انخراط جماعي لإنجاح المؤتمر الاستثنائي..”كتاب المغرب” يتجهون إلى استعادة منظمتهم

منذ محطة طنجة في 2018، وتوقف أشغال المؤتمر 19 خلال الجلسة الافتتاحية، دخل  اتحاد كتاب المغرب  في أزمة عمرت لما يقارب ست سنوات ..  أزمة لم تفلح جميع المبادرات الحبية التي اقترحت بعد ذلك، من قبيل تأسيس لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي التاسع عشر والتي ترأسها الدكتور مصطفى القباج في وقف نزيف هذه المؤسسة الثقافية الوطنية التي راكمت تاريخا من الفعل الثقافي المنخرط في أسئلة مجتمعه، ورأسمالا محترما في التدبير الديمقراطي لمسارها، مؤسسة أضحت اليوم إطارا ثقافيا مثقلا بالهزات والارتدادات الناتجة عن أزماته المتكررة.

 هذا الوضع  الذي تفاقم بعد محاولة تهريب المؤتمر الاستثنائي إلى مدينة العيون في يناير الماضي 2023، دون الحديث عن الظروف التحضيرية الملتبسة التي صاحبته خاصة على مستوى تدبير واتخاذ القرار والتمويل، وعدم إشراك جميع أعضاء المكتب التنفيذي،  هذا الوضع دفع أعضاء المكتب التنفيذي المبعدين إلى اتخاذ عدة مبادرات من أجل استعادة هذه المنظمة الثقافية التي يراد خوصصتها، ومن أجل إعادة الاعتبار لها حتى تؤدي أدوارها الطليعية والطبيعية كفاعل ثقافي من واجبه الانخراط في تقديم تصوراته ومشاريعه  ورأيه في السياسات العامة والثقافية بالخصوص، والمساهمة في النقاش العمومي،  خاصة وأن الرهان الثقافي لم يعد فقط رهانا عاديا، بل رهانا استراتيجيا باعتباره يصنع الواجهة الثقافية للمغرب التي نصدرها للخارج، واعتبارا لما أصبح اليوم للديبلوماسية الثقافية من دور في حلحلة الكثير من القضايا الكبرى في إطار أدوار القوى الناعمة.

وقد انطلقت هذه المبادرات بعقد عدة اجتماعات للمكتب التنفيذي (7 من أصل 11 عضوا) وبمراسلة الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب علاء عبد الهادي لإخباره بكافة الترتيبات التنظيمية لعقد المؤتمر الاستثنائي  بغية انتخاب الأجهزة لتغطية الفراغ التنظيمي ، وتجاوز مرحلة الجمود سواء على المستوى  الوطني أو على مستوى حضور الاتحاد كفاعل ضمن أجهزة الاتحاد العام والذي جمدت وضعيته داخله منذ 2018.

 وفي هذا الإطار، وكما تمت الدعوة إلى ذلك، عقد المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب بالمكتبة الوطنية السبت 20 يناير الجاري ، اجتماعا تمهيديا استعدادا للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد، ترأسه الشاعر إدريس الملياني (نائب رئيس الاتحاد المنتهية ولايته) وحضره أكثر من خمسين كاتبة وكاتبا، ممن يتحملون مسؤولية تدبير الاتحاد وطنيا وجهويا، بمن فيهم أعضاء المكتب التنفيذي المنتهية ولايته وأغلب أعضاء اللجنة التحضيرية المنبثقة عن مؤتمر طنجة والكتاب العامون للفروع. فقد حضر عن المكتب التنفيذي 9 أعضاء من أصل 11 ، وعن كتاب الفروع 22 من أصل 25، ومن اللجنة التحضيرية  9 من أصل 15.

 وقد اقترح جدول أعمال هذا الاجتماع، اللمسات الأخيرة للإعداد للمؤتمر الاستثنائي لاتحاد كتاب المغرب،  حيث تم عرض تقارير عما توصلت إليه اللجنة التنظيمية في هذا الشأن، ويتعلق الأمر بتقريرين تناول الأول منهما الاستعدادات المادية واللوجيستية وقد ألقاه الشاعر حسن نجمي، وتعرض الثاني الذي قدمه الناقد والمترجم مصطفى النحال، إلى مقترحات التعديلات التي ستعرض على أنظار المؤتمرين لتجويد قوانين الاتحاد وتحيينها.

وبعد نقاش عميق لمختلف القضايا، استحضر المتدخلون من خلاله السياق العام لانعقاد المؤتمر الاستثنائي، أجمعوا على ضرورة تجاوز الفراغ الذي خلفه تغييب اتحاد كتاب المغرب عن المساهمة في النقاش العمومي، والمهام المنوطة به في أفق تكريس ثقافة التنوير والحداثة وتنشيط الدبلوماسية الثقافية، دفاعا عن القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية.

ومن المخرجات التي اتفق عليها الحاضرون لهذا الاجتماع:

1 ـ دعوة كافة أعضاء اتحاد كتاب المغرب إلى الانخراط في التعبئة لحضور أشغال المؤتمر الاستثنائي الذي سينعقد يومي 3 و4 فبراير 2024 بالمكتبة الوطنية بالرباط. وذلك بعد استكمال جميع التدابير الأدبية والمادية التي تضمن النجاح للمؤتمر.

2 ـ توزيع الحاضرين على لجنتين تشرفان على سير أشغال المؤتمر، حيث ستنكب اللجنة الأدبية التي سينسق أشغالها الشاعر عبد الحميد جماهري على صياغة مشروع البيان العام والتوصيات التي ستعرض على أنظار المؤتمرين، وتهدف لجنة الإعداد المادي التي يدير أعمالها  الكاتب والمترجم مصطفى النحال إلى توفير الشروط الموضوعية واللوجيستية لإنجاح هذه المحطة التاريخية، التي رأى فيها كل الحاضرين لحظة حاسمة لاستعادة الأدوار الثقافية والأدبية والفكرية التي نهض بها اتحاد كتاب المغرب عبر عقود من الزمن.

 كما تم اختيار الشاعر إدريس الملياني نائب رئيس الاتحاد المنتهية صلاحياته  منسقا عاما من المكتب التنفيذي.

 وقد مر اللقاء في جو من الحوار الجدي والبناء والتوافق، خدمة للثقافة المغربية وانتصارا للقضايا الوطنية، التي ظل الاتحاد يذود عنها انسجاما مع تاريخه الحافل وسيرا على خطى المؤسسين الذين حضر بعضهم هذا اللقاء،والتي جعلت هذه المنظمة صرحا وطنيا من صروح حرية الفكر والإبداع في المغرب والبلاد العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى