ورشة علمية تفاعلية تغطي الروبوتيات، البرمجة، تحليل البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تشمل المعارض عروضًا توضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مواجهة تحديات محلية، مثل تحسين إدارة الموارد المائية أو تطوير تقنيات طبية متقدمة.

يشارك خبراء من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة وجمعيات مثل إيناكتوس المغرب، مقدمين عروضًا حية تبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والبيئية.

على سبيل المثال، تُظهر إحدى الورش كيف يمكن للذكاء الاصطناعي زيادة كفاءة الألواح الشمسية من خلال تحليل البيانات المناخية. كما تُخصص جلسات مبسطة للجمهور العام لشرح مفاهيم معقدة مثل التعلم الآلي بأسلوب يجمع بين التعليم والترفيه.

وجدة: منارة علمية في الجهة الشرقية

تؤكد الجهة الشرقية مكانتها كمركز للابتكار من خلال هذا المهرجان، الذي يعزز الشراكات بين الفاعلين المحليين والوطنيين. شهدت المنطقة في 2023 أول لقاء إقليمي لجمعية أوسيم، مما ساهم في تعزيز التعاون في مجال الرقمنة.

يواصل المهرجان هذه الدينامية بالتعاون مع وكالة تنمية الجهة الشرقية ومؤسسات تعليمية، لدعم المبادرات العلمية وتشجيع الشباب على الانخراط في مسارات مهنية تكنولوجية.

على الصعيد الدولي، ينسجم المهرجان مع أهداف عقد اليونسكو للعلوم من أجل التنمية المستدامة (2024-2033)، الذي يدعو إلى إشراك الشباب في استكشاف حلول علمية للتحديات العالمية. من خلال هذا الحدث، تبرز وجدة كوجهة علمية وثقافية، قادرة على إلهام الابتكار ودعم التنمية المحلية.

تحديات وطموحات

رغم نجاح المهرجان على مدى 12 عامًا، يواجه تحديات مثل محدودية التمويل المخصص للبحث العلمي، الذي لا يتجاوز 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لتقرير وزارة التعليم العالي لعام 2023.

كما يتطلب إشراك المناطق الريفية جهودًا إضافية لضمان الشمولية.

الأكيد أن اللجنة التنظيمية تسعى إلى معالجة هذه التحديات عبر توسيع الشراكات مع القطاع الخاص وتنظيم حملات توعية لجذب جمهور أوسع، لكن لا يزال تواصلها مع الاعلام منحصرا في بعض المنابر دون غيرها، هل الامر مقصود لدواع ما ام “هاذاك ما طحنت رحى بيت العلوم بوجدة اللجنة تجد صعوبة في ميدان التواصل مع الاعلام المحلي“.

الاحتفال بالعلم والإبداع

النسخة الثانية عشرة من مهرجان العلوم بوجدة، التي انطلقت اليوم، تمثل دعوة مفتوحة للشباب لاستكشاف الذكاء الاصطناعي ودوره في بناء مستقبل مستدام. من خلال ورشها التفاعلية ومعارضها المبتكرة، يعزز المهرجان مكانة وجدة كمنارة علمية، ويرسخ فكرة أن العلم ملك الجميع.

مع استمرار الفعاليات حتى 4 مايو، يبقى السؤال: كيف سيؤثر هذا المهرجان في تشكيل جيل جديد من المبتكرين المغاربة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى