انس زيزي يحاضر عن تاريخ المغرب ووحدته الترابية من خلال رؤية شبابية استقلالية

💡 مقدمة وسياق النشاط
انعقدت الندوة التي أطرها الاستاذ أمس زيزي و نظمتها منظمة الشبيبة الاستقلالية بوجدة سيدي زيان، تحت عنوان ” تاريخ المغرب ووحدته الترابية من خلال رؤية شبابية استقلالية“.
وقد أطر الندوة عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال الأخ أنس زيزي ، وسيرها الأخ عبد الرزاق صداري (رئيس اللجنة التحضيرية لمنظمة الشبيبة الاستقلالية وجدة سيدي زيان)، كما حضرها عدد من القيادات والمسؤولين الحزبيين والجمعويين، بما في ذلك الأخ إدريس بن حمو (كاتب فرع سيدي زيان)، والأخت صفاء خربوش (كاتبة رابطة الأطباء الاستقلاليين)، والأخت بهية (رئيسة جمعية شبيبة مدرسية)، والحاج زروقي (عضو لجنة الأخلاقيات).
تم التأكيد في بداية النشاط على استغلال الفرصة لتهنئة جلالة الملك محمد السادس على السيادة المغربية التي منحتها الأمم المتحدة، والتي هي سيادة للشعب المغربي كافة.
📜 الأساس التاريخي للوحدة الوطنية
اعتبر المتحدث أن الحديث عن الوحدة الترابية ليس شعاراً سياسياً أو مطلباً ظرفياً، بل هو قضية وجودية وجوهر الكيان المغربي. أكدت الرؤية الاستقلالية أن المغرب لم يكن يوماً بلداً صُنع على طاولة الاستعمار أو حُدّد بحدود مصطنعة، بل هو نتاج حضاري متجذر.
ركائز الوحدة التاريخية:
• الدولة الموحدة: تبلورت معالم الدولة المغربية الموحدة مع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، حيث كانت دولة الأدارسة أول تجربة سياسية مغربية مستقلة عن المشرق، مؤسسة لتقليد البيعة والشرعية الوطنية.
• امتداد النفوذ: استمر هذا المسار عبر دول المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين، حيث امتد نفوذ المغرب من الأطلس إلى نهر السنغال، ومن المحيط الأطلسي إلى تلمسان شرقاً. هذه السلالات وحّدت الجغرافيا والثقافة والمعتقد والهوية.
• البيعة والعرش: شكلت البيعة للعرش منذ قيام الدولة العلوية الشريفة في منتصف القرن السابع عشر الرابط القانوني والسياسي الذي يربط كل مناطق المغرب شمالاً وجنوباً بالسلطة المركزية. وظلت جميع الأراضي المغربية، بما فيها الصحراء المغربية، جزءاً لا يتجزأ من الدولة المغربية تعترف بالسلطة وتشارك في الدفاع عن السيادة.
✊ دور الحركة الاستقلالية في ترسيخ الوحدة
عندما تعرض المغرب للضغوط الاستعمارية في أواخر القرن 19، حاولت القوى الأجنبية تفكيك وحدته عبر اتفاقيات استعمارية قسمت ترابه بين فرنسا وإسبانيا. وقد انطلقت الحركة الوطنية التحريرية لمواجهة هذا التجزئة.

معركة الوعي الوطني والتحرير:
• برز حزب الاستقلال (الذي كان يسمى قبل 1944 حزب الوطن) بقيادة الزعيم علال الفاسي ورفاقه لخوض “معركة الوعي الوطني”.
• هدفت هذه المعركة إلى إحياء الحس الوطني في مواجهة الاستعمار، من خلال الدعوة إلى إصلاح التعليم وربطه بالقيم الإسلامية والوطنية، واستخدام المنابر الدينية والثقافية لنشر الوعي السياسي بين الشباب.
• ساهم الحزب في صياغة برنامج الإصلاحات المغربية عام 1934، وقيادة الحركة التي تحولت إلى حزب الاستقلال سنة 1944.
• أكد علال الفاسي على أن الإسلام هو أساس الوحدة الوطنية، ودافع عن المذهب المالكي والبيعة للملك كمرتكزين للهوية المغربية.
• كانت وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944) تعبيراً عن الرؤية الوحدوية، إذ نصت على استقلال المغرب في حدوده التاريخية الكاملة.
• بعد استقلال 1956، خاضت الحركة معارك لاسترجاع طانطان، طرفاية، سيدي إفني، واختتمت بملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975 التي أعادت الصحراء لأحضان الوطن.
