المهرجان الوطني للمسابقة الثقافية في وجدة: احتفاء بالتميز الطلابي ودفعة لإصلاح التعليم

وجدة، 8 مايو 2025 –
اختتمت مدينة وجدة، عاصمة الشرق المغربي، فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للمسابقة الثقافية، في حدث تربوي بارز نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق. الحفل، الذي أقيم يوم الخميس، شهد تكريم التلاميذ الفائزين الذين تألقوا في فئات المسابقة المتنوعة، في خطوة تعكس التزام المغرب بتعزيز ثقافة التميز ودعم إصلاح التعليم وفق خارطة الطريق 2022-2026. تحت شعار “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”، أضاء هذا المهرجان على دور الأنشطة الثقافية في تحفيز الإبداع ومكافحة الهدر المدرسي.
مهرجان يعزز الإبداع والتفوق
امتدت فعاليات المهرجان بين 6 و8 مايو، حيث تنافس تلاميذ من مختلف الأكاديميات الجهوية بالمملكة في خمس فئات تشمل التربية الدامجة، مدارس الفرصة الثانية من الجيل الجديد، التعليم الابتدائي، الثانوي الإعدادي، والثانوي التأهيلي، إلى جانب جائزة “أفضل فريق”. المسابقة، التي أتاحت للتلاميذ إبراز معارفهم ومهاراتهم في المجالات الأدبية، الدينية، والعلمية، شكلت منصة لتكريس ثقافة التميز وتحفيز القدرات الإبداعية.
وفي تصريح لـ”ومع”، أكد محمد بودشيش، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بالنيابة، أن المهرجان يأتي كجزء من التحولات التربوية العميقة التي تشهدها المنظومة التعليمية المغربية. وأشار إلى أن هذه التظاهرة تتماشى مع أهداف خارطة الطريق 2022-2026، التي تسعى إلى بناء مدرسة مغربية رائدة تركز على إتقان التعلمات الأساسية، تعزيز الأنشطة الموازية، والحد من الهدر المدرسي. “هذا المهرجان ليس مجرد مسابقة، بل فضاء للتعبير والإبداع، يساهم في جعل المدرسة بيئة جاذبة تدعم التحصيل الدراسي وتنمي شخصية التلميذ”، أضاف بودشيش.
دور الأنشطة الثقافية في إصلاح التعليم
تكتسي الأنشطة الثقافية، كالمسابقة الوطنية، أهمية كبرى في سياق إصلاح التعليم المغربي. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة التربية الوطنية (2024)، فإن الأنشطة الموازية تسهم في تحسين الأداء الدراسي بنسبة تصل إلى 20% في بعض الفئات العمرية، كما تقلل من الهدر المدرسي من خلال تعزيز دافعية التلاميذ. المهرجان، بتنظيمه المحكم وتنوع فئاته، يجسد هذا التوجه، حيث يوفر فضاءً للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة وطلاب برامج الفرصة الثانية لإبراز قدراتهم، مما يعزز مبدأ التعليم الدامج.
كما يندرج المهرجان ضمن إطار التشبيك الموضوعاتي بين الأكاديميات الجهوية، وهو نهج يهدف إلى توحيد الجهود وتوسيع نطاق الأنشطة الإبداعية. هذا التعاون، الذي يتماشى مع المخطط الجهوي للأنشطة التربوية، يعكس رؤية متكاملة لجعل المدرسة مركزًا للإبداع والتفوق.
تألق جهة الشرق وتكريم الفائزين
برزت الأكاديمية الجهوية لجهة الشرق خلال هذه الدورة بحصدها جوائز في فئات متعددة، منها “التربية الدامجة”، “التعليم الثانوي الإعدادي”، “التعليم الثانوي التأهيلي”، و”الفرصة الثانية – الجيل الجديد”، إلى جانب جائزة “أفضل فريق”. هذا التفوق يعكس الجهود المبذولة في الجهة لتعزيز جودة التعليم ودعم التلاميذ في مختلف المسارات التعليمية.
خلال حفل التكريم، تم توزيع الجوائز على الفائزين وسط أجواء احتفالية، حيث أشاد الحاضرون بمستوى المشاركات التي أظهرت تمكنًا لافتًا من المعارف والمهارات. هذه الإنجازات ليست مجرد انتصارات فردية، بل دليل على إمكانات جيل شاب قادر على قيادة المستقبل إذا ما أتيحت له الفرص المناسبة.

نظرة إلى المستقبل: تعليم يراهن على الإبداع
يمثل المهرجان الوطني للمسابقة الثقافية خطوة مهمة في مسار إصلاح التعليم المغربي، لكنه أيضًا تذكير بأهمية الاستثمار في الأنشطة الموازية كرافعة لتحسين جودة التعليم. ومع استمرار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، يبقى التحدي الأكبر هو تعميم هذه التجارب الناجحة على جميع الجهات، وضمان مشاركة أوسع للتلاميذ من المناطق النائية والفئات المهمشة.
كوني جزءًا من التغيير!
إذا كنتَ شغوفًا بالتعليم والإبداع، تابع أخبار المهرجان الوطني للمسابقة الثقافية، وشارك في دعم جيل يصنع مستقبل المغرب. التلاميذ المغاربة ينتظرون دعمكم ليواصلوا التألق – فهل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذه القصة؟