اليونسكو تُدرج كنوزاً مغاربية في سجل “ذاكرة العالم”

وجدة، 17 أبريل 2025 – أعلنت منظمة اليونسكو اليوم عن إدراج 74 مجموعة جديدة من التراث الوثائقي في سجل “ذاكرة العالم”، ليصل العدد الإجمالي للمجموعات المسجلة إلى 570. وتتنوع هذه الإضافات – القادمة من 72 دولة و4 منظمات دولية – بين إنجازات الثورة العلمية، وإسهامات المرأة في التاريخ، ومحطات بارزة في مسيرة التعددية الدولية.
يضم السجل مجموعات وثائقية تشمل كتباً ومخطوطات وخرائط وتسجيلات صوتية ومرئية، تُجسّد إرثاً إنسانياً مشتركاً. ومن بين الأعمال المُدرجة هذا العام، برزت تحفتان مغاربيّتان: “الأرجوزة في الطب” لابن طفيل من المغرب، و”القانون في الطب” لابن سينا من الجزائر.
إرث طبي خالد
تُعد هذه الخطوة اعترافاً دولياً بالقيمة التاريخية والعلمية الاستثنائية لهذه الكنوز الفكرية، التي تُبرز إسهامات الطب العربي الإسلامي عبر القرون.
- “الأرجوزة في الطب” لابن طفيل:
هو قصيدة طبية تعليمية، كتبها الفيلسوف والطبيب الأندلسي في القرن الثاني عشر، لخّص فيها المعارف الطبية لعصره في أبيات شعرية سهلة الحفظ. تحفظ المخطوطة النادرة – البالغة 148 صفحة و7,700 بيت – في مكتبة القرويين بفاس، وتُعتبر موسوعةً شاملةً لأمراض الجسم البشري. - “القانون في الطب” لابن سينا (المجلد الرابع):
يُحتفظ بنسخة نادرة منه في المكتبة الوطنية الجزائرية، ويُعد من أكثر المؤلفات الطبية تأثيراً في التاريخ، حيث ظل مرجعاً أساسياً في الشرق والغرب حتى القرن السابع عشر.
حفظ التراث وإتاحته
يُمثل إدراج هاتين المخطوطتين دعوةً عالميةً للحفاظ عليهما، وتعزيز الوصول إليهما للباحثين والطلاب وعامة الجمهور. ومن خلال برنامج “ذاكرة العالم” (أُطلق عام 1992)، تؤكد اليونسكو التزامها بحماية التراث الوثائقي كإرثٍ إنسانيٍّ مشترك، يتجاوز الحدود والأجيال، ويجب أن يظل متاحاً للجميع بصورة دائمة.
عن اليونسكو
تضم المنظمة 194 دولة عضو، وتعمل على تعزيز السلام عبر التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة. تشرف اليونسكو على شبكة تضم آلاف المواقع التراثية والمحميات الحيوية، بالإضافة إلى آلاف المؤسسات التعليمية. ومقرها الرئيسي في باريس، بينما تتوزع فروعها في 54 دولة.
“بما أن الحروب تولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام” – الميثاق التأسيسي لليونسكو، 1945.
خاتمة
يُذكر هذا التكريم العالمي بالأهمية الحيوية للحفاظ على التراث الوثائقي كجسرٍ يربط الماضي بالمستقبل، وكشاهدٍ على إبداعات الإنسان التي تتخطى الزمان والمكان.