🎯 الرؤية الشبابية المعاصرة ودور الشباب
أكد المتحدث أن منظمة الشبيبة الاستقلالية تسير على نهج العهد الوطني الذي أُبرم بين العرش والشعب.
محددات الرؤية الشبابية الاستقلالية:
• تجديد العهد: الوطنية ليست تكراراً للماضي، بل تجديد للعهد التاريخي في ضوء التحولات المعاصرة.
• الانخراط الفاعل: الشباب المغربي مطالب بأن يكون فاعلاً لا متفرجاً في الدفاع عن وحدة الوطن.
• المعرفة التاريخية: إن معرفة تاريخ المقاومة والمسيرة الخضراء ليس ترفاً ثقافياً بل ركيزة للانتماء الوطني.
• الدبلوماسية الموازية: لم تعد المعارك الوطنية تُخاض في الميدان العسكري أو السياسي فقط، بل في الفضاء الإعلامي والدبلوماسي الدولي. يُنتظر من الشباب أن يكون سفيراً لقضيته الوطنية في المحافل الطلابية والمنظمات الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي.
📈 التنمية والعدالة المجالية كضمانة للوحدة
شدد المتحدث على أن الحفاظ على الوحدة لا يتحقق بالشعارات فقط بل بالتنمية والعدالة المجالية. يجب على الشباب المساهمة في النهضة التنموية التي يقودها الملك محمد السادس، والتي تقوم على الاستثمار في البنيات التحتية والتعليم والصحة والطاقات المتجددة، وربط الجنوب بالشمال. هناك برامج قائمة للعدالة المجالية، مثل دراسة قطار وجدة-الناظور التي اكتملت.
تم التأكيد على أن المغرب منفتح على العالم ومؤمن بقيم الحرية والمواطنة وحقوق الإنسان، لكنه في الوقت نفسه معتز بتاريخه ولغته ودينه ووحدته.
⚖️ قضية الحكم الذاتي والأطر الدستورية
تطرقت الندوة إلى ملف المبادرة الحكم الذاتي، حيث أشار المتحدث إلى أن الورقة المقدمة في 2007 لم تتضمن تفاصيل كثيرة.
مرتكزات المبادرة:
1. منح الأقاليم الجنوبية حكماً ذاتياً في إطار السيادة المغربية، مع الحفاظ على الدولة وعلمها وعملتها ونظامها الملكي.
2. مقترحات للمناقشة (عند بدء المفاوضات): نظام ديمقراطي محلي، وحكومة وبرلمان محلي، وصلاحيات موسعة للجهة.
3. صلاحيات السيادة المحفوظة للدولة المغربية: العلاقات الخارجية، القضاء، الأمن، العملة، والعالم (الرمز الوطني).
4. أكد المتحدث أنه لا يوجد تصور نهائي جاهز حالياً، وأن النقاشات ستتم وفقاً للسيناريوهات والمقترحات التي سيتم التفاوض عليها.
5. الضامن الأساسي لوحدة المغرب هو البيعة والشرعية الوطنية، والارتباط الروحاني للشعب المغربي بالملكية.
كما تم التذكير بأن الفصل 55.4 من الدستور المغربي يمنح الملك الصلاحية في كل ما هو خارجي، وتعتبر الصلاحيات المتعلقة بالشؤون الخارجية من الاختصاصات الأساسية للملك.
🤝 خلاصة وتوصيات داخلية
وجه المتحدث رسالة للشباب بضرورة التحلي بالثقة وتجنب التشاؤم والإحباط. كما أكد على أهمية الدور المحدود للمؤسسات (مثل البرلمان أو الأحزاب) في مناقشة وثيقة الحكم الذاتي حالياً، حيث تقتصر غالباً على الدبلوماسية الموازية.
أشار المتحدث إلى أن حزب الاستقلال يعد مدرسة في الوطنية، وأن الشباب يجب أن يكونوا أوفياء للثوابت الثلاث: الوطن، الملك، والشعب. ودعا إلى:
• تطبيق حالات التنافي لترك المقاعد القيادية الشاغرة للشباب الآخرين.
• إتاحة الفرص للشباب ليكونوا في قيادة التنظيمات الحزبية مستقبلاً.
• التأكيد على أن عهد الشباب مع الوطن هو استمرار لعهد الأجداد، من طنجة إلى الكويرة، سيبقى المغرب واحداً موحداً بملكه وشعبه.










